بسم الله الرحمن الرحيم
مجنونة الليالي
ازعجه رنين الهاتف المستمر في هذه الساعه المتاخره من الليل وحين رفع السماعه قال : نعم من المتحدث 0 فأجابت بصوت حنو ويأس 0 أرجوك يا سيدي لا تغلق سماعة الهاتف 0 ارجوك ان تسمعني حتى النهايه 0 وكرر عليها السؤال مرة اخرى وقال بدهشه , من انتي وماذا تردين ؟ فقد شعر بشيْ من الانزعاج لأ ستيقاظه من النوم وفي هذا الوقت انت لا تعرفني يا سيدي ولا انا ايضاً وحتى لا اعرف الرقم الذي طلبتك عليه الآن وكل الذي اعرفه اني اريد ان احدث احداً 0 فقال الرجل في نفسه انها تريد الحديث فقط واراد ان يغلق سماعة الهاتف إلا انه سمع نحيبها وهي تقول 0 سيدي اني اعلم اني ازعجك ولكن انا بحاجه الى ان أتحدث الى شخص ولو كان الذي اتصل عليه الآن امرأه لكنت طلبت ان احدثها ايضاً وكذلك انا لا اعرف هل انت شاب او طاعن في السن وأتمنى أن تكون رجلاً كبيراً حتى تنصحني فقد بلغ مني اليأس موضعه 0
وقالت سيدي ؛: لقد توفيت امي لقد ماتت وتركتني هكذا اصارع نفسي واقاتل الايام ، ماتت وتركتني وحيده اتجاذب مع الاحزان 0 لقد تركتني وانا في امس الحاجه اليها فقد كنت اريد ان ابثها احزاني وازيل عن كاهلي الامي ولكن تركتني هكذا ورحلت 0 فأحس الرجل بصدق كلامها لأنها قالت هذا وانخرطت في البكاء 0 فصمت وانتظر حتى تهدأ عاصفة البكاء التي المت بها ، وبصدق لم يعرف الرجل ماذا يقول لها 0 وقالت وهي تنتحب اريد ان ارتمي في حضن يضمني اريد أن اشعر بالأمان لأني الآن فقدته نعم فقدته وانا في حاجته الأن لأن الشخص الوحيد الذي كنت احبه وأستانس بسماع صوته وارتاح لرؤياه واقدم روحي فداه هجرني وتركني وفقدته 0 ذهب هكذا دون اي مبرر فألمني فعلته وكدر على حياتي صنيعه ولكن الذي قصم ظهري وشطرني نصفين وجعل فاجعتي مريره هو موت امي 0فقد تركتني هكذا ودون اي مقدمات ، تركتني ولم تقل لي حتى شياً ً ، تركتني قبل ان ارمي نفسي في حضنها وابثها آلامي ، تركتني حتى دون ان تقول لي وداعاً 0
اتعلم ماذا اريد ان افعل الأن ياسيدي : ان اركض هائمه على وجهي في هذه الليله البارده في ضواحي هذه المدينه وشوارعها وان اصرخ بكل قواي بكل ما لدي من مشاعر معذبه واحاسيس مرهفه يا ايها الناس امي قد ماتت ارجوكم استيقظوا لقد توفيت امي انهضوا لقد اصبحت وحيده يضربني الزمان وتصفعني الأيام لقد اصبحت بائسه ومضغه سهله في فم الأحزان 0 فالألأم تقتلعني من جذوري والحياة تمضغني بين اتراسها وساعاتها وتبتلعني الأشجان0 أيها الناس انظروا الي لقد آن اون أن لا أكون الأن 0 وهنا توقفت مرة أُخرى وأصبحت تبكي مجدداً وبصوت عالي وتقول : ياسيدي اعذرني فقد تعتقدني مجنونة الليالي أو بي مس ،لا أنا لست كذالك ولكن كل الذي بي اني حزينه جداً وأريد من يضمني وينتشلني من ألمي ، يضمني حتى اشعر أن ضلوعي تكاد تنطبق على بعضها ويضغط بقوه بيده على موضع المي وبأقوى ما لديه ، ويحيط برأسي حتى يوقف الطنين الذي فيه ويحتوي جسدي بقوه حتى اشعر ان قلبي الذي يؤلمني قد توقف عند ذلك 0 وهنا اخذت شهقه عاليه وعادت الى النحيب من جديد 0
فلم يستطع الرجل شيئاً لأنه فعلاً صدق هذه الفتاة حتى انه شعر قلبه أصبح ينفطر عليها وان دموعه قريبه من عينيه 0 فأكملت : اتعلم ياسيدي اني لم أكن من قبل ضعيفه وهشه كما انا الأن ، اتعلم اني كنت أقف ضد الزمان واتحدى ان تكسرني الأيام فأصارع وأناضل فكانوا يصفونني بالقوه والجبروت وتعلم أيضاً أني لم اكن أعلم اني ضعيفه هكذا وباليه 0 ماذا حدث للبشريه ، ماذا ؟ من القوة الى الضعف فجأه ومن الصمود إلى الإنكسار هكذا ماذا تراني استطيع ان افعل الأن أأهيم على وجهي وأصرخ في شوارع هذه المدينه ؟ او اكون في تلك الزاوية الحقيره وأبكي نفسي وأشكي حالي ، ماذا أجبني ارجوك 0
ألو ، ألو 0 ياسيدي أ أنت معي على الهاتف ؟ أو انت ايضاً أغلقته كما فعلت معي الدنيا لماذا لا تجيب أيها السيد ؟ لا تخذلني حتى انت ؟ ولأول مرة اجاب عليها الرجل ولاكن من بين عبراته أن معكي يابنتي ، قال ذلك وأخذت الفتاة تبكي بحرقه فقالت : قلت لي ابنتي ألآن لماذا لماذا قلتها ؟ اتمنى ان اكون كذلك أتمنى أن اناديك بأبي ولكن صوتك لا يدل على كبر سنك ولكن سأقبل منك أن تقول ابنتي 0 فسألت ماذا ؟
ولكن الرجل لم يجيب لأن دموعه كانت تقطر من عينيه من غير إرادته وقد اختنق بالعبرات حتى هو لا يعرف لماذا 0 هو لم يبكي على شيْ قط قبل الأن ولكن صدق هذه الفتاة وحزنها جعله تعيساً حتى البكاء 0
فقال لها من بين دموه أما تعلمين ان الله قد جعل لكل شىْ نهايه وقد جعل البلاء حتى يختبر الناس والعباد وقواتهم ؟ ألم تعلمي أن الله قد جعل لكل شيء مخرجا وقال " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب " يابنتي ألم تعلمي أن الله تعالى سيكون قد سمع ما تشتكين اليه وان من يتوكل على الله فهو يكفيه لأن الله سبحانه وتعالى يستطيع أن يزيل همكي ويكشف غمكي ويرفع عنكي البلاء وقرأ بصوت ندي رقيق " ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا " وتوقف0
فأخذت الفتاة في البكاء أكثر وأكثر وقالت أرجوك أقرأها مرة أخرى ، فكرر قرأتها وقالت :
أتعلم أني لم اكن غافله عنها ولكن الشيطان يبعد الإنسان ويُكبر همه 0 وهنا شكرته وأرادت أن تغلق الهاتف 0
فقال لها : لحظه آلا أستطيع أن أعرف اسمكي ؟ فقالت إن اسمي بائس كشكلي 0
فقال : ألا تريدين أن تعرفي رقم هاتفي ؟
فقالت له لا وأكملت أنا ياسيدي لستُ ساقطه اتحدث مع أي كان ولكن هذه المره كان قد أخذ مني الحزن كل مأخذ فأرجوك ياسيدي لا تفسد علي ما قلته لي الأن وأدعو لي أن يكون الله في عوني ويهديني لأنني كنت لا أُريد الضرر لأحد فقال للمداعبه وأدعوه بأسم من فقالت:
أدعوه باسم الفتاة التي كانت تتدرب على مقطع من مشهد ستقوم بتمثيله غدا في مسرح المدرسه 0 قالت ذلك فصُدم الرجل ولكن اكملت : عفواً ياسيدي لم يكن في نيتي أن اسخر منك والحقيقه أن النص قد أخذني الى ابعد الحدود والفتاة التي هي هذا الورق قد أحزنتني وكنت اريد أن اشعر بحزنها لو كنت في مكانها وأعذرني واغفر لي لأنني اكرر لم أقصد الضرر لأحد أو السخريه وأشكرك وأغلقت سماعة الهاتف
بطه
ارجو الجميع ان تنال القصه رضاكم وتأكدو جيدا انه يهمني اكثر أرائكم البنائه وانتقاداتكم الحكيمه حتى اسير نحو الأفضل بفضل اتقاداتكم وكم مني جزيل الشك بطه
![الصورة الرمزية ][بطه][](images/avatars/b7.gif)
![][بطه][ غير متصل](Al-Wed/images/statusicon/user_offline.gif)
بطه
العرض العادي
