كان أبو بكر الصديق يقول وددت اني شعرة في جنب عبد مؤمن وكان اذا قام الى الصلاة كأنه عود من خشية الله وهذا عمر ابن الخطاب قرأ سورة الطور حتى بلغ ( ان عذاب ربك لواقع ) فبكى واشتد بكائه حتى مرض وعادوه ... وقال لابنه وهو يموت ( ويحك ضع خدي على الارض عساه يرحمني ) وقال ابن مسعود رحمه الله كنا اذا جاسانا إلى سفيان الثوري كأنه النار قد أحاطت بنا لما نرى من خوفه وجزعه وكان سفيان الثوري رحمه الله يبكي ويقولأخاف أن أكون في أم الكتاب شقيا وكان أخاف أن أسلب الايمان عند الموت ... وهذا محمد ابن المنكدر بكى ليلة فكثر بكائه حتى فزع أهله فأرسلوا الى أبي حازم فجاء اليه فقال مالذي أبكاك ؟ قد روعت أهلك قال مرت بي آية من كتاب الله عز وجل : ( وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون ) فبكى أبو حازم معه فقال بعض أهله لأبي حازم جئنا بك لتفرج عنه فزته وعن نافع رحمه الله قال ما قرأ ابن عمر رضي الله عنهما الا يتين الخيرة من سورة البقرة الا بكى ( وان تبدوا مافي انفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ....) ثم يقول إن هذا الإحصاء شديد وأخرج ابن سعد عن مسلم ابن بشير رحمه الله قال بكى أبو هريرة رضي الله عنه في مرضه فقيل له ما يبكيك يا أبا هريرة ؟ قال أما اني لا أبكي على دنياكم هذه ولكني أبكي لبعد سفري وقلة زادي أصبحت في صعود مهبطة على جنة أو نار فلا أدري الى أيهما يسلك بي الى جنة ... أما عن خوف أبي حنيفة رضي الله عنه من النار فقد قال يزيد ابن كميت رحمه الله كان أبو حنيفة رضي الله عنه شديد الخوف من الله تعالى فقرأ بنا علي ابن الحسين المؤذن ليلة في العشاء الاخر ( اذا زلزلت ) ةأبو حنيفة خلفه فلما قضى الصلاة وخرج الناس نظرت الى ابي حنيفة وهو جالس يتذكر ويتنفس ... فقلت : أقوم لا يشتغل قلبه بي ، فلما خرجت تركت القنديل ولم يكن فيه الا زيت قليل فجئت وقد طلع الفجر وهو قائم يامن يجزي بمثقال ذرة خيرا خيرا ، ويامن يجزي بمثقال ذرة شرا شرا أجر النعمان عبدك من النار ومما يقرب منها من سوء ، وأدخله في سعة رحمتك وهو قانت وإذا القنديل يزهر وهو قائم ... فلما دخلت قال لي : تريد أن تأخذ القنديل ؟ قلت أذنت لصلاة الغداة فقال اكتم علي ما رأيت وركع ركعتين وجلس حتى أقمت الصلاة وصلى معنا الغداة وجلس حتى أقمت الصلاة وصلى معنا الغداة على وضوء أول الليل ...