تؤكد بغداد ان الرئيس العراقي صدام حسين سيظل في السلطة "حتى اخر طلقة عراقية" في حال حدوث حرب في الوقت الذي تتزايد فيه معارضة الراي العام الاوروبي والاميركي لتدخل عسكري في العراق.
واكد نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز في تصريح لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) ان الرئيس العراقي "صدام حسين لن يغادر بلاده وسيبقى فيها حتى اخر طلقة عراقية". واضاف في تصريحه الذي ادلى به في ختام زيارة للجزائر ان "الخطر سيكون اكبر (على العراق) اذا غادره رئيسه".
وتحدثت معلومات صحافية في الاسابيع الاخيرة عن ضغوط متزايدة لمغادرة صدام حسين العراق الى المنفى لتفادي حرب على العراق. واكدت الصحف الرسمية العراقية الاثنين ان العراقيين لا تؤثر فيهم التهديدات الحربية. وقالت صحيفة الثورة الناطقة باسم حزب البعث الحاكم "ان العراق في الوقت الذي يستعد فيه لمواجهة كل الاحتمالات السيئة يواصل العمل والبناء والابداع والتخطيط للمستقبل بالقدر نفسه من الهمة والنشاط والجدية فلا تشغله الجعجعة الاميركية عن يومه وغده ولا يسمح لها بتعطيل حياته وعرقلة مسيرته".
والتحق الاف المتطوعين في جيش القدس الذي انشأه الرئيس العراقي الاحد بمراكز التدريب في بغداد وست محافظات اخرى. وقال مسؤول فضل عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس ان "جميع هؤلاء المتطوعين سبق ان تدربوا على استخدام الاسلحة والقتال وان جاهزيتهم القتالية عالية ..غير ان الظروف الراهنة تستدعي زيادة كفاءتهم القتالية تحسبا لاي طارىء".
واكد الرئيس العراقي صدام حسين الاحد ان "اميركا اذا بحثت عن غطاء للعدوان فلا يمنعها غير دول المنطقة". واضاف لدى استقباله كورسات توزمن وزير التجارة الخارجية التركي ان "فرق التفتيش موجودة وان التعاون مستمر معها ولكن اميركا اذا بحثت عن غطاء للعدوان فلا يمنعها غير دول المنطقة".
وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي سرعت فيه الولايات المتحدة من وتيرة استعداداتها لحرب محتملة على العراق من خلال حشد قوات يمكن ان تتجاوز 150 الف جندي بحلول شهر شباط/فبراير. وبالرغم من هذه الاستعدادات فان ثلثي الاميركيين يقولون انهم يعارضون تدخلا عسكريا احادي الجانب ودون غطاء دولي في العراق. وبحسب استطلاع للاراء نشر الاحد فان 83 بالمئة من الاميركيين سيؤيدون حربا تحظى بدعم الامم المتحدة. وبدا 35 جامعيا اميركيا الاثنين زيارة لبغداد للدعوة الى معارضة قيام حرب على العراق يلوح بها الرئيس الاميركي جورج بوش بحسب منسق المجموعة جيمس جيننغ.
وفي بريطانيا اعتبر 58 بالمئة من البريطانيين ان الرئيس العراقي لا يمثل تهديدا كافيا لتبرير شن حرب بحسب اسطلاع للراي يصدر الاثنين. واعرب 13% فقط من الاشخاص ال1425 الذين سئلوا رأيهم عن تأييدهم لمشاركة بريطانيا في حرب اميركية محتملة ضد العراق بدون موافقة الامم المتحدة. ولكن اغلبية طفيفة (53%) تؤيد ارسال جنود اميركيين الى المعركة في حال وافقت الامم المتحدة على الحرب.
وادراكا منه لهذه المعارضة سيسعى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الى تهدئة التذمر داخل حزبه وحكومته بشأن العراق من خلال التأكيد على دعمه اعطاء الامم المتحدة الوقت الكافي لاجراء عمليات التفتيش.
ونبهت احدى ابرز وزراء بلير كلير شورت الاحد الى ان على بريطانيا ان تظل "على نهج الامم المتحدة" لمنع الولايات المتحدة من الدخول منفردة في حرب. وهي المرة الاولى التي يتحدث فيها وزير بهذا الوضوح عن معارضة تحرك منفرد دون موافقة الامم المتحدة.
وبحسب صحيفة "التايمز" فان لندن ستعلن في الايام القليلة القادمة عدد القوات البرية التي ستساهم في الاستعدادات العسكرية الاميركية في الخليج. ويمكن ان ترسل بريطانيا 20 الف جندي من جيش البر اضافة الى عدة مئات من دبابات تشالنجر 2 خاصة.
ويمكن ان يبلغ عدد القوات البريطانية بعد وصول السفن الحربية البريطانية وتعزيزات سلاح الجو الملكي (وبينها طائرات مقاتلة من نوع جاغوار وتورنادو) 38 الف جندي موزعين على مختلف فروع القوات المسلحة بحسب التايمز.
العرض العادي
