أعلنت أسبانيا أنها بصدد تصنيع ثاني أقوى كمبيوتر في العالم سيساهم في المساعدة على علاج الأمراض ومكافحة الجفاف وتحسين التصميمات الصناعية.
ويستغرق تصنيع الكمبيوتر 4 سنوات بالتعاون مع الوحدة الأسبانية لشركة "آي.بي.إم" بتكلفة 70 مليون يورو (87.06 مليون دولار)، وسيكون الثاني من حيث القدرة بعد كمبيوتر "إيرث سيميوليترEarth Simulator " أو "محاكي الأرض" الذي صممته شركة "إن.إي.سيNEC " اليابانية.
وقال خوان كوستا وزير شئون التكنولوجيا الأسباني في مؤتمر صحفي الجمعة 27-2-2004: إن الكمبيوتر -الذي سيعمل ببرنامج لينوكس Linux- ستكون له القدرة على معالجة 40 تيرافلوبس teraflops من البيانات (40 تريليون عملية حسابية في الثانية الواحدة) وسيزود بذاكرة سعتها 9 تيرابايت، أي ما يعادل ذاكرات 18000 كمبيوتر شخصي مجتمعة.
وقال كوستا: "سيكون أول كمبيوتر عملاق في العالم للاستخدام في أغراض عامة"، مضيفًا أن أمراض الزهايمر وجنون البقر، بالإضافة إلى التغيرات المناخية ستحتل قمة أولويات البحث عبر هذا الكمبيوتر من خلال المحاكاة والتمثيل.
أسرع كمبيوتر بأوربا
وإذا اكتمل العمل في الكمبيوتر -كما هو مخطط- فسيكون أيضًا أسرع كمبيوتر في أوربا. ويحتل كمبيوتر من تصميم "آي.بي.إم" يملكه مركز أبحاث يوليخ Juelich الألماني، وتبلغ قوته 8.9 تيرافلوبسات (حوالي 8.9 تريليونات عملية حسابية في الثانية) المرتبة الأولى حاليًا من حيث القوة في أوربا.
وطبقًا لموقع "توب 500" على الإنترنت (http://www.top500.org)، فإن كمبيوتر "إيرث سيميوليتر" الياباني -الذي يحاكي بصورة افتراضية كوكب الأرض- هو صاحب القدرة القياسية الحالية على مستوى العالم والتي تبلغ 35.86 تيرافلوبسا (حوالي 35.86 تريليون عملية حسابية في الثانية الواحدة). ولم يشر كوستا إلى السبب الذي لا يجعل الكمبيوتر الأسباني الجديد البالغة قوته 40 تيرافلوبسا يحتل المرتبة الأولى.
أما الكمبيوتر الذي يحتل المرتبة الثانية في العالم حاليًا فهو نظام إيه.إس.سي.آي كيو ASCI Q الموجود لدى المختبر الوطني في لوس آلاموس التابع لوزارة الطاقة الأمريكية والذي تبلغ قدرته 13.88 تيرافلوبسا.
وتقول وكالة "رويترز": إن أسبانيا -الشهيرة بالفنون أكثر منها بالعلوم- تحاول تضييق الفجوة مع الدول الأخرى في مجال الأبحاث والتطوير.
وقال وزير شئون التكنولوجيا الأسباني: إن الكمبيوتر العملاق سيشيد في قطالونيا الشمالية الشرقية -وهي منطقة تضم برشلونة- وإن كان مكانه بدقة سيحدد في الأسابيع القادمة. وأضاف أن أسبانيا ستنشئ مركزًا وطنيًّا للأبحاث اعتمادًا على الكمبيوتر العملاق الذي سيكون متاحًا لنحو 4000 باحث أسباني وأجنبي في العام، وسيقوم على إدارته مجلس علمي مستقل سيقرر أي المشروعات يكون لها الأولوية.