السلام عليكم
[align=justify]قصة خيالية وقريبة من الواقع ,,
(( ملك )) يملك دولة كبيرة عظيمة لها من التاريخ العظيم الذي بناه آبائه وأجداده من قبله , متزوج وله أولاد .. دولته كانت غنيّة جداً بالأموال والثروات التي تحتضنها هذه الدولة إذا قورنت بالدول الأخرى , ولكن لديها مشكلة ألا وهي أن هناك شجرة مثمرة قريبة من قصره من أكل من ثمرها أصابه مرض (( الجنون )) ...
فـ كانت البداية مع رجل كبير في السن يبلغ من العمر 70 عاماً أكل من هذه الشجرة - القريبة من قصر الملك - وأصيب بـ مرض " الجنون " , ولم يكن في الحسبان أن هذه الشجرة هي السبب في جنون ذلك المسنّ , ومرّت الأيام وأصيب آخرون بـ " الجنون " من ثمرة هذه الشجرة التي لم يسلم منها أحد أبداً ...
نادى أهل هذه الدولة – العقلاء منهم – بـ قطع هذه الشجرة حتى لا تتمكن ثمرتها من إصابة الكل بـ الجنون , أو حتى لا يقع فيها الملك ويصبح مجنوناً .. وتكون هذه الدولة (( للمجانين فقط )) .. ولكن الملك ومن معه تجاهل هذه المشكلة مادام أنّ الملك وعائلته سالمين من جنونها وهم يعيشون في رد الحياة ورفاهيتها ,,
مرّت الأيام وأمر الملك لـ حرّاسه بأن ينتبهوا ويعوا كثيراً لـ عائلته ويشددوا الرقابة عليهم حين أحسّ بالخطر حتى لا يقعوا في جنون هذه الثمرة , وكانت الرقابة عليهم مشددة وفرضت عليهم , ولكن في يوم من الأيام خرجت زوجة الملك خارج القصر ووصلت إلى هذه الشجرة فـ أعجبتها خضرتها وثمرتها " بالشكل " وأكلت من ثمرتها وللأسف أصيبت هي الأخرى بـ " الجنون " , سأل الملك حرّاس القصر عن زوجته (( أين هي ؟! )) والحرّاس كانوا يعلمون أنها أصيبت بالجنون فـ قالوا لـ قد جنّ عليها وأصيبت بالمرض .. !! تفاجأ الملك وغضب بسبب عدم منعها حتى لا تصاب , ومرّت الأيام وأصبحت كل الدولة (( مجانين )) إلا القليل ... وأصبح الملك في حيرة من أمره وسأل وزيره .. (( ما لحل ؟ هل أحكم دولة مجانين ؟! أم أتنازل عن الحكم ودولة أبائي وأجدادي ؟! أم آكل من الشجرة حتى أصبح مجنون ؟! لأن العاقل لا يحكم مجانين ولكن ربما أن المجنون يحكم مجانين مثله ... ))
وافقه الرأي الوزير وأبدى وجهة نظره بأن يأكل من الشجرة حتى يكون مجنوناً ...
وأكل الملك من هذه الشجرة وأصبح مجنوناً .... (( الملك المجنون )) !!
** انتهت القصّة الخيالية والقريبة من الحقيقة المرّة **
أخي أختي .. هل سـ تأكل من تلك الشجرة لو كنت ملكاً ؟!
بالطبع سترفضون أن تكونوا من عدّاد المجانين , حتى لا تفتقد صفة " العقل " والتي تفرقنا عن الحيوان والمخلوقات الأخرى .. لكن !
تعالوا .. لـ نطبقها على واقعنا الحيّ ..
هناك الكثير من الأشخاص يطبق هذه النظرية ولكن ليس بالجنون نفسه , بل يصاب بالإحباط .. ويُقتَل عنده الطموح .. وإلخ!!
** لماذا نرى الكثير من الأشخاص يرفض أن يواصل طموحه حينما يرى زملائه " فشلوا " فـ مثلاً الطالب الجامعي حينما ينهي المرحلة الثانوية ولديه طموح داخلي بأن يدخل أفضل الكليات وأرقاها , ولكن حينما يرى أقرانه " فاشلون " ويستشيرهم فـ قد يقتلون لديه الطموح ويأمرونه بـ الدخول لأحد الكليات التي لا تقدم ولا تؤخر في سوق العمل المطلوب .. ومع ذلك فقد يفقد هؤلاء الأشخاص طموحهم الداخلي والذي لا يزال حيّاً ولكن يريد فقط الهمّة .. !!
** لماذا نرى الموظف النشيط والذي يحمل همّة عالية في الحضور المبكر والانصراف المتأخر .. والدقة والنشاط والتفاني في العمل " يُقتل " من زملائه المتأخرين والفاشلين بشكل عام , وكذلك يقتل طموحه من قبل تصرفات المدراء الذين يفضلون بعض الفاشلين على هذا المتفاني ... ؟!
لماذا هذا الشخص يقتل طموحه بنفسه ..؟!
لماذا هذا الشخص لا يستمر في تفانيه لـ حب العمل , وترك المجانين يعملون ما يشاءون ويبقى هو العاقل الذي يعمل وفق الواجبات الملقاة عليه ؟!
الإنسان كـ ((الملك )) كما ذكرنا سابقاً ..
فـ بإمكانه أن يكون عاقلاً ويحكّم ضميره ويكون ناجح في حياته وتصرفاته " إيجاباً " , أو قد يكون " سلباً " على نفسه وأن يستخدم " أساليب وتصرفات " (( المجانين )) ويصبح مثلهم مجنوناً ..!!
هل الحل السليم بـ أن تكون مثل الناس " المجانين " ؟!
أم أن القرار الحكيم هو ؟أن تكون مستمراً في تطوير ذاتك وإحياء طموحك الداخلي حتى تصل لـ " حد الرضا " ؟!
[/CENTER]
العرض الشجري
