(( تــ ــرسـ ـبـ ـات ))
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
تبدأ المعظلة بصدمة ، ثم تتلاشى ..
ثم تعود بمشكلة ، فتتلاشى ..
ثم تعود و تعود ..
و تتراكم و تترسب ..
حتى تصبح المأساة دمعة ..
أو ربما صارت الدمعة حزناً ..
أو ربما صار الحزن طبيعة ً..
أو ربما مات الحزن مع كل هذا الذي مات ..
*****
فعندما تترسب الهزيمة في نفوس المسلمين .... يصبح الذل حنكة ً و الهوان طبيعة ً و الغيرة جهلا ً و الغضب تسرعاً و الإعداد إسرافاً و الجهاد تهلكة ً .
قال أحدهم : لا طريق لنا إلا بالتوسل لأمريكا .
" توسل و توكل "
و لكن إلى لله ، و على الله ..
*****
و عندما تترسب الأنانية في نفوس المسلمين .... يصبح القريب بعيداً و الأخ عدواً و الحميّة غباءً و التضحية جنوناً و نفسح الطريق لأعدائنا ليقتلونا واحداً تلو الآخر .
في الماضي البعيد فلسطين ، و في الماضي القريب أفغانستان ، و بالأمس العراق ، و اليوم سوريا ، و غداً لناظره قريب .
و نحن نقول للمكلومين : اذهبوا أنتم و ربكم فقاتلوا أنا هاهنا قاعدون .
*****
و عندما يترسب الضعف و الخنوع في نفوس حكامنا .. تصبح العمالة سياسة ً و الخيانة مصالحاً و القمم ودياناً و المؤتمرات ورقاً و الشجب شجاعة ً و الإدانة بطولة ً ..
فبينما كانت أمريكا تقتل المسلمين في العراق ..
كان يقول أحدهم : تأكد بأن دولتنا تعتبر " صديق صدوق " لأمريكا ..
ما شاء الله .
*****
عندما يترسب الجهل في عقول المسلمين .... تصبح العلمانية اعتدالاً و السنة تخلفاً و المقاومة تشدداً و التكفير تطرفاً ..
اتصل أحدهم على منبر الجزيرة و قال : "هؤلاء التكفيريون شوهوا صورة الإسلام فالإسلام أصلاً لا يكفر الآخر " ..
إذا كان الآخر ليس كافراً فمن هم الكافرون الذين ذكرهم القرآن يا ترى ؟؟
ربما كان يقصد المسلمين ، الله أعلم !!!
*****
عندما يترسب الخوف من الحكام في نفوس المسلمين .... تصبح الكلمة جريمة ً و
و النصيحة موبقة ً و المسيرة كفراً و الحرام حلالاً و الظلم عدلاً و السرقة حقاً و الإعلام بوقاً و الناس عبيداً ..
تكلم أحدهم فلبث في السجن بضع سنين و لولا فضل من الله للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ..
و عندما خرج من السجن و قد ضاعت حياته ، صرخت الأبواق قائلة : باركوا لهذا الملك العادل فقد عفا و أصلح و أجره على الله .
طيب الله أوقاتكم