رأيتها هناك مستقرة بهدوء..
على زهرة جوري بألوان الشروق...
ترسل ألحانا سلختها من جسد العشق المرمري..
وألقت بها نسمات الهواء لتتراقص معها..
وقفت... لأنصت للحنها.. واشتم عبق حبها..
شعرت بي فتوقفت..وهي تنظر لي مندهشة..
أما أنا فقد طرت مع ألحانها ونسماتها..
انتقلت بي الى عالم آخر ...عالم تكونت فيه قصة حبي..
وارتسمت على مياهه صورة حبيبي الراحل...
وهناك يقف قمر حبنا شامخا..معلنا انكسار راية الغدر..
مفتتحا حياة الأمل والسعادة..
ظللت أطير بين جدران أحلامي وانتقل على شريط ذكرياتي..
حتى شعرت بتوقف انسيابها..
ففتحت عيني فإذا بي أراها ترنو لي بنظراتها المندهشة..
ابتسمت في خجل..فألحانها أودت بي إلى فوهة عميقة من ماض أحاول كسره..
لكنه من كسرني..
سألتها؟؟
أيا فراشة العشق المشرقة..أنت هنا ترسلين ألحانك ..
فتستقبلها قلوبنا العاشقة.. ونتراسلها على مرآى من عينيك العسليتين..
فلم تكتب لنا النهاية قبل البداية؟؟
لم نخلع ثوب الورد الأحمر قبل أن نغلق أكمامه؟؟
ابتسمت لي ووضعت جناحها المخملي الناعم على وجنتي..
لتمسح دمعتي..
ثم رفعت جناحها وهي تتأمل قطرة من دموعي التصقت بها..
قطرة متلألأة..
ثم تنهدت قائلة...
أيها القلب العاشق الرقيق..
يامن تربعت بين جدران الحب .. وسرت فيه بسعادة..
دون أن تعرف حقيقته..
أيها القلب ..أنت ترى ابتسامتي الصفراء التي تتوهم السعادة..
فتعتقدها فرحي..
ولكنها سعادة زائفة...أحاول بها أن أضع البلسم على قلوبكم....
أحاول أن انحت تماثيل البداية كرمز لكم دون نهاية تتألمون منها..
حبيبتي.. إن قلوبكم مازالت هشه..
ترسم خيالا قبل أن تلد الواقع...
فاصبري.. فحبيبك إن كان الصدق عنوان حبه سيعود..
ولن يجعل الالم والدموع نهاية لبداية لم تبدأ..
أغمضت عيني لأستشعر كلماتها ..لأعرف موقعي منها ...
فعرفت الكثير ...عرفت أن توهان مشاعري..
ماهي إلا ضريبة جرح لقلب لازال ينزف...
جرح قديم ولد جراحا استقرت في اعماقي...
وتغلغلت في كياني.. فجعلتني كدمية .....
مجرد دمية...
فتحت عيني لأزيل الإنكسار من رأسي...
فلم أجدها ...
تلفت حولي .. فلم أجد أحدا ...
تساءلت..
أي سراب أنت .. ملكت قلبي وأحييت أملا زائفا فيها..
فأنا هنا أكتب لكم توارد أفكاري..
لاني..
ما أنا إلا رذاذ جديد يتكون..
رذاذ تعلم درسا من عشق زائف..
رذاذ قوي لا يستسلم..
فقد علمه الزمن ومن سكن قلبه...
رذاذ المشاعر..
العرض الشجري
