كأنما بين عشية وضحاها، تحولت تقنية البحث على الإنترنت من خدمة ثانوية إلى العصا السحرية التي تحقق وعود ثورة المعلوماتية. فقد كانت تنظر المواقع التي يمكن تسميتها بـ "العامة" مثل "Yahoo" وأمريكا أون لاين "AOL" للبحث على الإنترنت باعتباره خدمة ليست ذات بال بالمقارنة بالبريد الإلكتروني المجاني أو "الدردشة". إذ لم يكن يُنتظر أن تُجنى من وراء تقنية البحث أي عوائد، فليس من المتوقع أن يدفع أي مستخدم يوما مقابلا لاستخدامها.
إلا أنه خلال الفترة ما بين تهاوي أسهم معظم شركات مواقع الإنترنت في أواخر عام 2000 واسترداد بعض تلك الشركات عافيتها من جديد صعد نجم شركة "جوجل" (Google) باعتبارها أهم محرك بحث على الإنترنت، وكانت قمة صعوده عندما أعلنت الشركة في إبريل 2003 عن طرح أسهمها للاكتتاب العام في بورصة نيويورك، مما سيجلب للشركة حوالي 3.3 مليارات دولار، وسيقفز بالتقييم المالي للشركة إلى حوالي 22 مليار دولار.
وقد صاحب -أو أعقب- صعود جوجل أن صارت محركات البحث المنفصلة أو تلك الموجودة على المواقع الكبيرة، مثل MSN و AOL والتي كانت تعاني من الإهمال مثار الاهتمام ومصب الاستثمارات.
فشركة مايكروسوفت -مثلا- أعلنت أنها ستدمج تقنية بحث فائقة على النسخة القادمة من نظام تشغيلها "ويندوز"، المنتظر طرحه عام 2006 (باسم كودي "لونج هورن"). كما بزغت خلال السنوات الثلاثة الأخيرة عشرات محركات البحث المتنوعة في التوجه والتقنية. وهكذا صارت تقنية البحث على الإنترنت القطار الذي يحاول الجميع قيادته أو اللحاق به على الأقل.. فكيف حدث ذلك التغير؟