الابن والاب .. وفي يوم واحــد !
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
امس بعد صلاة العشاء في المسجد المجاور لي .. اعتاد الشيخ امام المسجد الذي نحسبه على خير ولا نزكيه على الله على القاء كلمة عامة بعد الانتهاء من الصلاة ..
امس كانت الكلمة عن بداية الانسان ونهايته وكيف التشابه بينهما فاخذنا نتأمل كيف خلق الله الانسان من ماء اخرج منه تراب ثم باقي المراحل التي نعلمها جميعاً .. وكيف ينتهي به الحال الى ان يوضع في القبر فيتبخر الماء من جسده ثم يذهب باقي جسده للتراب .. وهكذا الحال معنا جميعاً ..
بعد الكلمة وقبل ان يختم الشيخ بارك الله فيه .. قال قصة غريبة حببت ان اوصلها لكم ..
قبل امس بعدة ايام كان الشيخ عند اخ .. جلسوا وتحدثوا معاً ثم ترك الشيخ الاخ ليعود الاخ لمنزله .
عاد الاخ وتفاجأ .. تفاجأ بأهله يأتوا إليه ..
ويرددوا كلمة واحدة .. “والدك مات” ..
حمل هذا الابن والده ووضعه على “كنبة” وهي مثل الكرسي .. ثم قال لاهله ان يشغلوا قرآن ..
ذهب الاهل يشغلوا القرآن .. عندما رجعوا .. كانت الصدمة !
الابن ممدد بجانب ابيه على “الكنبة” .. وقد توفاه الله هو الاخر ..
سبحان الله العظيم .. سبحان الله القادر .. سبحان الله المتوفي كل نفس في وقتها دون تقديم ولا تأخير .. سبحان الله !
اخي الكريم .. هل يمكنك ان تترك خيالك لي لدقائق لنتخيل معاً مشهد بسيط ربما يكون حقيقياً ؟ اعتقد انك تترك خيالك كثيراً لافلام الخيال العلمي الاجنبية والعربية فلا تبخل على الله بدقائق من وقتك !
اخي .. تخيل معي .. انت الآن في عملك .. ربما جامعتك او مع اصدقائك ..
سلمت عليهم واستأذنت منهم للانصراف ..
مشيت إلى منزلك وانت تردد احد هذه الاغاني الجديدة ..
رأيت تلك الفتاة التي اضلها الشيطان وتركت عينك لتسير معها ..
وصلت لمنزلك .. تصعد اول خطوة من سلالم البيت وانت تردد هذا اللحن ..
تخطو ثاني خطواتك وانت تردد تلك الاغنية ..
تخطو ثالث خطوة وانت تقول في نفسك ” ايهما افعل الاول ؟ اكلم حبيبتي ام اشاهد تلك الاسطوانة الساخنة التي اخذتها من اصدقائي ؟؟ ”
وفي رابع خطوة .. وانت تدق على باب منزلك .. فتحتك لك والدتك .. وهي تبكي .. وتقولك “مات والدك”!
وبعد خطوات بسيطة داخل المنزل .. وجدت المصحف الذي كان يقرأ به والدك .. وبجانبه نظارته التي كان لا يخلعها الا وهو يتوضأ ويصلي
فتحت باب غرفته .. ووجدت ولاول مرة نور الغرفة مطفأ .. عجيباً ، فكنت ترى هذا النور مضاء طوال الليل وتسمع صوت والدك وهو يردد ايات من القرآن الكريم ويناجي الله ويستغفره ..
مشيت خطواتك تجاه سرير والدك .. ووجدت والدك .. ملفوف في قطعة قماش بيضاء .. لا اله الا الله .. انه مات !
خرجت من غرفته وانت تجري .. الى والدتك .. قلت لها ماذا حدث ؟ .. اخبرتك بموته ..
ماذا اذا في هذه اللحظة وجدت امامك شئ لا يسرك .. “ملك الموت” .. ومعه الملائكة .. “وجوههم مسودة” .. يقبضون روحك .. اتشعر بهذا ؟ ..
روحك تبدأ الآن في الخروج .. الآن انت لا تشعر برجليك .. والآن بطنك .. الآن انت لا ترى الا هم .. ملك الموت والملائكة السود الوجوه .. الآن تسمع صوت والدتك .. وهي تصرخ “ابنـــي” .. ماذا ستفعل ؟ هل تستطيع الهرب ؟ كيف وإذا كانت ارجلك لا تعمل .. ليس بها روح .. لا هي ولا يديك ولا كل جسدك ..
اتشعر بهذا .. انه ماء بارد ينصب على جسدك .. وايدي تغسلك من رأسك إلى قدميك ..
انهم يغطونك بقماش ابيض مثل الذي رأيته من قليل على والدك .. اتذكره ؟ لا يفيدك تذكره حتى والله
اتشعر بهذا .. انه التراب الذي يلف جسدك ويرموه عليك .. انت الآن في مكان كثير ما سمعته عنه من هؤلاء الذين قلت عنهم “متشددون” .. اتذكرهم ..
اتذكر عندما كنت في جامعتك .. وتمشي مع تلك الفتاة .. وجاء عليك احد هؤلاء الذين تسميهم “متزمدين” .. وقال لك هل تحب ان يراك الله تعصيه ام تطيعه .. وذكرك بالقبر وبالعذاب في الآخرة .. اتذكر هذا الشخص ؟ فلن يفيدك احد الآن .. حتى هو لن يفيدك بعد دخولك لهذه الحفرة .. انها “القبر”
اتتخيل انك تقوم الآن من قبرك .. وترى امامك الناس كلها تمشي وكأنهم “جراد منتشر” .. وانت معهم ؟ اتعرف الى اين انتم ذاهبين ؟
انت الآن ذاهب لــ ” ربــك ” !!
نعم .. انت الآن ذاهب له .. ليسألك .. عن كل ضخة دم ضخها قلبك فابصرت بها فنظرت للحرام ! ( * )
وعن كل ضخة دم ضخها قلبك فمشيت بها وراء تلك الفتاة ..
وعن كل ضخة دم ضخها قلبك فتكلمت بها وانت تهين والدك ووالدتك ..
اتعرف ماذا سيحدث الآن .. سيأمر الله الملائكة .. فتقيدك بسلسلة .. ليست كتلك السلسلة الهدية التي اعطتك اياها صديقتك ..
لكنها سلسلة .. طولها 70 ذراعاً .. ولك ان تتخيل ذلك !
انت الآن وانت مقيد في تلك السلسلة .. ترميك الملائكة في الجحيم .. اعوذ بالله
ماذا ستفعل وقتها .. هل سيفيدك “عمرو دياب” ؟ .. ربما تفيدك “صديقتك” ؟ .. او ربما تفيدك “سيجارتك” ؟
اخي الكريم .. كلمة اخيرة اقولها لك من قلب ذاق مرارة العصيان وحلاوة الايمان .. تب إلى الله
منقول
العرض العادي
