عائلة الفهيدي فقدت أربعة من أفرادها في غرق العبارة!
عائلة الفهيدي فقدت أربعة من أفرادها في غرق العبارة
سعد: تعرفنا على جثة أخي في الغردقة ..وابنه راكان ذو التسعة أشهر وأم زوجته لم نعثر عليهما حتى الآن
عائلة فهد بن مفرح الفهيدي تعتبر من العوائل التي فقدت أربعة من أفرادها المسافرين على العبارة السلام 98 ما بين شهيد ومفقود شقيق فهد - رحمه الله - سعد بن مفرح الفهيدي تحدث ل «الرياض» عن جوانب الحادثة المؤلمة وعن الأيام العصيبة التي مر بها إضافة لاقتراحات ومطالب يأمل تحقيقها في الداخل والخارج للتعامل مع مثل هذه الكوارث بصفته تنقل كثيراً في متابعة أوضاع أسرة شقيقه الشهداء والناجين والمفقودين فإلى الحوار مع سعد..
٭ كم عدد أفراد أسرة شقيقك المسافر؟
- كان عدد أفراد أسرة شقيقي فهد رحمه الله ستة أفراد هو وزوجته وطفله راكان وأم زوجته وابنتاها.
٭ من نجا من هذه الأسرة ومن استشهد ومن فقد؟
- نجا من هذه الأسرة زوجة شقيقي وشقيقتها إيمان واستشهد فهد رحمه الله وشقيقة زوجة أخي، والمفقودون هم: ابن أخي راكان الطفل ذو التسعة أشهر وأم زوجته والبالغة من العمر أربعة وأربعين عاماً.
٭ اعتبرت نفسك أول الواصلين لمصر كيف عرفت ذلك؟
- عندما وصلت إلى ميناء سفاجة لم يكن هناك سعودي غيري فقد وصلتها فجر يوم السبت وحتى ظهر ذاك اليوم، حيث بدأ السعوديون بالتوافد بأعداد قليلة جداً.
٭ كيف وجدت تعامل الجهات المصرية في بداية الحادثة؟
- كان تعامل الجهات المصرية لم يكن على الوجه المطلوب والمأمول وتعددت مصادر المعلومات ومواقعها بسبب ان معظم جثث ضحايا العبارة وزعت على مستوى صعيد مصر لقلة الإمكانيات بالمستشفى الواحد وتعدد مصادر المعلومات أرهقنا كثيراً بسبب التنقل بين محافظات صعيد مصر فمثلاً بين الغردقة وقنا مئتان وخمسون كيلو مترا إضافة لتأخر عمليات الإنقاذ حتى فجر اليوم الثاني فبالإمكان مساعدة الناس في يوم الجمعة وهو اليوم الأول من الحادثة المؤلمة.
٭ والسفارة السعودية كيف تعاملت معكم؟
- السفارة السعودية حقيقة كانت حاضرة، ولكن لم تكن على المستوى المأمول منها، وهذا في بداية الحادثة أما الأيام الأخيرة فكانت مثالا للتواجد المشرف فقد كان تعاونهم واضحاً ودورهم ملموسا في التقليل من آثار الكارثة على نفوس ذوي الحادثة.
٭ ما أسباب قصور أداء الجهات المصرية والسفارة السعودية في بداية الكارثة من وجهة نظرك؟
- الأسباب مردها لى حجم الكارثة التي لم يحسب لها الحساب وموقع الكارثة والأعداد الكبيرة لركاب هذه العبارة وكونها وقعت في مياه يحتاج التعامل معها لذوي اختصاص وإمكانيات محددة وليس لأي إنسان ان يساهم في التعامل معها وسبب آخر هو أنها لم تكن أطرافها في سعد بن مفرح الفهيدي تحت تصرف دولة واحدة.
٭ بصفتك تعاملت مع هذه الحادثة وسافرت أكثر من مرة هل هناك آلية ترى ان يتم التعامل بها في مثل هذه الحوادث؟
- من خلال ما لاحظته من مشاهد محزنة ومواقف مؤلمة تدمي القلب وتبقي الأسى في النفوس ومما دعا لتضجر الناس وانزعاجهم من هذه الحادثة فأنا أقترح إنشاء إدارة أزمات أو إدارة طوارئ داخلية للتعامل مع هذه الأحداث سواء كانت في الداخل أو الخارج، وفي هذه الحالة يجب ان ترتبط مع السفارات بالخارج بشكل مباشر وسريع وفق ترتيب مسبق محدد ومنظم حتى لا تضاعف من معاناة من نالهم المصاب سواء في أمور السفر لذويهم في مكان الحادثة أو التعرف على أوضاعهم أو نقل جثثهم في حالة وفاتهم لا قدر الله.
٭ كيف تعرفت على جثة شقيقك وشقيقة زوجته؟
- أثناء احضار الجثث إلى الميناء في الغردقة كان يتم التعرف على الجثث بالبحث في أجساد الموتى للحصول على ما يعرف بشخصياتهم. وقد وجدوا في ملابس أخي رحمه الله تذكرة السفر ومفتاح سيارته ومبلغا ماليا سعوديا.
٭ وهل طريقة التعرف على الموتى تحقق حرمتهم؟
- كون الإمكانيات بمستشفى الغردقة العام بسيطة ووجود مشرحة صغيرة جداً تتكون من عدد بسيط من حافظات الجثث وكون الكارثة كبيرة جداً فكانت الجثث توضع على الأرض وفوق بعضها البعض.
٭ الشركة المالكة للعبارة ما هو موقفها؟
- لم يكن لها أي مشاركة أو دور نهائياً فكان من المفترض ان تشارك سواء بنقل الراغبين بالسفر من المملكة لمصر وبالعكس سواء مجاناً أو بمبالغ رمزية كمشاركة منها في هذا الحادث المؤلم والذي سببته إحدى عباراتها، ولكن مع الأسف لم يحدث شيء من هذا بتاتاً.
٭ آلية السفر لمصر كونك أحد أقارب أسرة توفى وفقد بعضهم هل اختلفت عن غيرها؟
- لا لم يكن هناك تعامل خاص أو مميز لي خلال سفرتي لمصر، فالخطوط السعودية تعاملنا كأي مسافر لم نحظ بأي تمييز وهم لا يلامون في هذا فالتعليمات لديهم لا تعطي أولوية لنا والذي أرجوه ان يلاحظ هذا مستقبلاً في خطوة إدارة الأزمات عند تحققها إن شاء الله والتي أتمنى ان لا تتعدد مهامها ولكن يجب وضع الاحتمالات لمثل هذه الأمور فكل شيء وارد حوادث سيارات وطائرات وكوارث طبيعية نسأل الله ان يقينا من شرورها.
وهذه الكارثة يجب أن لا تمر مرور الكرام فيجب الاستفادة منها سواء في إنشاء إدارة للأزمات أو الطوارئ أو في آلية التعامل مع ذوي المصابين في السفر أو غيره. والملاحظات هذه لا تقلل من جهد وتعاون أشخاص كانت مساهماتهم بدوافع إنسانية ووطنية وقبل هذا وبعده راجين المثوبة والأجر من رب العالمين. وأخص بهذا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية وسفير خادم الحرمين بمصر كما أشكر العميد الدكتور منيف بن نايف البدراني وحمد الخضير وممدوح العنزي وراشد الحاتم وفهد الطريسي فهؤلاء الأشخاص أبدعوا وبذلوا جهودا كبيرة في التعامل معي ومع غيري وأشخاص تواجدوا على مدار الساعة دون تضجر أو ملل.