طويت الأوراق التي كانت بين يدي .. وضعتها بكل رفق في مكتبي .. وبكل سرعة امتلكتها ركضت نحو سطح البيت وكأن تلك الثواني التي تفصلني عنه سحابة كثيفة من أبخرة الزمن المكتثة أمامي تحجب عني وصولي إلى الشيء الذي كنت أعتبره مملكتي ..
وصلت لأعلى البيت اتجهت بحركة آلية إلى السور وجلست مسندة ظهري على جداره وقد استقرت عيناي إلى القمر الذي يضيء كل ما يمكن أن يتراءى لعيناي .. وجمت وأنا أرى صورة من غاب عن ناظري ..
لا أدري إن كان ذلك حلماً أم خيالاً ؟ أم سراباً قد بناه الشوق أمامي!!
ما كان يثير اهتمامي هو ذلك الطيف الذي افتقده ..
أنظر إليه وأشعر برغبة في الابتسام ..
شعرت بتلك الطرقات الخفيفة بين أضلعي كلما رأيته أمامي .. خطوط عينيه تثير الحنين في نفسي..يثير هذا النور المنبعث منه أشواقي الدفينة في أعماق نفسي الغائرة ..حاولت اصطناع بعض المسرحيات في مخيلتي ومضيت أمثلها ..
أحب فيه تلك المسحة التي تنتشلني من غابات الرعب المخيفة لتسكنني في تلك الغرف الملأى بالون الأحمر.. تمطر على عيناي حبات السكر .. وتعطرني برياح الشوق..
أتذكر .. لمسات من أطراف أصابع مرتعشة .. ودوي من ذلك المكان القصي في صدره .. يناديني .. يحتويني .. يسكت الصراخ في تلك القيعان المهجورة ..
عندما استوقفتني بعض المواقف التي أشعرتني بالبرد .. ظهر أمامي شبح الواقع ليخبرني بأن الساعة قد تجاوزت الواحدة بعد أحب فيه تلك المسحة التي تنتشلني من غابات الرعب المخيفة لتسكنني في تلك الغرف الملأى بالون الأحمر.. تمطر على عيناي حبات السكر .. وتعطرني برياح الشوق..
أتذكر .. لمسات من أطراف أصابع مرتعشة .. ودوي من ذلك المكان القصي في صدره .. يناديني .. يحتويني .. يسكت الصراخ في تلك القيعان المهجورة ..
عندما استوقفتني بعض المواقف التي أشعرتني بالبرد .. ظهر أمامي شبح الواقع ليخبرني بأن الساعة قد تجاوزت الواحدة بعد منتصف الليل..
عدت إلى حياتي الرتيبة أمسكت قلمي وأمسكت أوراقي متثاقلة.. فكرت قليلاً بهذا القلم وكيف يخرج الحبر بكل هذا الانسياب وبدقة وبكميات متساوية من الحبر حتى ينتهي!!
فكرت في ذلك الوميض الذي يداعب عيناي كل صباح دون ملل !!
وفكرت في ذلك القدر الذي أبعدني عن حلمي الأشهب!!
جلت بعيناي في أطراف المكان لم أجد غيري أنا ونفسي.. نظرت إليها ويدي على قلبي ..
نادتني بصوت خفي متسائلة عن وحدتي.. وعن خوف من شوق يقتلني..
فسرقت منها الآهات وأخذتها بشوق إلى أحضاني..
أقول لها .. هو في الطريق الموحش ملهمي.. وفي كتاب الزمن عاشقي..
أنا قلم وهو ورقتي.. أسطر عليها كلماتي وأرسم تلك الشبكة السوداء من ذكرياتي لينثر عليها حبات اللؤلؤ البيضاء.. ويعيد تلوين تلك الخطوط بنور الشمس..
فيا نفسي لا تسأليني عن حزني وشوقي واشتياقي .. ولكن حدثيني عن من غاب عن العين ولكن تظل صورته محفورة في عيناي وقلبي وروحي وأفكاري.. واعبثي بخصلات شعري المتطايرة
لأستطيع الموت بسلام..