[gl]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته [/gl]
في الجزء السابق من حديثي عن اهتمام الإسلام بالأسرة ..بدأت بكيفية اهتمام الإسلام بأساس الأسرة .. وهما الزوجين .. اللذان تبدأ بهما كل أسرة ..
وفي صلاح العلاقة بين الزوجين .. صلاح للأسرة القائمة ..
وفيما يلي أكمل هذه الصور
9 ــ اشترط الإسلام اقتناع ولي أمر المرأة ورضاه عن الخاطب لإتمام الزواج ..وولي الامر هو في الغالب والدها أو من ينوب عنه في حالة وفاته ..
وهذا من أكبر الدلائل على اهتمام الإسلام بالمرأة والرغبة في حمايتها حتى من نفسها
فالفتاة قد تندفع وراء الأوهام و العواطف وقد لا ترى الحقيقة في خاطبها .. فالمراة بطبيعتها قد تلجأ لمشاعرها في حكمها .. وقد تصدم بعد بسوء العاقبة ومرارة الواقع حين تنكشف الأقنعة ..
وتندم بعد فوات الأوان ..
أما ولي أمرها فلا شك هو يهتم بمصلحتها .. يراعي سعادتها ,, ويفكر بالعقل والمنطق ..
ليبحث عن راحتها مع الزوج المناسب ..
[gl]عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (( أيما امرأة نكحت بغير أذن مواليها فنكاحها باطل ))[/gl]
وكررها ثلاث مرات ..
تخيلوا معي لو أن الفتاة تتزوج برغبتها ودون إذن وليها .. كم من زواج سيفشل ؟؟
ألن تزداد حالات الطلاق ؟؟ هل ستستمر العلاقة بين الفتاة وأهلها كسابق عهدها ..
أم سيشوبها التوتر والغضب ..
10 ــ نهى الإسلام عن عضل النساء ومنعهن من الزواج بدون سبب مقنع ..
ويؤكد هذا المنع في حال كون المراة مطلقة طلاقا رجعيا .. وترغب بالعودة لزوجها السابق..
حيث لا يجوز لوليها منعها من ذلك مادام فيه مصلحتها ..
وقد كثر الآن من الآباء من يمنع بناته الزواج بسبب راتبها الذي ينتفع به ..
وفي ذلك ظلم للفتاة وضرر بها .. ويقع عليه إثم كبير بحرمانها من سنة الحياة ..
[gl]يقول سبحانه وتعالى : ــ (( فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف ))[/gl]
11 ــ قبول تزويج القاضي للفتاة في حال امتنع أوليائها من تزويجها لكفء مستقيم ..
وهذا غاية اهتمام الإسلام بالمراة خاصة .. وبالأسرة بشكل عام ..
12 ــ فرض على الزوج تقديم مهر للمرأة تكريما لها وتقديرا لمكانتها ..
وتأكيدا على عزمه لتحمل مسئوليتها والقيام بحقوقها .. ودلالة على أن الرجل هو الطرف المكافح في هذه الأسرة
[gl](( وآتوا النساء صدقاتهن نحلة ))[/gl]
وقد كان مهر فاطمة بنت رسول الله عليه السلام درعا قدمها علي بن أبي طالب لها ..
ونرى كثيرا من المجتمعات كالهندية مثلا .. تكون فيه المراة هي الطرف الذي يقدم
ما يشابه المهر .. فهي تدفع للرجل مالا مقابل الزواج به ؟؟؟؟
وفي أوروبا على المراة أن تؤسس لخاطبها بيت الأسرة المقبلة التي ستبدأ بهما ..
وقد كان العرب قديما لا يحترمون حق ملكية الزوجة لمهرها .. فوليها يقبض المهر ويتصرف فيه كيفما شاء ..
فسبحان الله يا لسماحة الإسلام .. وكم كرم المراة ورفع من شأنها ..
13 ــ رغب في تيسير المهر ونهى عن المبالغة فيه والإسراف .. فالزواج ليس مظهرا
للبذخ وليس وسيلة لإظهار الغنى والترف .. بل هو عبادة يرجى فيها رضى الله
وتيسير المهور من أكبر الدلائل على سماحة الدين الإسلامي ,, وللاسف نرى كثيرا منا
غفل عن هذه النقطة .. وأصبح المهر يأتي في مقدمة الطلبات .. حتى قبل معرفة خلق الخاطب
14 ــ فرض إعلان الزواج بين الناس بالدف والصوت .. وإقامة وليمة لأجله ..
حيث يعلم الناس بأن فلانا تزوج فلانة .. وهذا يؤكد على علو شأن الأسرة في نظر الإسلام
وليعلم الناس أن هناك أسرة ستنشأ ,, معالمها واضحة ,, ومقاصدها نبيلة ..
وفي هذا الإعلان تفرقة بين الزواج الذي أحله الله وبين ما حرم الله ..
وضمانا لمستقبل هذه الأسرة .. التي ستقوم على علم وبصيرة من الناس
[gl]قال عليه السلام : ـ ((فصل مابين الحلال والحرام الصوت بالدف ))[/gl]
وعلى المسلمين أن يفرقوا بين الدف وبين الطبل والطرب الذي انتشر هذه الأيام
حمانا الله وإياكم .. فالإسلام أجاز من النشيد والشعر ماكان بعيدا عن ذكر المحاسن
بعيدا عن الفجور والغزل الواضح والألفاظ الفاحشة والعبارات الماجنة ..
أما ما نراه يحدث في كثير من أفراحنا من غناء وطرب فهو بعيد كل البعد عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ..
15 ــ حرم الإسلام الجمع بين الأختين كما جاء نص ذلك في القران في قوله تعالى :
[gl]((حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم ............ وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف ))[/gl]
وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن أن يجمع بين المرأة وعمتها ,, والمرأة وخالتها ,,
وفي ذلك مراعاة لمشاعر النساء وحفاظا على صلة الأرحام ودوام العلاقة بين الأسر ..
16 ــ حرم الإسلام على المراة السعي في طلاق صاحبتها .. حفاظا على كيان الأسرة
وسلامة استقرارها ..واحتراما لمشاعر الزوجة
فلا يحق لامراة ان تستغل مزاياها لتطلق امراة وتحل محلها ..
فقد جاء في صحيح البخاري :
[gl](( لا يحل لامرأة أن تسأل طلاق أختها لتستفرغ صحفتها فإنما لها ما قدر لها ))[/gl]
ونرى كم تعاني بعض الشعوب بل معظمها من وجود العشيقة .. وكيف أنها قد تهدم أسرة
وتشتت أفرادها .. فالحمد لله على نعمة الإسلام ..
وللحديث بقية .. أستأنفها مجددا في مرة قادمة .. فتقبلوا فائق تحياتي واعذروني على اطالتي ..