خلق ابن آدم من الأرض وروحه من ملكوت السماء وقرن بينهما ،,,,
فاذا أجاع بدنه وأسهره وأقامه في الخدمة وجدت روحه خفة وراحة،,,,,
فتاقت الى الموضع الذي خلقت منه واشتاقت الى عالمها العلوي، ,,,
واذا أشبعه ونعمه ونومه واشتغل بخدمته وراحته ،,,,,
أخلد البدن الى الموضع الذي خلق منه.
وبالجملة .. فكلما خف البدن لطفت الروح وخفت وطلبت عالمها العلوي ،,,,
وكلما ثقل وأخلد الى الشهوات والراحة .. ثقلت الروح وهبطت من عالمها وصارت أرضية سفلية ،,,
فترى الرجل روحه في الرفيق الأعلى وبدنه عندك،,,,,
فيكون نائما على فراشه وروحه عند سدرة المنتهى تجول حول العرش ,,,،
وآخر واقف ببدنه ،,,, وروحه في السفل تجول حول السفليات.
فاذا فارقت الروح البدن التحقت برفيقها الأعلى أو الأدنى فعند الرفيق الأعلى ,,,,
كل قرة عين وكل نعيم وسرور ولذة وبهجة وحياة طيبة ،,,,,
وعند الرفيق الأسفل كل هم وغم وضيق وحزن وحياة نكدة ومعيشة ضنك.
قال تعالى((ومن أعرض عن ذكري فأن له معيشة ضنكا))
* الفوائد - ابن القيم -
......منقول............