كم كنت استغرب من واقعي عندما كنت فى سن المراهقة وكم كنت انانيا واحب ذاتى جدا وكنت ارى نفسي بأننى سقراط زماني لانى كنت اعتقد بأن هذه الدنيا مسخرت لاجلى وأنني امشي على لارض متغطرسا متكبرا وكأنى طوس مغترا بجمال ريشه ذيله وكنت دائما اهتم بملبسي ومشربي ومكان اقامتي وكاننى فى قفص عاجى لا تدخله ذرات الهواء الى بعد فلترة وتعقيم وكم كنت احلم احلام وردية بأني سوف افعل واعمل واشق لارض وأصل الى اعنان السماء وكم كنت مراهقتي غجرية قوية منبثقة من تعالى فى نفسي وقوتة فى شخصيتى وشموخ فى تطلاعاتى ونظرته برجوازيه ممتلأه بغرور وكل هذا اجده قليل فى تصوري وحبى لذاتى وعندما كبرت وتيقنت وتبصرت فى نفسي وفى حجمى وجدته بانى مخطئ جدا فى تفكري وتطلاعاتى وكم ضحكت على نفسى واحتقرت ذاتى عندما استعرضت شريط الماضى الذى كنت احلم به وأعشه فكم كنت اضحك على تلك لافكار الساجذه وتلك التطلاعات الزائفة والى ذلك الشموخ القصير عندما ادركت ان الانسان كلما تواضعا لله رفعه وان الحياة جميلة وبسيطه لمن يعرفها واني اتركت بان الحياة تجربه وان لاخذ بمقدار العطاء وعندما اختلطت بمجتمعى وحياتى الجديده والبسيطه وجدت بان كلما كنت لينا وبسيطا كلما كانت حياتك شفافة بشفافية الهواء وجميلة بجمال الطبيعة فياليتنى لم اضيع وقتى وأشل تفكرى فى ساخافات طفولية واحلام نرجسية فعرفت بان الحياة جميلة لمن يعطيها
وكما قيل
ما طار طيرا وارتفع
الى كما طار وقع
وكذالك كما قيل
لاتمشى فى لارض مرحا
فأنك لن تبلغ الجبال طولا
من هونا ايقنت بانى انسان كسائر البشر وانى مولود بتسعة اشهر وعدت لحجمى وعرفت انى لا اختلف عن هذا المجتمع وانخرطت فى حياتى بعد ان عرفت بانى جزاء من هذا الكيان العظيم فرتحت وارتاحت نفسى واهلى ومن حولى وعشت كبقيت البشر وحمدت الله بانى عدة لرشدى ومسكت عظام راسى وبدات افكر التفكير الصحيح وانتهت قصة غرورى وعنجهيتى فى طوفلتى...................
والى اللقاء فى موضوع اخرا
العرض الشجري
