تتفقين معي أستاده ( مِسك ) إن مثل هذهِ الصّور وهذهِ المناظر الخلاّبة الحِلوَة
ستكون ناقِصَة مالم يرافقنا إليها ذلك النَّفَر الذِي أصبحنا أسرين له والذِي يضفي
على هذهِ الأماكن لو رافقنا إليها جمالاً فوق آخَر ..
لا أعرفإن كنتِ متأهلة ام لا ولكنِي أحسبك كذلك .. أحسب لكِ زوج فَاضِل جميل ..
مُعَم بالرّومَانسية .. ترافقيه لمثل هذهِ الأمَاكِن التي تقضُون فيها عطلة نهايَة الإسبُوع
تتبَادلُون القَفشَات الحِلوَة فيما بينكُم ..
تعطينه ويعطيكِ .. تسقينه من رَحِيق بوحك العَذب ويبادلك الشَّيء نفسه ..
وتظللكم عِنَايَة الله ..
ترجعِي معه بذكرياتُكِ عن الصِّغر حَيثُ الطفولة وبرائتهَا .. ويخبركِ عن طفولته
عن شَقَاوَته وكَيف يفعَل ..
حينئذٍ سوف تتراقص دقات قلبكِ فرحاً ولن تستطيعي بمَكَان ان تحتوي ..
تِلك الإبتِسَامَة التي سوفَ تمثَل على شفتيك أو تخفيها لأنها دليل الرضا الذاتي
والإحساس بالثقة بالنفس .. نعم تكفينكِ كلمة واحدة ممن تُحبِّي لتريح قلوبك
تكفيكِ نظرة واحدة صادقة لتعرفي مقدار حب هذا الزوج لكِ .. ومعزته لكِ ..
يكفيكِ تواصل ولو بعيد أحياناً لكي تشعري بأنكِ مازلتِ باقية في قلوبه ..
كما هم باقٍٍ في قلوبكِ منذ اللحظة التي شعرتِ فيها بطعم السعادة الحقيقية.
ولا أدري كيف يمكن لنا ان نربط هذه الكلمة الحلوة وهذه اللحظات الجميلة ..
وهذه المواقف الرائعة فقط في علاقات معينة محدودة ونقصرها عليها ..
بينما هذه الحياة على اتساع رقعتها تستوعب كل شيء جميل وتمتص أيضاً ..
كل شيء سيِّء لو أردنا ولو صممنا ولو حاولنا..
إنني والحالُ كذلك استغرب من هؤلاء الذين يستكثرون على زيجاتهم هذه الوجدانيات
أو الرومانسية كما يسميها البعض وحياتهم أنفسهم جافة متصحرة قاحلة؟
وليتهم يكتفون بذلك بل انهم يحاولون نقل هذا الجفاف والتصحُّر في المشاعر لغيرهم
ويفرضونه حتى على أقرب الناس إليهم في وقت هم أكثر الناس حاجة لدفء المشاعر
وإشباع العواطف .. وتنمية الأحاسيس بالكلمة الحلوة التي تشعرني أنا مثلاً ..
بأنك أبي واخي وصديقي فعلاً ..
وبشكل يريحني حينما أحسُّ بأنك تقف بجانبي وتحسُّ بي وتقدر ظروفي لدرجة ..
أشعر معها انني احسنت الإختيار ووفقت فيه حينما اختارك قلبي لتكون أنت رفيق دربه
وأنيس وحدته ومكمن سره وعنوان سعادته وملاذه الذي يلجأ إليه بعد الله سبحانه وتعالى
ليشاركه أفراحه وأتراحه .. ويبث إليه همومه دون ان يشعر ولو للحظة واحدة ..
ولو مجرد شعور بالذنب لأنه التجأ إليه أو انه ضايقه أو أخذ من وقته أو انه حمَّله هموم
فوق طاقته أو هو في غنى عنها..
ألا يكفي هذه المشاعر الصَّادقة في دواخلنَا تجاه زيجاتنا أو أزواجنا هذا الشخص
او ذاك النَّفَر لأن نعتبره شخصاً آخر مميزاً في حياتنا ويختلف عن الآخرين ..
ويستحق محبتنا له وخوفنا عليه؟
ألا يكفي هذه الأحاسيس الشّفافة النابعة من داخلنا ان نريحها ونسعدها ونحافظ عليها
بالتفكير فيه والإنشغال عليه والسؤال عنه؟
وحقيقة الأمر أستاده ( مِسك ) ان ما يضايقكِ كإنسانة ذات حساسية مُفرِطَة أحياناً ..
ليس في كونك تري من يحب متضايقاً ومهموماً فحسب ..
ولكنه شعورك حينما تشعري انك انت سبب مضايقته وسبب الهم الذي هو فيه ..
سواء كان زوج فاضل لكِ حينها تودِّ انك لو لم تعرفيه أو تتعرفي عليه ..
ليس لأنكِ تستخسري عليه ذلك أبداً .. بل لأنكِ لا تريدي ان تكوني انتِ سبب هذا الضيق
أو الإحراج ..
و لتكن من غيركِ من شخص آخر أمّا انتِ فلا وألف لا لأنك لا تتصوري يوماً ان تكوني
انتِ سبب تعاسة من تحبي وانت سبب نزول دموعه الغالية من مآقِيه خاصة حينما يكون هذا
الإنسان مفرط الحساسية .. بالغ الشفافية .. رقيق في مشاعره .. عذب في أحاسيسه
جميل في خجله .. رائع في إبتسامته .. صادق في معاملته ويمتلك روحاً حلوة ..
لا تملكي إلاّ ان تحبيها فيه..
تُرى لأنه الود الذي نحلم به فإننا نراه كذلك؟
أم لأنه الأمل الذي ننشده فإننا نراه مختلفاً عن غيره؟
أحياناً نحن نتضايق ممن حولنا.. ممن هم كلنا .. وليسوا بعضنا ..
وربما حملنا عليهم بعض الشيء ولكننا حينما نفكر بعمق نقول لأنفسنا..
ألا يكفي انهم يحبوننا بصدق ويخافون علينا؟
ألا يكفي انهم اعطونا كل شيء نريده ونحلم به وبالذات تلك القلوب الصافية الطاهرة
التي لا تعرف الحقد أو المراوغة والزيف والخداع؟
وما المانع أيضاً إذا ضايقونا مرة أو أكثر؟
هل يقصدون مضايقتنا والتنكيد علينا؟
بل ما المانع ان يتدللوا ويتدلعوا علينا قليلاً؟
أليسوا هم الدلال نفسه؟
إنكِ والحديثِ لكِ أستاده ( مِسك ) أحياناً تحتاري وتتساءلي ألستُ محظوظة بحق؟
إننا حينما نتحدث بلغة المشاعر فإننا ننسى أي شيء آخر .. نتنازل عن أشياء كثيرة ..
ونتغاضى عن أشياء أكثر وأكثر لأن المشاعر هي الحب ولأن الحب هو الصدق والتسامح
والتضحية والبذل ولأن الحب الصادق هو غايتنا فإننا لا بد ان نسعى إليه ونركض خلفه
كي نحصل عليه ..
لأنه يستحق هذا المجهود الذي يبذل من أجله ولأنه أشبه بذلك الريم فائق الجمال ..
الذي يُجبرنا بنظرة واحدة منه على الجري خلفه واصطياده ليس لكي نضعه في قفص
منفرد ونحرمه من حريته في البراري بل لكي نستمتع بذلك الجمال الطبيعي ..
ونتأمل فيه ونشعر انه معنا ولنا ولو لبعض الوقت لأننا على يقين تام بأن جمال المخلوقات
تكمن في حريتها وإنطلاقتها في كل شيء ..
حريتها في العيش مع من تريد وفي الأجواء التي تريد وهي التعبير عمّا تريد ..
وبالأسلوب الذي تريد .. ولأنها جميلة بطبيعتها فلا بد ان تكون تلك الحرية جميلة ..
ورائعة أيضاً..
ان هناك بعض الأمور التي تفسد بعض الجوانب في علاقتنا بمن نحب أو تؤثر فيها
بعض الشيء ومن ذلك مثلاً .. ان عدم قدرتنا على التعبير عن مشاعرنا كما يريد الطرف الآخر
لا يعني ان هناك فتوراً ما في علاقتنا او ان الطرف الآخر قد تغير علينا ولم يعد كما هو
ولكننا أحياناً ومن دون زعل بحاجة لأن نفهم المشاعر الإنسانية وكيف ننميها لدينا ..
ولدى الآخرين ..
وبحاجة لأن نوظف تلك المشاعر والعواطف لكي تخدمنا وتخدم زيجاتنا وأزواجنا ..
وتجعلنا راضين عن أنفسنا لا أن تكون سبب تعاستنا وإحباطنا وإنكِسَارنَا ..
فيا لهذه المشاعر الإنسانية كيف نفهمها كيف نتعامل معها كيف نرتقي بها وكيف نحاكيها
ونسعد بها؟
بل وكيف نُجيب على تساؤلاتها الكثيرة الحائرة في دواخِلنَا؟
الأستاده القديرة ( مِسك ) أتمنى ومن كل قلبي أن تنمِّي مشاعركِ إزاء زوجكِ حاضراً
ومُستقبلاً وأن تتغلغلي بداخلها في سُبر أغواركِ ولتشعري انتِ كإنسانة نَبِيلَة بالراحة ..
بعد معرفتكِ إيَّاها ومحاكاتكِ لها وتعاملكِ معها لأن تلك المشاعر هي انتِ بكل ما فيك ..
من جماليات وتناقضات ألا يكفيكِ ذلك؟
/
/
إنتـَـر