كنت دائما أتمرد على ذاتي وأجد نفسي بأنني مظلوم وأنني مراقب وكذلك أحس في ذاتي بأن والدي و والدتي يقيمون علي شبح الظلم و الإضطهاد بسؤالهم ومتابعتهم لي حينما أتأخر عن الموعد المحدد لرجوعي عن المنزل وكنت دائما أتخوف من سألهم المتكرر من أين أتيت؟؟؟ ولماذا تأخرت؟؟؟ ومن كان معك؟؟؟ ولماذا أنت منزعج؟؟؟ كل هذه الأسئله تظايقني وتقلب كياني وتزعجني كثيرا لأنني أرى في نفسي الكمال (علما أن الكمال لله وحده) وأنا لا أستطيع الرد على والدي مباشرة بل إنني أصب جم غضبي على والدتي و أفرد عضلاتي وقوتي عليها( رحمها الله وأسكنها جناته) وكأنني عنتر زمانه أو شمشوم الجبار أو هوق هوقن العملاق وكم كنت أدعي أنني كامل الرجوله وأنني على صواب وأن أهلي هم المخطؤن؟؟ حتى أنني أجد والدتي (يرحمها الله) تقف عند الباب تنتظر مجيئي وهي منزعجة لتأخري وقلقه عم سوف يقوم به والدي من أشد العقوبات سواء لفظيه أو عقبات جسديه ورغم حنانها وعطفها وخوفها علي أجد ذلك بأنها أخترقت قانون حقوق الإنسان إتجاهي وأنها قد سلبت رجولتي وطفولتي معن. ولكن بعد دوران عجلت الزمن وبعد أن تزوجت ورزقتي الله بالأولاد وما أعانيه من قلق ونشغال لتأخرهم عن الموعد المحدد رغم وجود الإتصالات الحديثه من هاتف ثابت و متنقل إلا أنني أجد نفسي بأن عاطفت الأبوه تملأ قلبي وتدغدغ مشاعري فأعود وأقول فل يرحم الله والدي ووالدتي وأن يسكنهم فسيح جناته وأتذكر قول الله جل وعلا في محكم كتابه
((وخفض لهما جناح الذل من الرحمه وقل ربي أرحمهما كما ربياني صغيرا))