بسم الله الرحمن الرحيم
يظل العمل الخيري من
انبل الاعمال في
المجتمعات الانسانية عموما والاسلامية خصوصا
فهو مظهر من مظاهر
التكافل والتلاحم بين افراد المجتمع كما ان العمل الخيري
يظفي طهارة القلوب ويجلى ماعليها من ضغائن
فعندما يحن الغني على شريحة تعاني الكثير من نكبات الدهر فهو تجسيد
للهدي النبوي الكريم المتمثل في قول سيد ولد ادم (مثل المؤمنين في توادهم
وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)
اسوق تلك المقدمة بعد ماقرأت في صحيفة عكاظ قبل ايام عن قيام بعض
الجمعيات الخيرية في بعض القرى والمدن باشتراط تقديم المعونات الاقتصادية
لبعض الاسر المحتاجه على خلو منازلها من الصحن الفضائي وضرورة قيام صاحب الاسرة او القائم على شئونها
باعفاء لحيته؟
وهذا لعمري مصيبة واساءة للعمل الخيري
فمن قدم العون للجمعيات الخيرية كان هدفه الخير والتكافل والعطاء وليس من
الادب ان يستغل القائمين على تلك الجمعيات حاجات الناس لفرض افكارهم
الخاصة بهم واجبارهم على تقديم النفاق في تعديل السلوك لمجرد الحصول على المعونات
وفي التاريخ والتراث الاسلامي لم نجد مايعزز فرض افكار احد على احد خاصة اذا
علمنا ان افراد تلك الجمعيات والهيئات هم امناء ولم يدفعو ريالا واحد من مالهم الخاص ؟
ومثل تلك السلوكيات تزيد من معاناة الاخرين كما تضعف العمل المؤسسي
الخيري وتزيد من التسول بين افراد المجتمع للحصول على احتياجهم وتجعل
المحتاج وغير المحتاج في درجة واحدة لايمكن معرفتهما وتضيع فرص تحقيق
اهداف التكافل والمساواة ولعل ابلغ القول قول الله سبحانه
وتعالى (ولاينفقون الا وهم كارهون)
العرض الشجري
