بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
عيد سعيد وعمر مديد وكل عام وأنتم وجميع الأمة العربية والإسلامية بخير ، واخترت أن أهدي للجميع هذه القصيدة الرائعة للشاعر العباس ابن الأحنف ، وما أحوجنا اليوم لهذه المعاني الجميلة التي طبعت مخزوننا الثقافي .
يا دار "فوز" لقد أورثتني دنفا
وزادني عن بعد داري عنكمو شغفا
حتى متى أنا مكروب بذكركمو
أمسي وأصحو صبا هائما دنفا
لا أستريح ولا أنساكمو أبدا
ولا أرى كرب هذا الحب منكشفا
ما ذقت بعدكمو عيشا سررت به
ولا رأيت لكم عدلا ولا خلفا
إني لأعجب من قلب يحبكمو
ولا أرى منكمو برّا ولا لطفا
لولا شقاوة جدي ما عرفتكمو
إن الشقي الذي يشقى بمن عرفا
ما زلت بعدكمو أهذي بذكركمو
كأن ذكركم بالقلب قد رصفا
يا ليت شعري وما في ليت من فرج
هل مضى عائد منكم ، وما سلفا
اصرف فؤادك يا عباس منصرفا
عنها، يكن عنك كرب الحب منصرفا
لو كان ينساهمو قلبي نسيتهمو
لكن قلبي لهم والله قد ألفا
أشكو إليك الذي بي يا معذبتي
و ما أقاسي وما أستطيع أن أصفا
يا هم نفسي ، ويا سمعي ، ويا بصري
حتى متى حبّكم بالقلب قد كلفا
ما كنت أعلم ما همّ وما جزع
حتى شربت بكأس الحبّ مغترفا
ثارت حرارتها في الصدر فاشتعلت
كأنما هي نار أطعمت سعفا
طاف الهوى بعباد الله كلهمو
حتى إذا مرّ بي من بينهم وقفا
إذا جحدت الهوى يوما لأدفنه
في الصدر نمّ عليّ الدّمع معترفا
لم ألق ذا صفة للحبّ ينعته
إلا وجدت الذي بي فوق ما وصفا
يضحي فؤادي بهذا الحب ملتحما
وقفا ، ويمسي على الحبّ ملتحفا
ما ظنّكم بفتى طالت بليته
مروّع في الهوى ، لا يأمن التلفا
يا فوز كيف بكم والدار قد شحطت
بي عنكمو، وخروج النفس قد أزفا
قد قلت لما رأيت الموت يقصدني
وكاد يهتف بي داعيه أو هتفا
أموت شوقا ولا ألقاكمو أبدا ؟
يا حسرتا ، ثم يا شوقا ، ويا أسفا.