الدرس الاول
المقدمة
هذه الدورة ستكون عبارة عن دروس في فن الإلقاء استفدتها من مراجع كثيرة ومن خلال خبرة وممارسة لبعض الوقت وارجو من الله ان تكون نافعة وان تكون عونا على طاعة الله وتبليغ دينه .
والذي دعاني الى إقامة هذه الدورة أهمية فن الإلقاء وكونه وسيلة عظيمة في تبليغ دين الله ودعوة الناس اليه بل هو وسيلة مهمة لكل من يريد الوصول الى قلوب وعقول الناس ايا كان مقصده وغايته .
وكذلك كان من الدواعي لذلك ما أراه ويراه كثيرون من فقر في الأسلوب وضعف في الاداء لدى فئة ليست بقليلة من الدعاة والخطباء والمدرسين وغيرهم ممن يتعاطى هذا الأمر مما سبب نفورا لدى الناس من سماع الخير او ضعفا في استفادتهم منه .
ولست ادعي انني من خلال هذه الدورة الموجزة اني سأحيط بجوانب الموضوع فهو موضوع كبير قد الفت فيه كتب كثيرة وكبيرة ولكني اشير الى ما يحضرني مما أرى أهمية لفت الانظار اليه سائلا الله سبحانه ان يجعله لي ولمن يستفيد منه ذخرا واجرا .
أهمية الإلقاء في الدعوة
للإلقاء اهمية كبيرة كما سبق فهو الوسيلة الأولى التي يمكن للداعية ان يستخدمها لايصال ما يريد ايصاله للاخرين ، ولا تعتبر الوسائل الحديثة والمبتكرة للتواصل مع الغير مغنية عنه وانما هي وسائل مساعدة ينبغي الاستفادة منها واستغلالها .
وقد استخدم اسلوب الالقاء في الدعوة افضل البشر وهم الرسل وعلى رأسهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ودخل الناس بسبب ذلك في دين الله افواجا ، وكذلك استخدمه خلفاء رسولنا وكثير من أصحابه رضي الله عنهم .
بل لا يقتصر امر الاستفادة من مهارة الالقاء على من سبق ذكرهم حيث استفاد منها الرؤساء والزعماء من كل جنس ولون وكانت وسيلتهم في كسب قلوب اتباعهم والتفافهم حولهم ويمكننا ان نقول جازمين انه ما من زعيم او قائد برز اسمه واشتهر ذكره الا وله في فن الالقاء والخطابة نصيب وافر الا ما ندر.
هل يمكنني اكتساب القدرة على الإلقاء الناجح ؟
الجواب بلا جدال نعم ، فالإلقاء الناجح مهارة يمكن اكتسابها كباقي المهارات مثل الخط وقيادة السيارة وغير ذلك ، والانسان العاقل بطبيعته وبما وهبه الله من نعم قادر على اكتساب هذه المهارة مهما كان جنسه ومهما بلغت سنه الا ان يكون لديه مانع عضوي من ذلك كالصغير جدا او من لديه مشكلات حقيقية في النطق.
واكتساب هذه المهارة يحتاج الى بعض المعلومات مع بعض التدريبات التطبيقية وتنمو هذه المهارة مع الزمن ومع طول الممارسة وزيادة المعلومات حولها وحول اتقانها
مفهوم الإلقاء الناجح
الإلقاء الناجح عبارة عن قيام الملقي بنقل بعض معلوماته ومشاعره واحاسيسه عن طريق الكلام الى الملقى اليه مستخدما في ذلك ما يمكن استخدامه من اجزاء جسده ونبرات صوته .
ومن خلال هذا المفهوم المبسط يتضح لنا ان الإلقاء الناجح ليس مجرد تلفظ بكلمات معينة بصوت مسموع ولكنه اكبر من ذلك وأدق حيث يحتاج نجاح الإلقاء إلى عناصر مهمة من أبرزها /
1- وجود مشاعر و أحاسيس و معلومات لدى الملقي :
وهذا يعني ان لابد ان يتفاعل الملقي اولا مع ما يريد القاءه وان يكون له اهمية في نفسه وان يتأثر به قبل ان يؤثر في غيره مع وجود المعلومات الكافية حول الموضوع الذي يريد الكلام حوله
2- الكلام :
وهو وسيلة الإلقاء الأساسية ويتعلق بالكلام عدد من الأمور لابد من توفرها لنجاح الإلقاء فمنها وضوح الصوت وسلامة تركيب الكلمات وغير ذلك
3- استخدام بعض أجزاء الجسد في الإلقاء :
وذلك كاليدين وتعبيرات الوجه وحركة الجسم بحسب الموقف والموضوع الملقى .
4- نبرات الصوت :
حيث ان نبرة الصوت من الأشياء المهمة في الإلقاء فالصوت الخافت البطئ يجلب النوم ومثله الصوت الذي يكون على وتيرة واحدة ، والصوت القوي السريع يجلب النشاط والانتباه ، كما ان بعض نبرات الصوت تجلب الحزن وبعضها تجلب الفرح .
و سيأتي ان شاء الله مزيد من الإيضاح لهذه الامور في ثنايا الدورة .