سابعا :
الأسرةوأثرها في تربية الطفل
الأسرة هي المؤسسة التربوية الأولي التي يترعرع فيها الطفل ويفتح عينيه في أحضانها حتى يشب ويستطيع الاعتماد على نفسه ، بعدها يلتحق الطفل بالمؤسسة الثانية وهي المدرسة المكملة للمنزل ، ولكن تبقى الأسرة لها الدور الأساس حيث تتشكل شخصية الطفل خلال الخمس السنوات الأولى لذا كان من الضروري أن تكون الأسرة على دراية بالأساليب التربوية الصحيحة التي تنمي شخصية الطفل وتجعل منه شابا واثقا من نفسه صاحب شخصية قوية ومتكيفة وفاعلة في المجتمع 0
وعلى العكس فهناك أساليب غير سوية وخاطئة في تربية الطفل لا يتحقق معها المراد ولا تجنى الثمرة ، والسبب في ذلك جهل الوالدين بالطرق الصحيحة في التربية أو اتباع طريقة الآباء والأمهات دون النظر فيما هو سلبي منها وقد تكون تربية الآباء لأطفالهم ردة فعل لما وجدوه من آباءهم فالقسوة يقابلها الدلال والتفريط يقابله الإفراط ، وقد يكون الأب والأم على علم بالطرق الصحيحة للتربية ولكن يفشلون في الجانب العملي بسبب قلة صبرهم وعدم ضبط أنفسهم أو تهاونهم بأمر التربية أو انشغالهم بأنفسهم وتحقيق رغباتهم على حساب أبنائهم وفلذات أكبادهم 0
ومن الأساليب الخاطئة : ـ
1.التسلط
2.الحماية الزائدة
3.الإهمال
4.التدليل
5.القسوة
6.التذبذب في معاملة الطفل
7.إثارة الألم النفسي في الطفل
8.التفرقة بين الأبناء وغيرها ...
أيها الأب المبارك إذا لم تحسن في تربية أبناءك وترتقي بهم بتعاطي أساليب التربية الإيجابية والبناءة فعلى أقل تقدير لاتفسدهم وتجني عليهم باستخدام الأساليب السليبة والخاطئة في تربيتهم 0
ثامنا :
أفكار في تربية الصغار
1. إن من الضروري أن يكون الوالدان على علم ودراية بالأساليب التربوية الصحيحة التي تنمي شخصية الطفل وتجعل منه عنصرا واثقا من نفسه ومتفاعلا مع مجتمعه 0
2. إن التربية الصحيحة والجادة هي التي تجمع بين الأخذ بأسباب الهداية ودعاء الوالدين المتواصل لأبنائهم بالهداية والصلاح 0
3. إن لعبُ الطفل ليس مجرّد عبثٍ ضائع بل إنّ له في الحياة أثراً عظيماً إذ يهيئ أرضيّة النضوج الجسدي والفكري والخُلُقي للطفل فيتعلم الطفلُ الانضباط والتفكير, وتسري فيه روحُ العمل الجماعي والإيثار0
4. الإسلام ذو عناية بالطفل قبل أن يكون إلى أن يكون وبعد أن يكون إلى أن يبلغ مرحلة التكليف، وهذا ظاهر في الكتاب والسنة كل هذا إعدادا له ليكون صالحا في نفسه مصلحا لغيره 0
5. إن معرفة الوالدين ومراعاتهم لنفسية الطفل لها أكبر الأثر في نضوج الطفل واستعداده النفسي لخوض غمار الحياة وتعامله مع الأحداث بإيجابية وسلوك حسن وقويم 0
6. إن الطفل كأي كائن حي يجهل أكثر مما يعلم ، فإذا علم فعل الصواب سار سيراً محمودا ًلذا فهو يحتاج إلى رفق وتهذيب لا إلى عقوبة وتعذيب 0
7. تستطيع أن تقتلع جذور البغض والعداء بينك وبين أبنائك وتحل مكانه الود والحب والأمان إذا رسمت البسمة على شفتك وضممتهم إلى صدرك وغمرتهم بالعطف والحب والحنان 0
8. أيها الأب المبارك : كن قدوة لأبنائك بحسن مقالك وجميل فعالك تجد منهم ما يسر خاطرك ويرضي ناظرك 0
9- أيتها الأم الحنون إن الحب الحقيقي لأبنائك وبناتك هو أن تحرصي على صلاحهم فتبذلي ما في وسعك ليفوزوا برضى الرحمن وسكنى الجنان 0
10- أيها الأب الكريم : إن طفلك يحب أن يفخر بك بين أقرانه فاجعل له من جميل المفاخر ما تقر بها عينه ويأنس بها فؤاده 0
11- أيها الأب الشفيق : أربط توجيهاتك لأبنائك وأمرك ونهيك لهم بالله عز وجل وليس بالعادات والتقاليد فإن في ذلك تعظيم لله في نفوسهم 0
12- إن في تربية الوالدين أبنا ئهم على مراقبة الله عز و جل وأنه مطلع على سرائرهم حفظ لهم وحرز من أن يفعلوا المحذور في خلواتهم 0
13- إن في تكليف الأبناء بمسؤوليات صغيرة والتدرج فيها له أكبر الأثر في تحمل المسؤولية والقيام بها حال الكبر0
14- إن تربية الأبناء على الصلاة منذ سن السابعة امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم تزرع فيهم حب الصلاة وعدم التثاقل عنها في زمن التكليف0
15- اصطحب أبناءك إلى المكتبات الإسلامية واتركهم يختارون أجمل القصص والكتب المفيدة والمسلية فإن ذلك ينمي عندهم حب القراءة والإطلاع 0
16- وفر لأبنائك مكتبة للشريط الإسلامي تحتوي القرآن وبعض الأشرطة الخاصة بالأطفال من قصص وأناشيد واجعلهم يستمتعون ويستفيدون 0
17- أيتها الأم الحنون بناتك زوجات الغد ومربيات الأجيال فربيهن على الحشمة والحياء وحب الحجاب 0
18- أبي العزيز كم يحزنني أن أراك حيث نهيتني وكم يؤلمني أن أفتقدك حيث أمرتني 0
19- حدثني أيها الأب المبارك هل ابنك ذلك الولد الصغير الذي تعطرت أنفاسه كل يوم في حلقة المسجد وهو يحفظ ويردد آيات الذكر الحكيم 0
20- حدثيني أيتها الأم الحنون هل ابنتك تلك الفتاة الزكية والوردة الندية التي ظهر من لباسها أدبها وحياؤها ورسمت صورة مشرقة للأم الحقيقية والمربية المثالية 0
21- أيها الأب المبارك حدد لأبنائك وقتا للجلوس معهم ودعهم يتحدثون بما يريدون استمع إليهم وتعرف على شخصياتهم وحقق رغباتهم 0
22- إن الطفل يتعلم عن طريق المحاولة والخطأ والتوجيهات المستمرة الهادئة فلا ينزعج الوالدان من أخطائه فإن الاستفادة من الأخطاء طريق النجاح
تاسعا :
لعـب الأطفـالتربيـــــة وتسليــــة
إن لعبُ الطفل ليس مجرّد عبثٍ ضائع, بل إنّ له في الحياة أثراً عظيماً , إذ يُهيّء أرضيّة النضوج الجسدي والفكري والخُلُقي للطفل . فيتعلم الطفلُ الانضباط والتفكير, وتسري فيه روحُ العمل الجماعي والإيثار, كما يهبُهُ اللّعبُ فرصةً لتنضج معارفُ المدرسة التي تلقّاها في يومه, فاللعب ليس أقلّ أهمية للطفل من الكُتُب..
يقول محمد الغزالي رحمه الله : (( نحن بحاجةٍ إلى أن نحـدّدَ وقتاً للعمل الصحيح, ووقتاً للّعب الصحيح )) .
نعم , فإذا لم نتخذْ من لهو الحياة لعباً, اتخذْنا جدّ الحياة لهواً ولعبا ..
فمن واجبنا أن نُشبع حاجاتِ أطفالنا في اللّعِب كي تكتمل طفولتهم, فنأخذ الرجولة الكاملة من الطفولة الكاملة ..
وإنّ حرمان الطفل من اللعب, واستعجال نموّه, قد يؤدي به إلى ((النكوص)) , فيختزن طفولته في أعماقه فيخسر بذلك الطفولة, ولا يربح الرجولة !.
فيبدأ عمره طفلاً رجلاً, وينهيه رجلاً طفلاً, تحتجّ رجولة جسمه على طفولة أعماله !!.
يقول عروة بن الزبيررضي الله عنه : (( يا بَنيّ العبوا, فإنّ المروءة لا تكون إلا بعد اللّعب )) .
ويقول د. محمد إقبال رحمه الله : ( إن الأفراخ التي لم تستكمل نموّ جناحها, تغدو طعاماً للقطط من أول تحليق)
وإن قمع نشاط الطفل , واعتقال انطلاقه , والتضييق عليه بالواجبات المدرسية هو خطأ تربويّ يحرمه من حقّه الخالد بالتمتع بالطفولة البريئة ..
و كم من مُذْكٍ لناره بنفخةٍ قوّاها فأطفأها ! وكم من آنية حطّمناها بأيدينا ونحنُ نضع فيها الزهور!..
فالطفولة ليست تكليفا ً, وإنما هي تدريبٌ على التكليف , وإذا كان الله جلّ وعلا قد أعفى الطفل من الحساب حتى يبلغَ سنَّ البلوغ , فلماذا نُرهق أطفالنا بالواجبات والتكاليف ؟!.
عاشرا :
اطايب الحديث
إن الوسيلة الأولى لتربية الطفل والتواصل معه هي التوجيه والإرشاد وتعهده بالنصح ذاك أن التخاطب مع الطفل ومحاورته له أكبر الأثر في إقناعه وتوسيع مداركه
وإجابة أسئلته خصوصا إذا اقترن معه الأسلوب الحسن والقدوة المثلى ، وهذا ما كان عليه رسول الهدى صلى الله عليه وسلم مع أبناء الصحابة رضوان الله عليهم ومن ذلك : ـ
1. يقول ابن عباس رضي الله عنه : كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال ( يا غلام )
قلت : لبيك وسعديك يا رسول الله
قال : ( إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة إذا سالت فاسال الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئ لن ينفعوك إلا بشئ كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشئ لن يضروك إلا بشئ كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف )0 أحمد والترمذي
2 0 قوله صلى الله عليه وسلم لعمر بن أبي سلمه وهو يأكل مع النبي صلى
الله عليه وسلم وقد طاشت يده في الصحفة : ( يا غلام سم الله وكل
بيمينك وكل مما يليك )0 البخاري ومسلم
3 0 قوله صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عمر وقد أخذ بمنكبه : ( كن في
الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) 0 البخاري
احدى عشر:
قطاف المحبه
إن من المهم جدا أن يكون الوالدان على علم ودراية بالأساليب التربوية الصحيحة التي تنمي شخصية الطفل وتجعل منه عنصرا واثقا من نفسه ومتفاعلا مع مجتمعه 0
• الإسلام ذو عناية بالطفل قبل أن يوجد إلى أن يوجد وحتى يبلغ مرحلة التكليف، وهذا ظاهر في الكتاب والسنة كل هذا إعدادا له ليكون صالحا في نفسه مصلحا لغيره 0
• إن الطفل كائن حي خلقه الله لا يعلم شيئا ، فهو بحاجة إلى التعلم والتدريب فإذا علم فعل الصواب سار سيراً محمودا ، ًلذا فهو في أمس الحاجة إلى رفق وتهذيب لا إلى عقوبة وتعذيب 0
• تستطيع أن تقتلع جذور البغض والعداء بينك وبين أبنائك وتحل مكانه الود والحب والأمان إذا رسمت البسمة على شفتك وضممتهم إلى صدرك وغمرتهم بالعطف والحب والحنان 0
• إن طفلك يحب أن يفخر بك بين أقرانه فاجعل له من جميل المفاخر ما تقر بها عينه ويأنس بها فؤاده 0
• أربط توجيهاتك لأبنائك وأمرك ونهيك لهم بالله عز وجل وليس بالعادات والتقاليد فإن في ذلك تعظيم لله في نفوسهم 0
• إن في تربية الوالدين أبنا ءهم على مراقبة الله عز و جل وأنه مطلع على سرائرهم حفظ لهم وحرز من أن يفعلوا المحذور في خلواتهم 0
• إن في تكليف الأبناء بمسؤوليات صغيرة والتدرج فيها لما هو أكبر منها له أثر كبير في تحمل الابن للمسؤولية والقيام بها حال الكبر على الوجه المطلوب 0
الثاني عشر :
العابد الصغير
قال سهل بن عبدالله التستري : كنت ابن ثلاث سنين أقوم بالليل فأنظر إلى صلاة خالي محمد بن سوار فقال لي يوما : ألا تذكر الله الذي خلقك ؟ فقلت كيف أذكره ؟
قال : قل بقلبك عند تقلبك في فراشك ثلاث مرات من غير أن تحرك لسانك : الله معي ، الله ناظر إلي ، الله شاهدي ، فقلت ذلك ليالي ثم أعلمته فقال : قل في كل ليلة سبع مرات ، فقلت ذلك ثم أعلمته ، فقال : قل ذلك كل ليلة إحدى عشرة مرة فقلته فوقع في قلبي حلاوته فلما كان بعد سنة قال لي خالي : احفظ ما علمتك ودم عليه إلى أن تدخل القبر ، إنه ينفعك في الدنيا والآخرة ، فلم أزل على ذلك سنين ، فوجدت لذلك حلاوة في سري ، ثم قال لي خالي يوما : ( يا سهل من كان الله معه وناظرا إليه وشاهده 00 أيعصيه ؟ إياك والمعصية 00) وأصبح سهل من كبار العباد ومن العلماء الصالحين بفضل خاله الذي رباه وأدبه وغرس في نفسه الخوف من الله واستحضار مراقبته وتعظيمه سبحانه والحذر من معصيته 0
الثالث عشر:
القدوة الصالحه
إن القدوة من أعظم وسائل التربية ترسيخا وتأثيرا ، فالطفل حين يجد من أبويه ومربيه القدوة الصالحة فإنه يتشرب مبادئ الخير ويتطبع على أخلاق الإسلام 00
إذ كيف يتعلم الطفل الصدق 00وهو يرى أبويه يكذبان 0
وكيف يتعلم الطفل الأمانة 00 وهو يرى أبويه يخونان 0
وكيف ينشأ الطفل على الجدية 00 وهو يرى في أبويه الميوعة والاستهتار0
بل كيف تغرس في الطفل الفضيلة والشرف 00 وهو يرى في والديه الدناءة وتتبع الساقط من الأقوال والأعمال 0
كيف يتربى الطفل على الأدب وحلاوة اللسان 00وهو يرى من والديه السب والشتيمة والوقوع في أعراض الآخرين 0
وكيف ينشأ الطفل على الحلم والأناة والاتزان 00 وهو يرى في قدوته الغضب والعجلة والعصبية 0
وكيف يتربى الطفل على الود والرحمة والإخاء وهو يرى في والديه القسوة والشدة والجفاء 0
وهل يرجى لأطفال كمال إذا ارتضعوا ثُديُّ الناقصات
يتبــــــــــــع