يَظِل الإحرَاج فِينَا فِيْنَا .. مَهمَا حَاوَلنَا أن نُغَيِّر من طَبْعِنَا .. ومَهمَا قَطَعنَا ..
عَلَى أنفُسنَا عهُوداً مُضنِيَة فِي عَدَم مُسَاعَدَة الغَير .. مِمَن يَلجَأ إلَينَا ..
بِقَصد سُلفَة مَادِّيَّة ..أو قَرضَة حَسَنه إسمِيهَا كَمَاشِئْت ..
يَظِل الإحرَاج فِيْنَا فِيْنَا مَهمَا قُلنَا وصَرَّحنَا لِمَن حَولِنَا إنَّنَا لن نُسَلِّف أحَد ..
ولَن نُعطِي إنسَان مَهمَا كَانَت صِلَة قَرَابَته بِنَا .. مَهمَا كَانَ حَجم العِلاقَة ..
وَالصّدَاقَة الَّتِي تَربُطنًَا بِهِ وَمَعه .. بَل وِمَهْمَا كَانَ يَمُون عَلَينَا ولَهُ مَكَانَة ..
كَبِيْرَة فِي قلُوبنَا!!
لأنَّ المَوَاقِف ( المُحرِجَة ) .. يَلِّي تَعَرَّضنَا لَهَا فِي هَذَا السِّيَاق كَبِيرَة جداً !!
فَتَخَيَّل نَفسُك أيُّهَا الإنْسَان الكَرِيْم .. الَّذِي أعَزَّه الله .. وَمَيَّزَه بِكِل تَمْييز ..
عَن بَاقِي مَخلُوقَاته .. تَخَيَّل نَفسُك حِينَمَا يَأتِيكَ صَدِيق حَمِيم صَدِيْق تَكُن لَهُ
كُل المَعَزَّة وَالتَّقْدِيْر .. صَدِيْق تَرَى فِيهِ نَفسُكَ وَأنُّه جُزءاً لايَتَجَزَّأ مِنك !!
تَخَيَّل حِينَمَا يَأتِيكَ وَهُو يَسِير بِخِطَى ثَقِيلَة وَإيْدَة ..
وَبِوَجه شَاحِب وَعَينَان كُلَّهَا شَفَقَة حِينَمَا يَطرُق بَابُكَ وَهُو مُطَأطِيء الرَّأس
غَير قَادِر عَلَى رَفعه من هَول مَابه من ضِيقَة ( مَادِّيَّة ) .. وَحِينَمَا يَطلُبكَ
أن تَقِف مَعه أن تُسَهِّل أمرِه .. أن تُعطِيهِ ( قَرضَة حَسَنة ) أو سُلفَة مَادِّيَّة
لِيُفَرِّج هَمِّه .. لِيَستَعِيد بَسمَته الَّتِي خَبَت وَإنطَفَأة ..
نَحنُ وَالحَقُّ يُقَال لانَرِدُّ أحَد خَاصَّة إذَا كَانَت تَربُطنَا بهِ صِلَة قَرَابَة أوصَدَاقَة
لأنَّنَا لانَنكُر أنَّ الإنسَان مَهمَا كَان فِي وَضع مَادِّي جَيِّد .. ألاّ أنّه وَفِي يَوم ..
من الأيَّام فِي وَقت من الأوْقَات وَفِي لَحظَة من اللحظَات قَد يَكُون عُرضَة ..
للإستِدَانَة مِمَن تَربطه بِهُم صَدَاقَة ..
وهَذَا يَا إخوَان لَيسَ عَيباً أبَداً !!
نَعَم نُعطِي كُل مَن يَلجَأ إلَينَا ليش لا طَالَمَا أنَّ مثل هَذِهِ الأعمَال ( الخَيِّرَة ) ..
سَوفَ تُزِيد من أرصِدَتنَا .. ومن حِسَاباتُنَا البَنكِيَّة من ( الحَسَنَات ) ..
الَّتِي قَد تَكُون ( شَفِيْعَة ) لَنَا فِي يَوم ٍلايَنفَع فِيهِ مَالُ ُوَلابَنُون؟
وَلَكِن مَاذَا لَو إنتَهَت المُدَّة الزَّمَنِيَّة المُتَّفَق عَلَيْهَا .. لإستِعَادَة مَا أقرَضته ..
لِهَذَا الإنسَان من ( مَال )؟
قَد تَقُول لابَأس عَلَيه رُبَّمَا ظرُوفه لَم تَتَحَسَّن بَعَد .. وأنّه لازَال يَشتَكِي وَيَأنّ
من ضَائِقَتة المَالِيَّة .. رُبَّمَا تَختَلِق لَهَ الأعذَار الوَاحِد تِلْو الآخَر وهَذَا طِيباً ..
وَكَرَمَاً مِنكَ تُشكَر عَلَيه !!
وَلَكِن مَاذَا لَو رَأيت هَذَا الإنسَان .. وبَعدَ إن إنتَهَت مُهلَة السَّدَاد يَصعَد مَركَبَة
أفضَل من مَركَبَتك بِعَشَرَات المَرَّات .. وآخِر مُودَيل ..
وَيَرفُض أن يَقضِي الصَّيف دَاخِل أسوَار الوَطَن وَيهرُب من حَرَارَته إللاذِعَة ..
وَيَحرُص عَلَى أن يَكون فِي أدغَال مِصْر الأفرِيقِيَّة أو الشَّانزِيليزيه الفَرَنسِيَّة ..
أو بِيكَادِللِّي البرِيطَانِيَّة؟
الأكثَر من ذلك أنَّه يصرُّ عَلَى أن يَكُون مَقعَده فِي الدَّرَجَة الأولَى من الطَّائِرَة ..
الَّتِي سَتًقِلِّه إلَى ذَلكَ البَلَد الَّذِي يُرِيد؟
تَتَّصِل بِهِ تُكَرِّر المُحَاوَلات مَرَّات ومَرَّات الوَاحِدَة تِلْو الأخرَى دُونَ أن يَرُدُّ عَلَيكَ
دُونَ أن يُعَبِّرك دُونَ أن تَجِد أذناً صَاغِيَة تَستَمِع إلَيك وَدُونَ أن يَكتَرِث بِك ..
كَيفَ هُوَ شعُورك حِينَئِذٍ..وَمَاهُوَ وَقْع ذلك عَلَى نَفسُك..وَمَاهِيَ ردُود فِعلُك؟
قَد تُفَكِّر ومعكَ الحَق فِي إقَامَة دَعوَى قَضَائِيَّة لإستِردَاد حَقُّك ..
قَد تُفَكِّر وَلا أحَد يَلُومك فِي الشَّكوَى مِنه وَلا أحَد يشرَه عَلَيك!!
ولَكِن مَاذَا لَو كَانَت هُنَاك مَعرِفَة وَمَوَاقِف إيجَابِيَّة تَربُطكَ مَعَ أشِقَّاء هَذَا الإنسَان
وَأنَّ مَعرِفَتك بِهُم..قَد أخَذت عِنوَان الإحتِرَام المُتَبَادَل..كَيف تَتَصَرَّف هَاه؟
ومثل هَذِهِ المَوَاقِف لاتَحصُل فِي الأوسَاط الرِّجَالِيَّة فَقَط ..
وَأنَّمَا وَبِكُثرَة فِي الأوسَاط ( النِّسَائِيَّة ) خَاصَّة المُدَرِّسَات وَالمُمَرِّضات..
وَمُوظّفَات البنُوك بِالذَّات .. وحَتَّى طَالِبَات الجَامِعَة ايضاً لَيسَ فِي مَأمَن!!
أعتقِد ..
وبعدَ كُل مَاذَكَرته لَيسَ لَكَ من خَيَار سِوَى أن تُرَدِّد قَائِلاً بينُك وبَين نفسًُك ..
عِبَارَة وَاحِدة وَهِيَ ( ليْتنِي مَاعَطيتُك ) !!
/
/
إنتـَـر