العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > المنتدى العام
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 18-07-2012, 01:46 PM   رقم المشاركة : 1
عزالوطن
( ود جديد )
 
الصورة الرمزية عزالوطن
 





عزالوطن غير متصل

حضارة نص كم

حضارة نص كم

كل لنفسك والبس للناس، مقولة كنا وما زلنا نسمعها، لكن معناها الكلاسيكي الأصيل، أصبح حداثياً بامتياز هذه الأيام، وأنا هنا أتوجه بالحديث إلى بنات اليوم، اللواتي مسخت الموضة واللهث وراءها، أي طعم للأنوثة، والعفاف والأصالة، وجردتها من أبهى وأسمى معانيها، مسكينة تلك المرأة التي تتبرج تبرج الجاهلية الأولى، وتعتقد أن احترامها يزيد بين صفوة الرجال والنخب الاجتماعية، حتى لو لهث خلفها اللاهثون، وأمطروها من سحابات الرياء بردا، مسكينة وهي تفرط بجواهرها، وتعرض مفاتنها بالمجان للغادي والرائح ولكل عين زائغة، ومتعطش يتسكع ويفتش!!... مسكينة حين اعتقدت أن هذا الأسلوب من السفور والتعري، هو الطريقة المثلى لتسويق نفسها، أو أن تصطاد به مغفلاً، في زمن التنزيلات والعروض السخية، ونسيت أن ثوب الستر والعفاف هو أرقى وأنفس الأثواب وأجملها، وبأن الثوب العربي المستور بأشكاله الحديثة والمطورة، فضلاً عن أنه بالمنديل ساتر، فإنه يعكس أصالة وشموخاً لا توفرها أزياء أرقى المصممين، ويتساءل الغيورون، أين مساحة الاحترام التي تركتها لنفسها هذه وتلك، بلباس مجسم، يعصر جسمها عصراً، في وقت كل ما أضافه لها، أنه فقط حجب لون الجسد، بألوان افتراضية أخرى وقدمه بالأبعاد الثلاثية؟!، لا أكثر ولا أقل، وعن أي رقي وحضارة يتحدثن صاحبات الذوق الرفيع، حين يقررن أن هذه الموديلات الفاضحة دليل تقدمٍ وعنوان حضارة؟ حتى ان المتخصصين في علم الحيوان، يستغربون أن يكون تقليد الحيوانات ومحاكاتها في عريها حضارة، وفي سفورها تقدماً، لقد كانت المرأة على زمن الإغريق ترتدي ثيابًا واسعة وكان الملبس الشائع يسمى (الخيتون)، وهو ثوب طويل يُلف حول الجسم، ويُربط عند الكتفين والوسط، والمرأة الرومانية كانت ايضاً تلبس ثوبا واسعاً طويلاً يغطي كتفيها، ويتدلى حتى أخمص قدميها، حتى ابتدع الفرس الثياب الضيقة بدل الواسعة، وكانت المرأة الأوروبية في القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين ترتدي قناعًا من الشعر على وجهها ـ شبكة ـ أو حجابًا لتغطية الرأس والعنق، وسمي هذا الغطاء الخمار. إلا أنه في أوائل القرن العشرين، أدى التغيير المتواصل في أزياء المرأة وخاصة الملابس الرياضية والمنزلية إلى تصميم أزياء تكشف عن بعض أجزاء من جسدها، ففي عشرينيات القرن الماضي كانت الأزياء تكشف الساقين عاريتين، وفي الأربعينيات كانت تكشف الصدر عاريًا، وفي الستينيات صارت فوق الركبة، وغير بعيد عن هذا، كان الطرب في النصف الثاني من القرن الماضي، زمن الفن الأصيل، طرباً شريفاً، وكانت المطربة تبهر الناس بصوتها، وتشدهم الكلمات، وتدور رؤوسهم بألحان، لكن غالبية فنانات اليوم يطربن الناس بالإغواء بدل الغناء، وبالصخب بدل الطرب، فهل انتقلت عدوى أزياء صالات وملاعب الطرب الهابط، إلى الشوارع العامة، وتغلغلت في حارات وأحياء، يقال انها شرقية محافظة؟ أنا لست من رجال الدعوة، ولا شيخاً أخطب على المنابر، وإن كان يشرفني ذلك، لكنني مواطن مسكون بالغيرة على ماجدات العرب، وأخص هنا في أرضي العروبه، حين أرثي حال فئة من ماجدات الوطن، اللواتي فقدن الثقة في ملاحتهن، وزينتهن، فانزلقن وهرولن في شارع الموضه، في هبوط وانحدار وترد، لا يليق بشقيقة مسلم ، ولا بكريمة انسان دين. إن اللباس عنوان حضارة إنسانية عُرفَت منذ عهد آدم - عليه السلام - وقد قال رب العزة – سبحانه : {يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْـجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 72]، ومن جملة أولياء الشياطين أولئك الذين يريدون أن ينزعوا عن بني آدم ألبستهم بدعوى الحرية؛ والتحضر، فتباً وتعساً لهم، وإلى كل مباهية بتبرج الجاهلية أقول، لا يغرنك هذا الاطراء فكله رياء، والمعجبون الذين يأكلون معكم، يغردون في واد آخر،، فعن أي حضارة نص كمٍ تتحدثون؟ لست أدري؟!.







التوقيع :
تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:35 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية