وردت (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29)) مرتين في القرآن الكريم في قصة خلق آدم (سورة الحجر وسورة ص) أما في قصة عيسى وأمه مريم عليها السلام فجاءت بلفظ (فنفخنا) . كلمة روح تطلق في القرآن الكريم على أكثر من معنى أما في موضوع عيسى فهي تطلق على جبريل وعلى الروح قوام الحياة. في سورة القدر (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4)) الروح هنا هي جبريل . وفي قصة مريم عليها السلام قوا تعالى أنه أرسل إليها روحاً وهو جبريل () وقال تعالى (فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17))
هناك فرق بين النفخ في الطين فكان آدم وهذا النفخ كان مباشراً من الله تعالى (ونفخت فيه من روحي)
والنفخ في مريم فكان عيسى الذي كان بسبب أي عن طريق جبريل ولم يكم نفخاً مباشراً فجاء التعبير المناسب بقوله تعالى (فنفخنا) (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ (91) الانبياء) (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12) التحريم)
اللفظ في القرآن له غاية ووسيلة نحن لا نعرف كيفية النفخ ولا يعلمها إلا الله تعالى. نفخ جبريل في مريم فكان عيسى وهذا أمر سهل لأن عيسى له أم أما النفخ في آدم فهذا أعجب لأن آدم لم يكن له أب ولا أم.
الفرق بين الأعمى والكفيف: الأعمى هو الذي وُلِد أعمى من بطن أمه لا يريى. أما الكفيف فكان مبصراً ثم كُفّ بصره فيما بعد.