جميع جوارحك .. عندها مهما أبتعد عنك من تـُحب ورحل .. ومهما تحطـّمت أحلامُك .. تبقى هـُناك ذكريات .. صحيحٌ أنها تذرف لك الدموع .. وتحرق قلبك وتـُحيله ُ إلى رماد .. ولكن مع ذلك يبقى الحُب بداخلهِ على حاله لم ولن يتغيـّر .. وما يبقيه هكذا هو صدق الوفاء والإخلاص لهـذا الحـُب.
يـا قاتل
رغم الآلـم الذي أحدثـتـه في قلبي .. احبك
ورغم قسوتك وظلمك لي دائما ً .. سأظـلﱡ أحبّـك
فـلا أبالي إن حطـّمت أمنياتي .. ولن أهـتـمْ إن قتلت أحلامي
فحين أراك .. أو حينما تـمُـرﱡ في مُخيلتي ذكرا ك
تجدّد الأمنيات وتـُولد من جديد الأحلام
وحين استرجع الذكريات إلى الوراء
واسترجع تلك اللحظات التي قضيتها معك
وأفكّـر فيك .. وأفكـّر .. وأفكـّر مليا ً
متأملا ً... سارحا ً... مبتسما ً
لتأخذني الذكريات إلى هُـناك..!! حيثُ حُـلمي
لأجدك فجأة ً أمامي..!! مُـقبل إليّ من بعيد
تغمُرك الفرحة .. مُرتسمة ٌٌ على شفاك الضحكـة
فـ تعانقني وبشدة .. وتقول لي: أين أنتِْ.؟! ولماذا تأخرتِْ..؟!
كنتُ أنتظركِ طويلا ً .. فـ جميل انكِ أتـيـتِْ..!!
وأنا لا أحركُ ساكنة ً مُـندهشة..!!
على شفتاي إبتسامة .. وجسدي كُـلـّـه يرتعش
تقول لي: مابكَ ِ حزينه..؟!
في عيـنـيكَ ِ نظـراتُ الإشتياق .. وفي صدركَ آهات وأنين
فأجيبك : لا شئ .. ولكنْ .. ولكنْ عد ني بأن لا تتركنني مرة ً آخرى
فـأنا لا زلت أحبّـ ك .. أحبّـك.. أولـمْ تعلم
لقد طال إنتظاري حتى عثرتُ عليك
وذاب قلبي وأنـفـطـر من حنيني إليك
فكم إشتقتُ إليك .. وإلى ضحكتك وإبتسامتك
وإلى .. وإلى .. وإلى كل شئ ٍ فيك
أتعلم .. ذاتَ ليلة جلستُ قرب البحـر
أفكّـر فيك .. وأكتبُ إسمُـ ك على رمال الشاطئ
وأنظرُ إلى السماء تارة ً.. وتارة ً أتـأمل أمواج البحـر
فأخذتُ حجـرا ً ورميتهُ في البحـر
فرسمتْ تموّجاتـة صورتك على سطحة
عندها وقفتُ حـائـره مُـندهشه..!!
لا أعلم هل هي حـقـيـقـة أم خـيـال..؟!
هل أنا يـقـظه..؟! لا .. لا أعتقدُ بأنني أحلـُم
ولكـنْ ها أنت أمامي تبتسم ..!!
تـمُـد لي يدك قائلا تـعـالي .. إقـتـربي..!!
عـنـدها ملكـتـني السعادة .. وغمرتـني الفرحة
وركـضـتُ إليك مُـسـرعـا ً
ولكـنْ .. لا أدري ما الذي يـحـدُثْ..؟!
أشعـرُ بأن الآلـم يجتاحُ أعماقي ويمزقُ أحشائي
ويتغلغل داخل قلبي .. لـ يـقـتـل تلك الفـرحـة
عـنـدمـا رأيتُ صورتك تتلاشى أمام عيني
حاولتْ أن ألملمها وأجمع شتاتها
ولكن أمواج البحـر تـأخذها منّي .. ونسمات الرياح تبعدُها عنّي
أنـاديـك : عود .. وأصرُخ: لا تبتعد .. لا تتركني بغـُربتي
أريدُ أن أقول لك شيئا ً .. شيئا ً واحدا ً فـقـط
.،. سأشتاقُ إليك .. ولـنْ أنساك ما حييتْ ):.،.
ولكـنْ .. يا للآسف إختفت صورتك كليا ً قبل أن أكـُمل كلامي
عندها إنتابني اليأس .. وتبددتْ جـراحـي
وأحسستُ بأن الآلـم سيطر علي لـيُـبعـثـر أوراقي
وبأن الأحزان إعـتـرتـني وأخذتْ تـجتـثُ أعماقي
وبكـيـت .. وبكـيـت .. حتى جـفـتْ دموعي
وتركتُ ذلك المكان .. بعد أن لممتُ بقـايـا حُطامي
ومسحتُ دمعاتي .. وبادرتُ آلامي بصمتٍ وسكونْ
أتعلم .. لطالما أحـببتـُـك وسأظـلﱡ أحبّـك
ولن أتوقف يوما ً عن حبّـ ك
حتى وإن تغـيّـرت وتركتني وحـيـدا ً .. مـاذا إذا ً..؟!
فـ مشاعري تجاهـك بـاقـيـة .. لم ولن تتغـيّـر
عندها .. عندها أبتسمت أنت .. وأبتسمتُ أنا
وقلتُ لك: إقترب منّي قليلا ً.. فـ أقتربت
فـ ضممتـُـك إلى صدري بشدة .. وهـمـتُ بين أحضانك
وهمستُ لك ( أحبّـك .. أحبّـك ) .. أحبّـك حتى الجنون
فـ فاضتْ عـينـاي وبكـيـت .. فاضتْ رُغمـا ً عنـّي
لم أشـأ بأن أريك دمُوعي ومدى ضعفي
ولكـنْ مشاعري تجاهـك أكبر من زماني
لـ تمسح أنت دمعـاتي بأناملك
وتقول لي: ما الذي يبكيك..؟ لا تكـونْي متشائمه
أنا هُـنا بجانبك فلا تخفي
فأجيبك لا أدري .. ولكـنْ لا تبتعد عنـّي كثيرا ً
فأنت حُـلم عمري الذي كنتُ أنتظره
وأنت الروح التي تـمُـدﱡ الحيـاة لجسدي
وحبّـك النبض الذي يُـحـيي الآمل لقلبي
فـ تبتسمت إليّ قائل: دعي عنك ولا تبالي .. فأنا معك
وأترُكْ عنكَي الأوهـام وتعال معي .. أريدُ أن أريك شيئا ً..!!
فأغمضي عيناكَ إذا ً .. فأغمضُ عـينـاي
فـ تضربني وتهرب .. وتلتـفـت إلىّ تضحك
قـائـل : ضحكتُ عليكْي .. فألحقْي بي إن أستطعتْي
وها أنـا خلفـك أجري .. فإلى أيـن عـنّي ستذهب ..؟!
أصبحنا كـطفلين نلهـُو ونلعب .. نجري ونتسابق دون أن نتعب
فأترُك تبتعد عنّي قليلا ً.. كي أمنحُـك فرصة ً للهـرب
وعـنـدما أردتُ اللحاق بك .. لم أستطع..!!
أبتْ قدماي على الخطى .. كأنّ هُـناك حملا ً ثقيلا ً على كتـفي..!!
حاولتُ .. وحاولتْ .. حتى انـهـارتْ قـواي
فأخذتُ أصرُخ بإسمك تعال لا تبتعد .. ولكنـك لـم تستجيب ..!!
فأخذتْ صرخاتُ الآلـم ترتـدﱡ إلى صدري لـتـُمزق جسدي
لم أستطع فعل شئ .. فكل ما أستطعتُ فعله ُ هـو البكـاء .. والبكـاء
عـنـدما رأيتـُك تبتعد .. وتبتعد .. حتى إختفيت من أمام ناظري
عـنـدها أخذتُ أبحثُ عنك .. هُـنا وهُـناك .. وفي كُـل مكان
ولكـنْ لم أجدك.. وأخذتُ أصرخ ( يا أنت.. أين ذهبت..؟؟ )
وأصرخ .. وأصرخ ..
حتى أستـيـقـظتُ من حُـلمي فزعـا ً
أبكي .. وأتـألـم .. وأكـمل ُ صرخاتي
عود .. عود ي يـا مـنْ أحـيـيتـني بحُـبّـك
وعـاودتْ قـتـلـي بشـوقـه
عـود حتى وإن أردت قـتـلي .. لا يـهـمْ
ما يُهمّـني هو أن تـعـود إليْ
أريدُ أن أراك ولو لمرةٍ واحـدة
لأطفئ لهيب شوقي .. ولأملأ أعيُـني بك
ولأضع حـدا ً للتـسـاؤلاتْ
أتعلم .. حتى قلبي أخذ يُـكثـر من سؤاله عنك
مـاذا أقـول لـه..؟! أخـبـر ـني ..؟!
هل أقول له ُ .. بـأن هو لـمي ـعـد كـما هو..!!
وبأنـّه تغـيّـر وتركتكَ ورحـلـتْ..؟!
أم أقـول لـه ُ .. لم تـعـد كما تراه أنتَ سـابـقـا ً
فـهـو كما ظننـتْ حُـلـما ً.. ولكـنْ لـم يكـتـمـل..!!
لا .. لـن أقـول له ُ ذلك
كي لا أقـتـلـه ُ وأحطـّم حُـلـمـه
كمـا قـتـلتني أنت وحطـّمت حُـلمي
بل سأصبّـره ُ بآمـال مزيّـفـة .. هـي فـي حـقـيـقـتها مـفـقـودة
لا أريده ُ أن يترُكك .. بل سيبقى وإلى أن يتوقف يُحبّـك
ينتظرك على طريق رحيلك بإنتظار عودتك
يـفـزﱡ بين الحيـن والآخـر فـرحـا ً
عندما يراوده ُ شـعـور بأنك قـادما ولكـنْ عنـدما يطول الإنتظار ييأس ويتحطـّم
ومع ذلك .. يـعُـود ليُـكـمـل ما بـدأه ُ من إنتـظار
وأنـا أغـرق بأحـزاني .. وتسـقـُط على وجـنتي دمعاتي
عندما أرى قلبي المسكـيـن مُخـيّــر مابين أمـريـن
مابيـن أن يعـيش بأوهـامه .. باحثـا ً عن أحلامه الضائعة
أم يُـحال إلى رمـاد وتتـشتتْ أشلاءُة عندما يعلم بـواقعـة
العرض العادي
