النار وعذابها...
الناربعيد قعرها وذلك أن الحجر إذا ألقي من أعلاها احتاج إلى آمادا طويلة حتى يبلغ قعرها، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ سمع وجبة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( تدرون ما هذا ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم. قال : هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفا، فهو يهوي في النار إلى الآن
كذلك يأتي بالنار من الملائكة في يوم القيامة ، فقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم مجيئ النار يوم القيامة ، الذي يقول الله فيه : ( وجيئ يومئذ بجهنم ) ، فقال : ( يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك ) رواه مسلم ولك أن تتخيل عظم هذا المخلوق الرهيب الذي احتاج إلى هذا العدد الهائل من الملائكة الأشداء الأقوياء ولو حاولت أن تحسبها لوجدتهم 4 مليار و 900 مليون ملك الذين لا يعلم مدى قوتهم إلا الله تبارك وتعالى .
وأخرج الترمذي من حدبث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الحميم ، ليصب على رؤوسهم فينفذ حتى يخلص إلى جوفه فيسلت ما في جوفه ، حتى يمرق من قدميه ، وهو الصهر ، ثم يعود كما كان ) .
وفي الصحيحين عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يقول الله لأهون أهل النار عذابا يوم القيامة : لو أن لك ما في الأرض من شيء أكنت تفتدي به ؟ فيقول: نعم . فيقول : أردت منك أهون من هذا وأنت في صلب آدم أن لا تشرك بي شيئا فأبيت إلا أن تشرك بي )
وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن أدنى أهل النار عذابا ينتعل نعلين من نار يغلي دماغه من حرارة نعليه )
وفي صحيح مسلم عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة ، فيصبغ في النار صبغة ، ثم يقال : يا ابن آدم ، هل رأيت خيرا قط ؟ هل مر بك نعيم قط ؟ فيقول : لا والله يارب )
لما كانت النار دركات بعضها أشد عذابا وهولا من بعض كان أهلها متفاوتون في العذاب ، ففي الحديث الذي يرويه مسلم أحمد وأحمد عن سمرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في أهل النار ( إن منهم من تأخذه النار إلى كعبيه ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه ، ومنهم من تأخذه إلى حجزته ، ومنهم من تأخذه إلى ترقوته) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
تخيل الجبال يجعلها الله هباءً منثورا ، لا إنها حقيقة !!!
ولا تغتر بكثرة الحسنات فقد تهلك بسبب ذنوبك !!! قال عليه الصلاة والسلام :
( لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بأعمال أمثال جبال تهامة بيضاء، فيجعلها الله هباء منثورا قال ثوبان: يا رسول الله ! صفهم لنا، جلهم لنا ؛ لا نكون منهم ونحن لا نعلم . قال: أما إنهم إخوانكم، ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ) .
فهؤلاء الذين ينتهكون المعاصي في عدم وجود الرقيب في نظرهم مثلاً كالأب أو الأخ الكبير أو شيخ يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر قد يهلكون فإياك ياأخي أن تكون منهم فالله أحق أن تخشاه .
|