يقتص الحكم العدل سبحانه في يوم القيامة للمظلوم من ظالمه، حتى لا يبقى لأحد عند أحد مظلمة ، حتى الحيوان يقتص لبعضه من بعض ، فإذا انططحت شاتان إحداهما جلحاء لا قرون لها ، والأخرى ذات قرون ، فإنه يقتص لتلك من هذه ن فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة ، حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء) رواه مسلم
والذي يعتدي على غيره بالضرب ، يقتص منه بالضرب في يوم القيامة ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( من ضرب بسوط ظلما ، اقتص منه يوم القيامة ) رواه البخاري ،
وروى الطبراني عن عمار قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من ضرب مملوكه ظالما ، أقيد منه يوم القيامة ) وإسناده صحيح، والذي يقذف مملوكه بالزنا يقام عليه الحد في يوم القيامة إن كان كاذبا فيما رماه به ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم ( من قذف مملوكه بالزنا يقام عليه الحد يوم القيامة ، إلا أن يكون كما قال ) رواه مسلم
وثروة الإنسان في يوم القيامة ورأس ماله هي الحسنات ، فإذا كانت عليه مظالم للعباد فإنهم يأخذون من حسناته بقدر ما ظلمهم ، فإن لم يكن له حسنات أو فنيت حسناته ، فإنه يؤخذ من سيئاتهم فيطرح فوق ظهره. فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء ، فليتحلل منه اليوم ، قبل أن لا يكون دينار ولا درهم ، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته ، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه ) رواه البخاري
والمفلس هو من يأخذ الناس حسناته ، ثم يقذفون بسيئاتهم فوق ظهره ، كما جاء في الحديث الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( أتدرون من المفلس؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: ( إن المفلس من أمتي ، من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي وقد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيعطى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإذا فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه ، أخذت من خطاياهم فطرحت عليه ، ثم طرح في النار) رواه مسلم
والمدين الذي مات وللناس في ذمته أموال يأخذ أصحاب الأموال من حسناته بمقدار ما لهم عنده، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( من مات وعليه دينار أو درهم ، قضى من حسناته ، ليس ثم دينار ولا درهم ) رواه ابن ماجه
وإن كان بين العباد مظالم متبادلة اقتص لبعضهم من بعض ، فإن تساوى ظلم كل واحد للآخر كان كفافا لا له ولا عليه ، وإن بقي لبعضهم حقوق عند الآخرين أخذها ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت : جاء رجل فقعد بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إن لي مملوكين يكذبونني ، ويخونني ، ويعصونني ، واشتمهم وأضربهم ، فكيف أنا منهم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا كان يوم القيامة يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك ، وعقابك إياهم ، فإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافا لا لك ولا عليك . وإن كان عقابك إياهم دون ذنبهم كان فضلا لك ، وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم ، اقتص لهم منك الفضل ) فتنحى الرجل وجعل يهتف ويبكي. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( أما تقرأ قوله تعالى: ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين ))ا
ولما كان شأن الظلم عظيم ، كان حري بالعباد أن يجتنبوه ويبتعدوا عنه وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الظلم ظلمات يوم القيامة حيث قال ( الظلم ظلمات يوم القيامة ) رواه البخاري ومسلم