ورقة تقويم .. !

[جسوور]

السّلامُ عَليكَ اليَومَ
حَيثُ الأيـّامُ تَمضِي وأَنتَ تُمْضِي !
والفَرْقُ شَاسِعٌ يـَا صّدِيقِي بَينَ المُضِيّ والِإمْضَاء !!


إنّي أَكتُبُ إِلَيـْك ..
وَأنْتَ كَائـِنٌ عَجِيب !!


تَلوكُكَ السّاعَاتُ الفَارِغَة الضّجْرانَة ثُم تَقْذِفُكَ بَعِيداً ..
حَيثُ التِيهُ والبؤسُ وَلاثَالِثَ لَهُمَا .. سِوَاك !


لَمْ أَكُن أُرِيدُ أَنْ أَقْتَرفَ هَكَذَا غَبَاء _أَنْ أَكْتُبَ إِلَيك_ .
وَلَكِنّه بَقَايَا مِنْ بَقَايَا إِحْسَاسٍ يُشْبِهُ الفُضُولَ _فَقَط_ جَعَلَني أُتْعِبُ رَسُولَ البَرِيدِ مِنْ أَجْلِك _من أَجْلكَ أنت!_
وَبِالمُنَاسَبَة .. فَإِنّ رَسُولي المِسْكِينِ يُشْبِهُكَ تَمَاماً .. تَمَاماً ..
كَمْ تَخَيّلتُهُ وَمُفْتَرَقَاتُ الطُرِقِ تَزِيدُ شَتَاتَهُ شَتَاتاً .. فَأُشْفِقُ عَلَيهِ .. لَكِنّهُ لا يُشفِق !
يَحْمِلُ هُمُومَ مَنْ لَا يأبهُونَ بِهِ .. ثُمّ يَمْضِي مَهْمُوماً حَيثُ (لَا أَحَد) يَأْبَهُ بِه !



إِنّهُ أَحْمَقٌ يَا صَدِيقِي !
مُثْقَلٌ هُوَ كَـ أَنْتَ بِالأَمَانَةِ وَالإِخْلاَصِ .. وَالنّدَم !
مُتْعَبٌ بِإِحْسَاسٍ طُفُوليٍ مُرْهَفٍ بَرِيء ..
وَالأَحَاسِيسُ تُهْمَةٌ خَطِيرَةٌ أَحْتَاجُ إِلَى إِثْبَاتَ بَرَاءَتِهَا !
يَبْكِي هوَ مِنْ أَجْلِ رُوحٍ مَضَتْ ذَاتَ يَوم ..
وَلَا يَبْكِي مِنْ أَجْلِ رُوحِهِ وَهِيَ تُمْضِي كُلّ يَوْم !
وَيَمْضِي !


وَأَنْتَ تَمضِي !!
ولَا زِلْتَ تَسْتَرْجِعُ الصُّوَرَ الزّاهِيَة الجَمِيْلةَ وَأَحلَامَكَ العَتِيقَة !
تَنْقَادُ سَاهِياً _لَاهِياً_ َوالآمَالُ لِسَاعَاتٍ مِنَ الغُرُورِ المُؤَقّت ..
وَأَنَا مِنَ الفُضُولِ أَسْتَوقِفُكَ .. وَأَهْتَمُّ لَكْ _وَهَلْ حُبُّ الأَشْخَاصِ أَوِ الإِهْتِمَامُ بِهِم إِلّا فُضُولاً جَاوَزَ حَدّه ؟!_ .



وَهَذَا مَساءٌ سَيَمَْضِي بَعْدَ سَاعَاتٍ .. لِيَقُومَ عَلَى جَدَثِهِ لَيْلٌ جَدِيد !.. وَزَمَنٌ مَدِيد ..
وَالرّقَمُ الّـذِي يَنْظُرُ إِلَيكَ حَائِراً مِن عَلَى صَفَحَاتِ التّقْوِيمِ سَيَمْضِي بِدَورِهِ أَيْضاً ..
وَأنتَ أَنْتَ وَرَسُولِي .. تَرْتَعَانِ فِي وَادِي التَّوَجُّسِ المُوحِش !
وَأَنَا لَا أُسَائِلُ أَحَداً .. إِلّاك .. قَبْلَ المُضِيّ ..
هَلْ تُدرِكُ كُنْهَ هَذَا السّر حِينَ الإِمْضَاء ؟




هُنَاك ..
فِي آخِرِ قَشّةٍ مِنَ التّقْوِيم ..
سَتُمْضِي عَلَى آخِرِ أَقْوَالِكَ .. ثُم تَمْضِي !
وَلَن يُوَدّعَكَ سِوَى رَسُولي .. وَأَورَاقُك .. وَفُضُولِي !
فَاكْتُبْ أَشْيَاءاً تَصْلَحُ لِلْقِرَاءة !
رُبمَا تَحْتَاجُ لِقِرَاءَةِ مَاتَكْتُبُهُ .. لَكِنّكَ لَا تَحْتَاجُ إِلَى كِتَابَةِ مَاتَقْرَأُه !
فَلَنْ تُمْضِي .. إِلّا عَلَى أَقْوَالِك .. أَنْت .




لَقَدْ آنَتْ لَحْظَةُ انْعِتَاقِكَ يَا صَدِيقي ..
فَاْمْضِي ...








بقلمي .. جسور ,,