[Unload] هذه أول مشاركة لي اتمنى تقرأونها وتتفاعلون معي ...[/Unload]
بسم الله الذي لايضر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ..
سبحانك اللهم لا علم لنا الإ ماعلمتنا ..
أحب أن أقدم نفسي أولا حيث أن هذه تعد أول مشاركة .. ولست أعلم أن كانت بداية موفقة لكن أرجو دقة إدراك الموضوع .. وحسن التفاعل
__________________________________________________ ___
لله تعالى حكمة في خلقه .. ولم يخلق شي عبثا .. واذأ أراد شيئا قال له كن فيكون .. له ملك مافي الكون وله حق العبادة تعالى عمن سواه ...
مسلمات نؤمن بها ونستشعرها لان الإسلام دين الفطرة ... ولكن هناك من يتفكر في خلقه وفي سر هذه الحياة وهو ابن آدم ... الأنسان ..؟؟ مامعنى الأنسان ؟؟ وماهيته ؟؟
أثار انتباهي ذلك الموضوع الذي يدور حول أرآء ونظريات فلاسفة ومفكرين حول معنى الأنسان وأفضليته على سائر الخلق باختلاف تلك النظريات اختلاف واضح ...
مع قرأني لذلك الحديث باستمتاع إلا إنني لم أرجح نظرية أيهما ... ورأي حتما أن تلك الفلسفة سرابية لااساس لها من الصحة ...
أترككم مع الموضـــوع ...
ظهرت الفلسفة ؛ ومع ظهورها بدأ التساؤل عن كل شيء تقريباً ! وكان من بين ما أثير الجدل حوله نظرية (أفضلية الإنسان ) على سائر المخلوقات .
وقد تراوحت نظريات الفلاسفة في معنى الإنسان وعنصر امتيازه بين أقصى اليمين وأقصى اليسار كما هو شأن الفلسفة على الدوام !
فثمة من المفكرين من اعتبر الإنسان حفنة من التراب , وظاهرها زائلة بالوسع إغفالها !
ومنهم من عده "تابعاً لمملكة الحيوان " داخلاً ضمن رعاياها .. وما يسمى بالذكاء الإنساني -خطأ- هو عندهم ذكاء حيواني لايقتصر على الإنسان من دون الحيوان . وإن كان ثمة فرق فلايزيد عن أن يكون فرقاً في الدرجة لا أكثر ولا أقل ! . وفي هذا الاتجاه مضى العالم النفسي كوهلر ؛ وانتهى من تجاربه على القرود إلى نتيجة مؤداها أن الحيوانات تتباين في قواها وإمكاناتها النفسية كما تتباين في ذكائها ؛ والإنسان أذكى الحيوانات لكنه ليس الحيوان الوحيد الذكي . وقد أثبت بافلوف تجريبياً أن تكرار السلوك عند الحيوان ينتهي به إلى تأصيل عادات معينة ‘ أي إلى التعلم ؛ والتعلم دليل قوي على ذكائها . ومعنى هذا أن القول إن الذكاء قاصر على الإنسان لا يعدو أن يكون غروراً إنسانياً
فهذا شمبانزي كوهلر عندما أبصر العصا ملقاة على الأرض , والموز المعلق , أدرك ما بينهما من علاقة ! وقد نجح في إدراك أن العصا وسيلته الوحيدة للوصول إلى الموز , كما أدرك " أديسون " العلاقة القائمة بين حركة القدر وقوة البخار ! .
أما الفريق الآخر من الفلاسفة , فريق أفضلية الإنسان , فقد انقسم إلى شيعتين , تتفقان في تميز الإنسان , وتختلفان في الخاصية الفاصلة فصلاً قاطعاً بين الإنسان والحيوان .
وأول ما برز كخاصية إنسانية مميزة الفكر ؛ فالفكر هو الذي يصنع عظمة الإنسان . وكل شرف للإنسان قوامه الفكر . والإنسان بائس كموجود , ولكنه عظيم من حيث هو مفكر . فعند هؤلاء , الفكر هو سر تفرد الإنسان ومصدر عظمته , وقوام معناه , وتبعاً لهذه النظرة الأنتولوجية إلى الإنسان يصوغون فلسفتهم الأخلاقية ؛ قالوا : العمل وفقاً للفكر هو مبدأ الأخلاق الإنسانية ؛ وإنسانية الإنسان مرهونة بمقدرته الفكرية , وموهبته العقلية , كما أن تجريده من هذه الموهبة هو بمثابة نزع لإنسانيته وإهدار لكرامته .
لكن هذه النظرية , في رأي بعضهم, ليست كافية , إن لم تكن خاطئة ! فإذا كان الفكر يصلح أن يشكل فرقاً بين الإنسان والجماد , فإنه لايصلح أن يكون السمة الفريدة التي تشكل معنى الإنسان وتميزه عن الحيوان . ذلك أن أصحاب نظرية الفكر لم يعنوا بتحديد مفهومهم للفكر ؛ وهذا التحديد مسألة في غاية التعقيد ؛ لأن الفكر بطبيعته غامض أشد الغموض , فعلماء النفس لهم مفاهيم عديدة , والفلاسفة لهم مفاهيم أكثر عدداً ! ومن هذه المفاهيم ما يجعل من الفكر والذكاء شيئاً واحداً بعينه . والنتيجة هي أننا -بهذه النظرية- لم نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام ؛ إنها لا تمكننا من اكتشاف أي فرق بين " أديسون" العالم و " شمبازي" كوهلر المدلل !
إذن فما الميزة التي تميز الإنسان عن غيره ؟
ويقدم الفيلسوف الوجودي ( الملتزم بالمسيحية) كارل سبرز نظريته متأثراً بتراث باسكال في القول بالحرية كخاصية مميزة للإنسان
يقول سبرز إن الأنسان مركب من جانبين أساسيين :
1- موضوع , وهو الجانب الذي بوسع العلوم المختلفة دراسته ومعرفته .
2- لا موضوع , وهو الجانب الذي تستصعي دراسته وفهمه !
ثم يقرر أن الحرية هي الجانب الذي يقصد باصطلاح : " اللاموضوع " فالحرية لاتُعرف , ولكن يتم الوعي بها , نحن لانعرف الحرية كما نعرف الغدد أو الكبد مثلاً , ولكننا نشعر بها ونعي مفهومها , كل فرد يشعر أنه حر في اتخاذ قراره مع أو ضد ما يؤمر به . فلاريب أن الحرية ميزة تميزه بصور جوهرية عن أية حيوانية .
فالإنسان يتميز بالارتباط بالله ؛ ودليل ذلك حريته التي وهبها إياه , لاهو الذي وهبها نفسه . والإنسان بحاجة إلى الهداية والتفكر في الله ( على حد قوله )
ثم يذكر أن كيرجارد كان يمضي ليله ونهاره يتفكر في الله ؛ حتى استطاع أن يسمع الله , وهنا يظهر تأثره بلغة التصوف واضحاً جلياً . لغة أبعد ما تكون عن منطق الفلسفة .
ولا أظن أن مذهب يا سبرز يصمد لأرق نسمات النقد العلمي ! فهذه اللغة الصوفية , التي تقفز إلى النتائج دون ترسيخ مقدمات ربما أقنعت النصارى الذين يعتقدون بدينه , ولكنها دون ريب عاجزة عن تخطي هذه الفئة الضالة .
ثم مايدرينا أن الحيوان حر أو غير حر ؟ إن ياسبرز لم يثبت أن الحيوان محروم من كل حرية . والفلسفة المعاصرة . وعلم النفس الحديث , يشككان في أن الحرية ميزة خالصة للإنسان !
فضلاً عن هذا , معروف أن الحرية واحدة من أعقد القضايا الميتافيزيقية ! ومنذ وقت ( "كانط " الفيلسوف الألماني بدا واضحاً أن الوصول إلى حلول فلسفية لمثل هذا النوع من القضايا إنما يتجاوز العقل البشري . وكل ما عند الفلاسفة مجرد ظنون لا ترقى إلى مستوى المعرفة العلمية القائمة على البرهان , فكيف يمكننا أن نقبل نظرية ياسبرز المبنية على ركام من الظنون .
________________
وفي رأي الفيلسوف "هسرل " أن الحدس الماهوي- كما يسميه - هو المعنى الذي يميز الإنسان , وبدون مقدمات فلسفية أضع لكم هذا المثال : يقول : هب أن ألماً قد ألم بذراعي , فما ذا أفعل ؟ إنني أتساءل عن سببه , وعن كيفية الخلاص منه ؟ ولا يجيبني غير التجربة , لكن حين اتساءل : ما الألم في ذاته ؛ ما معناه بوجه عام ؟ فإني لا أجد إليه من سبيل غير الحدس الماهوي , الذي ندرك به الماهيات , والفروض العامة ’ ومن شأن هذا الحدس أن يقدم لنا الكلي والعام .
وعنده أن المعرفة التي تقع من خلال الحدس هي بمثابة إحاطة بالمسلمات العليا التي تتأسس عليها العلوم الوضعية ,
ونافذة تطل منها الميتافيزيقيا على المطلق حسب تعبير "هيجل" .
والحيوان يعجز عن الحدس , ولايستطيع إدراك الماهيات ؛ الإنسان وحده هو الذي يملك القدرة على التمييز بين الخصائص العارضة والماهية في موضوعات إدراكه ومعرفته . " شمبازي كوهلر " يعجز عن إدراك حقيقة أن الموز دون تقشير هو الموز المقشر نفسه ! إنه يعتبرهما شيئين اثنين ! لأنه لايملك القدرة العقلية التي يسميها هسرل الحدس والتي من شأنها أن تدرك الماهية العامة للأشياء بعد تنحية خصائصها العارضة جانباً , أو وضعها بين أقواس حسب تعبير هسرل نفسه