كشفت دراسة جديدة أن المسلمات المحجبات يتعرضن للتمييز خلال تقدمهن لوظائف جديدة بمدينة تورنتو الكندية، وأن بعض أصحاب العمل يطالبون المحجبات بخلع الحجاب مقابل الحصول على وظيفة.
وأجرت الدراسة التي نشرت الإثنين 16-12-2002 الباحثةُ الكندية غير المسلمة "جودي فاشتي برساد"، وقالت: إنها راقبت التمييز ضد المحجبات على مدار العام الماضي، وأشارت إلى أن دراستها هي الأولى من نوعها التي تتناول تلك القضية.
وقالت: إن الحكومة المحلية في تورنتو مولت الدراسة بحوالي 100 ألف دولار، وأوضحت أنها اعتمدت على ثلاث فرق عمل، وتكون كل فريق من سيدتين: واحدة محجبة والأخرى متبرجة. وأوضحت الباحثة أنها طلبت من كل فريق التقدم لطلب العمل في جهات مختلفة من بين 16 موقعا شملتها الدراسة في مدينة تورنتو، وأضافت أن من بين تلك الأماكن مطاعم وجبات سريعة، ومتاجر، ومصانع.
وأشارت إلى أن كلا من المتقدمتين للعمل كانتا متساويتين في السن، ولون البشرة، والخبرة بالعمل في كندا، ولكنة التحدث بالإنجليزية، وأساليب التعامل، والسيرة الذاتية.
وتوصلت الدراسة إلى أنه في كل الحالات كان أصحاب العمل يعاملون المحجبات بطريقة مختلفة عن تلك التي يعاملون بها غيرها. وأشارت الدراسة إلى أن 62.5% من المتبرجات يملأن استمارات الالتحاق بالوظيفة فور تقدمهن، بينما لا يطلب أصحاب العمل ذلك إلا من 12.5% من المحجبات.
وأضافت الباحثة أن أصحاب العمل كانوا يبلغون المحجبات أن استمارات الالتحاق بالوظائف نفدت، بينما كان غيرهن من المتبرجات قد ملأن الاستمارات قبل دقائق.
العمل مقابل الحجاب
وقالت 29 سيدة من بين 32 شاركن بتجاربهن في الدراسة: إن أصحاب العمل لفت انتباهم الحجاب. وذلك خلال تقدمهن لشغل وظائف في مجالات الصناعة والمبيعات وقطاع الخدمات.
وقالت 21 سيدة منهن: إن أصحاب العمل طالبوهن بخلع الحجاب إذا أردن الالتحاق بالعمل لديهم. وأشرن إلى أن البعض قالها بصراحة شديدة: "إذا كنت تريدين العمل لدينا، فلا بد أن تتخلي عن ذلك الحجاب".
وذكرت الباحثة أن ارتداء السيدات الحجاب لا يرجع إلى الرغبة في مسايرة "الموضة"، ولكنه يتعلق بهويتهن الثقافية.
ويبلغ تعداد سكان كندا 30 مليون نسمة بينهم مليون مسلم، وتختلف انتماءات المسلمين العرقية واللغوية والمذهبية، إلا أن الغالبية العظمى منهم من آسيا الوسطى والدول العربية وإيران. ويتعرض المسلمون لتهديدات ومضايقات منذ وقوع أحداث 11 سبتمبر بالولايات المتحدة.