العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > المنتدى العام
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 07-12-2003, 01:31 AM   رقم المشاركة : 1
فهــ2002ـــودي
( وِد ماسي )
 
الصورة الرمزية فهــ2002ـــودي
( كابوسا حقيقيا)

امرأة تبقى محبوسة في مستودع طوال63يوماً بلا تدفئة أو ضوء

لقد كان "كابوسا حقيقيا" ذلك الذي جثم على صدر واندا هدسون. اما انه كابوس حقيقي، فهذا مجرد استهلال لوصف محنة قاسية، ملؤها الرعب والعذاب، كابدتها مصممة صفحات الويب العاطلة عن العمل، عندما ظلت محبوسة لأكثر من شهرين داخل مخزن مساحته 300قدما مربعا، لا حرارة به ولا ضوء ولا خدمات صرف صحي، وكاد الجوع أن يودي بحياتها فيه!
واما انها اجتازت المحنة وبقيت على قيد الحياة، فهذا أمر يرقى إلى المعجزة كما قال ضابط الشرطة ماركوس يونق.
وبدأت مأساة الحبس القريب من الموت في اليوم السابع من شهر اكتوبر الماضي إذ كانت واندا داخل الوحدة رقم 611بمخازن باركوي في موبايل بولاية الاباما والتي اضطرت لاتخاذها مستودعا لتخزين مقتنياتها وجميع اغراضها الدنيوية لأنها فقدت منزلها مؤخرا بعد ان رهنته وحرمت حق استرجاعه من الرهن. في تلك الليلة الشتوية المشؤومة، وقعت الكارثة فجأة، وبلا مقدمات، بينما كانت واندا منهمكة في البحث عن بعض الأوراق الهامة داخل وحدة التخزين. فقد كان مدير المستودع مارا وقتها بالصدفة بجانب المستودع فلاحظ ان بابه الانزلاقي مفتوح جزئيا فأوصده بإحكام ثم مضى في سبيله.
وقالت واندا انها لم تشعر باغلاق الباب لأنها كانت مشغولة وغارقة في البحث خلف بعض قطع الأثاث، ولكنها ما أن تحققت من ان الباب مغلق وهي بالداخل حتى بدأت في الصراخ والاستغاثة وظلت تطرق الباب من الداخل بعنف.
ووصفت واندا تلك اللحظات الرهيبة العصيبة قائلة انها كانت كلها رعبا وذعرا وهلعا. ومضت تقول: "ظللت ازعق واصرخ بعصبية واقرع الباب بشدة، وبصورة متواصلة، ولكن دون جدوى".
وأخيراً، بدأت واندا تستعيد هدوءها ممنية النفس بأن أحدهم سيأتي لا محالة في الصباح ويفك أسرها؛ ولكن جاء الصباح وتلاه صباح وتلاهما صباح ولم يظهر أحد، كما لم تسجل أي زيارة للمستودع.
ومع مرور الأيام، بدأت واندا تزداد عصبية وتوترا، وحاولت واندا ان تفتح الباب عنوة بيديها ولكن المحاولة باءت بالفشل، ولم يتزحزح الباب قيد أنملة؛ ثم انهالت عليه ركلا ورفسا ودفعا وفعلت كل شيء خطر في ذهنها ومع ذلك ظل الباب مغلقا؛ فعاودت الصراخ والصياح بصورة متواصلة طلبا للنجدة والمساعدة، ولكن أحدا لم يسمعها وذلك ان المشكلة كانت تكمن في انه ما من أحد يدري ان واندا، وهي امرأة عاطلة عن العمل وغير متزوجة، كانت محبوسة داخل وحدة التخزين.
ومع هذا، ولحسن الحظ، كانت واندا هدسون تحتفظ ببعض الأغذية، وهي عبارة عن معلبات من صلصة الطماطم والفطر والفاصوليا الخضراء وبالتالي تمكنت من اطعام نفسها بعد ان فتحت العلب بواسطة مقص: كما انها كانت تحتفظ أيضا بمخزون من المشروبات - عصير التوت البري وعصير العنب الأبيض.
ووفقا للمصدر، يتيح النهار داخل المخزن اضاءة تكفي بالكاد لتمكين واندا من امضاء الوقت في قراءة بعض الكتب والمجلات التي كانت تحتفظ بها، وبالتالي لم يكن النهار بالنسبة لها سيئا إلى ذلك الحد، وانما الليل هو الأسوأ، حيث يرخي الظلام الدامس سدوله على المخزن، ولأجل هذا كانت واندا تدعو الله في الليل وتسأله الرحمة والعون.
إلا انه عندما تحولت الأيام إلى اسابيع بدأت ينتاب واندا الشعور بمزيد من اليأس والقنوط، كما بدأت تهيىء نفسها لتقبل فكرة انها ستموت.
وقالت انها كانت تسمع من حين لآخر ما تعتقده انه اصوات لأشخاص بعيدين بالخارج؛ وكانت تصرخ وتولول وتملأ الدنيا حولها زعيقا وعويلا، وبأعلى ما لديها من صوت، وتضرب الباب بكل ما أوتيت من قوة لعل أحدا يسمعها أو تلتقط اذنه صوتها فينقذها ولكنها لم تتمكن من اسماع صوتها لأي كان.
وأصبحت تشعر رويدا رويدا بالجزع والاكتئاب والقنوط إلى ان وصلت مرحلة اليأس التام.
وأضاف المصدر ان درجات الحرارة في ليالي ذلك الشتاء تتراوح بين 30درجة تحت الصفر كحد أدنى و 20درجة كحد أعلى، ولذلك كانت واندا ترتعد برداً أو كانت تتجمد، حسب وصفها، وهي بلا غطاء ولا بطاطين ولا شيء من هذا القبيل بتاتا، وانما استخدمت ملابس أبيها الراحل دثارا تغطي به نفسها في محاولة يائسة لتفادي التجمد حتى الموت.
وللمحافظة على نوع من الصحة والنظافة الشخصية، كانت واندا تتخلص من فضلاتها في عبوات بلاستيكية وكانت تقول في هذا الصدد: "مع انه تصرف همجي، فقد أقدمت عليه"..
ولجأت واندا إلى الترشيد في استهلاك القدر الضئيل من الأغذية التي بحوزتها - مكتفية بقليل من العصير والطعام. وبعد ان نفذ مخزونها من الأغذية بدأت تتناول عبوات الكتشاب والخردل، ثم طفقت بعد ذلك تنبش جميع أدراج الدولاب بحثا عن أي شيء تأكله لتتجنب الموت جوعا، فعثرت أخيرا على حلوى، هي عبارة عن هدية قديمة بمناسبة ذكرى الميلاد فتهللت اسارير وجهها ومسحت دموع الفرح ووصفت الحلوى بأنها أفضل هدية ميلاد تحصل عليها. وأخيرا نفد مخزونها من المشروبات تماما واستسلمت لليأس وفقدت كل أمل.
وبعد ان استبد بها العطش أيما استبداد، حدثت المعجزة فبعد "63" يوما من الحبس - وصلت الاستغاثات الصادرة من واندا بصوت واهن وضعيف إلى اسماع زبون كان يرتاد مخزنا مجاورا لمحبسها. فقد كانت تخشى ألا يسمعها أحد لأنها كانت ضعيفة غاية الضعف وخائرة القوى تماما.
وعند فتحوا لها الباب أخيرا، كانت فرحتها غامرة وظل لسانها يلهج بالشكر لله الذي انقذ حياتها.
وعند نقلها للمستشفى قالت الممرضة قلوريا تيرنر إن وزن واندا نقص من 68إلى 38كيلوجراما، وبلغ طول الظفر من أظافر أصابعها قدماً كاملاً.
اما داخل المخزن، فقد كانت الرائحة نفاذة لدرجة ان رجال الاسعاف اضطروا لاستخدام كمامات للدخول إلى المخزن.
يذكر ان واندا هدسون قاضت أصحاب المخازن للاهمال وحصلت على تعويض قدره مائة ألف دولار - ولكنها سعيدة بكل حال لأنها ظلت حية وفي كامل قواها العقلية.
وقال الضابط بالشرطة المتنقلة ماركوس يونق انه من المدهش ان تحتفظ بصحتها جيدة فالوقت الذي امضته محبوسة داخل المخزن يعد وقتا طويلا بصورة لا تصدق. وأضاف لم اسمع اطلاقا بمثل هذا من قبل.


منقوووول!






 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:50 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية