كنت أريد ان أكتب عن الآيام الاخيرة وارتباطها بالآيام التي قبلها ولكن
يبدو أن علي الآن أن اكتب عن الساعات الآخيرة لآنها عاجلتني وفرضت
وجودها علي بشكل لا مفر منه وهل هناك مفر من الموت؟
( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة)
أم هل هناك مهرب من قضاء
الله وقدرة ألم نسمع الحديث القدسي الذي يقول : من لم يرض بقدري
وقضائي فليخرج من أرضي وسمائي. إذن فما على الانسان المؤمن
إلا أن يستقبل الموت برضا واقتناع ولسان حاله يقول:
عنـــــــــــدي لمـــــا تقضـــــيـــــــه
............................ ما يرضيـــــــــك من حسن الرضــــــا.
والآن .. تراني أسف على الدنيا وفراقها ؟ نعم , وكلا ..... أما نعم فلآن الدنيا
هي الطريق الذي يمهد الى رحمة الله ورضوانيه وأنها هي أيام التجربه التي
من الله بها على عبيده لتكون لهم فترة اختبار فلعلها لو طالت لتمكنت أن
أسجل رقما جديدا وأن احصل على درجة أعلى .. ثم من اجل قلوب سوف
تستشعر الحسرة من بعدي . ولكن أليست هذه هي طبيعة الحياة؟
اما كوني غير أسف على الدنيا فان حالي منها كما يقول الشاعر:
ما لي الى الدنيا الدنية حاجـــــــة
.......................... فليخش ساحر كيدهــا النفــــــــاث
طلقتها الفا لآحسم داءهــــــــــا
.......................... وطلاق من عزم الطلاق ثــــــــــلاث
وثيابها مرهوبة وعداتهــــــــــــا
.......................... مكذوبة وحبالها انكــــــــــــــــــاث
أني لآعجب للذين تمسكـــــوا
.......................... بحبائل الدنيا وهي رثــــــــــــــاث
أتراهم لم يعلموا أن التقـــــــي
.......................... هو زادها وديارنا الآجـــــــــــــــداث
أه كم يأس الانسان في ساعته الاخيرة على هفواته وزلاته وكم يود جاهدا
لو كان قد افتدى تلك الآخطاء بكل ما يملك, ما أحلى ان يكون الانسان رقيبا على نفسه وأن يكون لديه ما يمكنه من دراسة كل أمر قبل الاقدام على
لكي لا يقف في ساعاته الاخيرة موقف النادم المغبون فان النفس امارة
بالسوء إلا ما عصم ربي