السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مدخل :
بكت عيني وحق لها بكاها
وما يغني البكاءُ ولا العوي
يقطع البيداء مدرعاً جنح الظلام وثوب الليل مسبولُ ,يهربُ إلى عالم مجهول مرعب ,
تصطدم الرياحُ بوجهه فتبدأ دموعه بالإنهمار , وقد يروقُ له هذا , لأنه يريدُ شيئاً يُخفف
عنهُ مايجدُ من وجْدٍ تسبب به من كان لهم كالقلب المحب .
ولكنه يردد دائماً [ عجباً لهم أريدُ الإصلاح فيظنون أني من جماعةِ الإصلاح ]
بكى لايدري على أي شيء يبكي , ولكنه يستعينُ بالدموعِ لعلها تزيح عنه
جبال الإتهامات .
يعيشُ بينهم ولكن كأنه في فلاةٍ مترامية الأطراف , لو حُكِمَ على العالم أجمع بالإعدام
لخرج من بينهم بوثيقةِ البراءة , فهو محبٌ لهم , يسهر وهم ينامون , يبكي وهم يضحكون,
لو كانوا في صفه لأصبحوا مالكين للنفع , محبينَ للخيرِ , ولكنهم جعلوه صفر على الشمال
يبتسم فيظنون أنه يريدُ الإنتقام .
يضحك ,, فيقولون : يخطط لفعلة مشينة , وقلبه كالصفا , يرمي الشر , ويجلب الخير ,
يكافح من أجل رسم أساريرٍ يريدها أنْ ترتسم على محياها , ولكنهم لا يأبهون به .
فأصبح هذا الرجل يعيش الحقيقة في إطار الوهم , يريدُ أنْ يوصل المعلومة الصحيحةِ
فيتمتمون بلمزٍ لإسكاته , لايدري أين يذهب , تتلاعب به ضغائنهم فتقذفه من عبوسِ وجهٍ
إلى إحتقارِ كأنه غير مقصود , يكتم , ويسكت , ويحاول أنْ لا يبيّن تأثير سيوفهم بقلبه .
تعب من رؤية شظايا النار وهي تضرب جسمه النحيل , فينكب رافعاً صوته بالعويل ,
لعل هذه الحرائق أنْ تنتطفئ , هذا وهو لم يعش في الحياةِ إلا حَرْساً من السنوات ,
فكيف لو مكث سنين لاتنعم بالربيع ؟ بل كيف لو مكث أحقاباً بين الحديقةِ في إطارِها الوهمي ؟؟
العجيبُ من أمره أنه يناديهم فلا يستجابُ له , حتى أصبح - كما يرى - أنه لامثيل لأحدٍ من الناس
يماثل حزنه .
لأن غيره يعيش الحقيقة بلا إطار الوهم , ينزوي لوحده فيردد أبياتاً يتمثل بها لنفسه :
هذا الكتابُ إليكَ من زنزانةٍ
مقرورةٍ صخريةِ الجدرانِ
له الله كم سقوهُ كؤوس المر , وكم رموه بأسهمٍ حارقةٍ , ورماحٍ مسموةٍ
يتصدى لها خوفاً من الوهم أنْ يصبح حقيقة , ولكن لم يزل يبيتُ بين جراحه ,
مضرجاً بدمائهِ , أنيسه دموعه , وجليسه التناهيد وهو بينهم يردد :
بم التعلل لا أهلٌ ولا وطنُ
ولا نديمٌ ولا كأسٌ ولا سكنُ
</B></I>
ويانسيم الصبا بلغ تحيتنا
من لو على البُعدِ حيا كان يحيين
رااقت لي ونقلتها بــ قلم احد اعضاءمنتدى آخر ..
تحياتنا له
دمتم بخيرات 