لا نعرفهم ...لكن نحبهم
(أحياناا نحبهم قبل ان نعرفه ..وحين نعرفهم تتوقف عن حبهم)
هل جربت يوما
ان تحب انساناا لا تعرفه
او تحلم بأنسان لم تتلق به يوما
او تعيش ففي خيالك مع انسان لا تعرف عنه شيئاا
لكنك وبكل صدق تفرح لفرحه
وتحزن لحزنه
وتدعو له دائماا بالخير؟؟
ربما معظمنا,ان لم يكن الجميعنا
قد جرب هذه العاطفة الجميله
فالبعض منا قد يتعلق بفنان ما والبعض
الاخر قد يحب لاعب كرة
والبعض قد يدمن الاستماع الى مطرب ما
او يدمن القراءة شاعر او كاتب دون سواه
وللخيال الدور الرئيسي في جميع هذه الحالات
فالذي يحب انساناا دون ان يلتقيه
يكون قد رسم له صوره معينه في خياله قد تغاير تماما صورته الحقيقيه
فالخيال دائما اجمل من الواقع
وربما بمراحل
لما للخيال من قدرة على اضافة
الكثير من الرتوش التي تخفي
الكثير من العيوب التي تظهرها
لنا مراّ ة الواقع بكل وضوح..
وربما تكون هذه المشاعر مجرد وهم....
لكن البعض يكبر ويكبر معه
وربما تكون فترة المراهقه هي
اكثر المراحل عرضه لهذا النوع
من المشاعر والاحاسيس
ففي هذه المرحله يميل الانسان
الى الخيال والتخيل
ويشعر بحاجته الماسه الى البحث عن قدوة يقتدي بها..
وقد يحسن او يخطئ الاختيار
لكنه يتمسك باختياره ويدافع عنه بشده
ويظلم البعض انفسهم كثيراا
حين يتمادون في خيالهم
ومشاعرهم لدرجة خداع انفسهم
فيبنون في خيالهم مدينه جميله
يمارسون فيها كل الطقوس الحب
مع من يحبون في الوقت الذي
لايعلم فيه الطرف الاخر عنهم وعن مشاعرهم شيئاا
ومعظم هؤلاء يشعرون بالندم
لكن بعد فوات الاوان
حين تكون أجمل ايامهم قد مرت على وهم
فالايام لا تنتظر احداا الى ان يستيقظ من أحلامه
وبالتاكيد
ليس كل انواع هذه المشاعر
تكون خاطئه
او وليدة مرحله معينه وتنتهي
بانتهاء المرحله
بل العكس تماا
فهناك بالمقابل مشاعر جميله نحملها
لأناس كثيرين لم نلتق بهم يوما
ولا نعرف عنهم سوى القليل
ولانعرف عنهم سوى اسمائهم او ملامحهم
التي تطل علينا من شاشات التلفاز
او اوراق الصحف
واعترف لكم انني احمل في داخلي الكثير من المشاعر الدافئه
لاناس لا أعرفهم وتعمدت ان لا أعرفه كي لا أكسر حاجز
الخيال بيني وبينهم
فحين قرأت قصائد خالد عبدالرحمن احببت خالد كثيراا
وحين قرأت رواية قماشه العليان أحببت قماشه
وكنت كلما قرأت للأ ستاذ الكبير سمو الامير.... أشعر ان هذه الانسان
يشبهني واني اعرفه منذ زمن طويل واني التقيت به في مكان ما....
مع انني لااعرف عنه سوى
اسمه المستعار وصوت حروفه وملامح كتاباته
لكني احبه بصدق
واصارحكم..انني كلما قرأت مواضيعكم في المنتديات
احاول ان ارسم لكم ملامح من خيالي
ولهذا فأنا احتفظ لكم في خيالي مجموعه
من الصور التي قد لاتشبهكم في شيء
واعلم انكم تحتفظون لي في خيالكم بصوره مماثلة
فشكراا الخيالي الذي يرسمكم على البعد
وشكرا لخيالكم الذي يرسمني على البعد ذاته
وتأكدو
ان اشياء كثيرة يجب ان تبقى في مدن الخيال
وان لانعرضها يوما لضوء الواقع
كي لا نفقدها
وتاكدو ايضاا
ان عدم اللقاء بأولئك الذين
نحبهم ولانعرفهم يكون هولافضل في معظم الحالات
فالكثير من الحالات الجميله
والاحاسيس الرائعه انتهت
وتبخرت عند لحظة اللقاء
اذن..فلنحبهم دون ان نحرص على معرفة لون أعينهم
او نكهة احاديثهم
او عطرهم المفضل
اوطقوس حياتهم الخاصه
فالاقتراب المبالغ به
يطفئ
وميض الانبهار بهم.......
العرض العادي
