بدايتاً لا يسعنى الا ان اعزي نفسي واعزي ذوي الرمز الراحل
الجد الوالد _ يعن الله مشنى شايع ال سالم الغامدي فرحم الله
فقيدنا ذالك البطل الذي بناء مستقبله بيده وسطر اسمه في سجل
الابطال بماءً من ذهب فهو من أواخر الرجال القلائل الذينا فقدناهم
والذي سوف تنهال الاجيال من معدنهم وتتعلم تاريخهم الابدي في
مدار حياتهم .
ذالك الفقيد الذي لم يكن يوماً اباً أو اخاً أو حتى جداً بل كان صديقاً
لجميع الناس فقد كانت روح الفكاهه تنبعث من فمه حتى بعد ان كبر
وشاخ . ففي نفس الوقت كان للشجاعة لديه قاعده واسطول خاص به
في حياته . لن ارثيه ولن ابكيه ولكن سوف ادعو له واتمنى كل من
قرأ هذا المقاله ان يدعو له لانه يستحق الدعاء ...
فقد خلف وراهُ اعمالاً مذكوره ومذخوره حتى بعد مماته . لقد عانا ذالك
الرمز طويلاً قبل ان يموت فكان له مع المرض موعد وكان بينهم صولات
وجولات فكان يصارع المرض تاره ولكن نهاية المطاف صرعه المرض
وكانت وفاته رحمه الله .
لم يكن يتضجُر يوماً من الحياه بل انه كان ينظر لها من نافذة الأمل بعيداً عن
الياس ولد على النقاء وترعرع في كنف الجلد والشقاء حتى بلغ وارتقى الى
أعلى درجات الارتقاء لم يبخل بنصائحه ع احد وفي نفس الوقت لم تكن ذاكرته
تخلو من الاستشارات التي يقدمها على طبق ماسي لكل من استشاره في
موضوعاً ما فكان موجهاً لنا وقاموساً نعود إليه متى اردنا .
وافته المنيه وله ثلاثة وثمانون عاماً قضاها بداية حياته بدوياً في الصحراء
وبين الجبال في جنوب المملكة وكانت نهايته ع السرير الابيض في عاصمة
المملكة العربية السعودية . كان من اولئك الناس الذين يصنعون قوت يوميهم
بايديهم فيتغـذون على طرائدهم ويستضلون عن الشمس بكفوفهم ، تغيب عن
اهله اياماً بل اشهراً عديده بحثاً عن رزقه وطلباً للمعيشه ..
تربى شاباً يافعاً نحت من الجبال بيتاً له ومن تـراب الصحراء فراش ينام عليه
ذالك الجد الذي زرع في الارض فلم تنبت زهراً او ثمراً بل انبتت عبقـاً ( الرائحة
الطيبه ) وحباً له بين الناس ، وحفر في الصحراء فلم تنبع ماءً بل نبعــــــت ذكرى
طيبه خلدت اسمه في ذاكرة كل من احبه .
لم نفقد انساناً بل فقدنا عالماً علمته التجارب معنى الصمود ، وعلمته كثرت
المآرب كيف يحقق هدفه المنشود فعلمنا هو الاستعراض في الفضيلـــــه
والتمسك بالعادات وتقاليد القبيله والتحلي بالاخلاق الجميله والتعامل مع
الناس بالاساليب الجميله . علمنا معنى الاعتماد ع النفس وبلـــوغ اعلى
درجات النجاح ورسم لنا خطة السير على دروب الاصاله وسبل الكفـاح
ترسخت افعاله في عقولنا واعماله في قلوبنا فاصبــــح املنا في حياته
والمنا بعد مماته فهو مثال الرجل الحنون في تعامله مع اقرب الناس اليه
ومثال الرجل الصادق في تعامله مع من حوله ..
كان الدين له نجماً يهتــدي اليه رغم انه لم يتعلم ولم يقراء حرفاً واحداً
لكن الايمان كان ينبعث من قلبه ويشع من جبينه فكان المسجد دليله في
كل صلاه حتى بعد ان اصبح يمشي ع ثلاث وقبل ان يصاحبــــــه المرض
تعلمنا منه الكثير وروت قصصه البطوليه والقديمه فـــــــــي المجالس
فالشجاعة والكرم وحب الخير كانت هرم خصاله الذاتية نهايــــــك عن
الخصال الجمه والتى تحلا بها كان زاهداً حتى التقشف . لم يبالى بما
صادفه في هذا الحياه من عراقيل ولاعقبات بل انه تجاوزها وتغـــلب
عليها ...
وها هو اليوم يواري الثراء وقد خلف وراه مجداً تليداً مرصعاً بالفخر
مكسواً باقمشة الطهر منقوشاً باحلى باقات الورد والزهر سوف نذكره
ويذكروه ابنائنا واحفادنا من ورانا شانه شأن أبائنا واجدادنا الذينا لحق
بهم فهو آخر اللبنات التى سقطت من هاوية الشموخ ومن عرش الانفه
والإباء لم يخلف من بعده الا الصبر ولم يحمل في جعبت موته الا عمــــله
الصالح باذن الله تعالى فالصبر عنوان له رافقه في بداية حياته واثنــــــاء
عنفوان شبابه واستمر معه في نهاية حياته حتى ان الصبر قلده وســــــام
التحمل والبسه تاج الاعتماد فاهً أقولها وكلي حزناً والماً على ذالك الشيخ
واسفاً على من لم ياخذ منه شيئاً في حياته ودعواتي الصادقه الممزوجه
بدموعي الحارقه له في قبره واساله سبحانه ان يجمعني به في دار النعيم ..
( اللهم امين )
المرثي عالى بن احمد الغامدى