بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد
. . . لقد قرأت كتاب عن هذا الموضوع ووجدت أن هذه الظاهرة منتشرة تقريباً في المجتمع . . فقررت أن أفيد أعضاء المنتدى بما بما أنا استفدت
********************************************
العشق الشيطاني
هو الإفراط في المحبة ، وتتركز فتنته غالباً على الشكل والصورة ، أو انجذاب مجهول السبب ، اكنه غير متقيد بالحب لله ، سواء كان المعشوق من الرجال أو النساء ، ويدعي بعضهم أنها صداقة وهي ليست كذالك ؛ لأنها صداقة فاسدة لفساد أساس الحب فيها بعدم انضباطها بضوابط الشرع . والعشق رغم سهولة بداياته إلا أن نهايته انتكاس للعشاق ، وخروج عن حدود الشرع ، ولهذا كان بعض السلف يستعيذ بالله من العشق ، فهو إفراط في الحب في أوله ، وهو عبودية للمعشوق في نهايته ، تضيع معها عبودية العبد لله ، ولهذا يجعلون الحب مراتب ، أوله : العلاقة ، ثم الصبابة ، ثم الغرام ، ثم العشق ، وآخر ذلك : التتيم وهو التعبد للمعشوق ، فيصير العاشق عبداً لمعشوقه ، وإن سقوط الشاب أو الفتاة في شباك العشق لهو من أخطر الأمور ، إذ إن الهوى من صفاته أنه يهوي بصاحبه ، وإذا ما استحكم في القلب سيطر على العقل والفكر ، وهنا يقع الانسان في عبودية هواه ، قال تعالى : ( أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلاً )
مظاهره تعلق القلب بالمعشوق ، فلا يفكر إلا في محبوبه ، ولا يتكلم إلا فيه ، ولا يقوم إلا بخدمته ، ولا يحب إلا ما يحب ، ويكثر مجالسته والحديث معه الأوقات الطويلة من غير فائدة ولا مصلحة . وتبادل الرسائل ووضع الرسومات والكتابات في الدفاتر وفي كل مكان . . . ، ويقوم بالدفاع عنه بالكلام وغيره ، ويغار عليه ، ويغضب إذا تكلم مع غيره أو جلس مع غيره ، ويشاكله في اللباس وفي تسريحة الشعر ، وهيئة المشي والكلام . وإن قام في خدمته في الصلاة فلسانه يناجي الله وقلبه يناجي معشوقه ، ووجه بدنه إلى القبلة ووجه قلبه إلى المعشوق ، ينفر من خدمة ربه حتى كأنه واقف في الصلاة على الجمر من ثقلها عليه وتكلفه لفعلها ، فإذا جاءت خدمة المعشوق أقبل عليها بقلبه وبدنه فرحاً بها ناصحاً له فيها ، خفيفة على قلبه لا يستثقلها ولا يستطيلها . . . وأصل ذلك كله من خلو القلب من محبة الله تعالى والإخلاص له والتشريك بينه وبين غيره في المحبة ، ومن محبة ما يحب لغير الله ، فيقوم ذلك بالقلب ويعمل بموجبه بالجوارح ، وهذا هو حقيقة اتباع الهوى. . .وقد يصل في النهاية إلى فعل الجوارح والعياذ بالله .
أسبابه ضعف الايمان وخلو القلب من حب الله ورسوله ، فإن العشق يتمكن من القلب الفارغ فيقوم فيه ويعمل بموجبه بالجوارح .
فقدان العاطفة والحنان في محيط البيت ، وخاصة من الأبوين ، وتفكك الأسرة ، فيبحث الابن أو البنت عمن يجد عنده ما فقده في البيت وخاصة أولئك الذين يعانون نقصا في المحبة ، ويعيشون الحرمان ، فهم يستسلمون بسرعة إلى ما يظهره الآخرون من عشق ومحبة ، هذا الحرمان يكون سسباً في سرعة انخداعهم ووقوعهم في وحل العشق الشيطاني .
ضعف الشخصية ، فلا يستطيع صاحب الشخصية الضعيفة التحكم بعواطفه ومشاعره ، بل تنجرف مع التيار .
عدم وجود القدوة الصالحة التي توجه عواطف الشباب أو الفتيات إلى ما ينبغي حبه ، كحب الله عز وجل ورسوله ، والصالحين من الصحابة والعلماء .
الفراغ ، فإن الوقت إذا لم يشغل بالطاعة أُشغل بالمعصية ، والشخص الفارغ يكثر التفكير والخواطر ، فيوسوس له الشيطان ويغرس المعصية في قلبه .
التقليد الأعمى للغير ، فقد تكون البداية مجرد تقليد لأصدقاء السوء ، فهذا له رفيق وعشيق ، وتلك كذلك لها رفيقة وعشيقة ، وكل ينافس بما يتعلق به ، وخاصة بين صفوف طالبات المدارس والكليات ؛ لأن البنت عاطفية بطبعها ، تحب التعلق ، فإذا فقدت العاطفة في البيت ووجدت تلك البيئة التي تشجع على ذلك قلدت غيرها باتخاذ العشيقة من البنات وتعلقت بها .
المبالغة في المظهر والزينة ، سواء من الشباب أو الفتيات ، فيلفت القلوب والأنظار إليه مما يؤدي إلى الإعجاب ومن ثم إلى العشق .
وسائل الاعلام المنحرفة ، فهي تبث القصص والحكايات عن العشّاق والمعجبين ، وتزين ذلك في عيون الناس ، وأن الحب والعشق أصبح من ضروريات الحياة ، وتمجد الشواذ ، وقد تعمل لهم مقابلات وندوات تبين طبيعة الأمر ، فيتأثر الشباب والفتيات بما يعرض لهم سواء في مجلات أو قنوات . . .
==================================
وللبقية ميعاد