رجل شكاك .. لا يتقبل النصيحة من أحد .. يحب العزلة ويشك في كل من حوله .. يفسر كل الأمور بدوافعه المريضة .. ويتلفظ بجميع الكلمات الجارحة ويوجه نظرات الاتهام حتى لأقرب الناس منه ..
فما هي الطريقة المثلى للتعامل مع هذه النوعية من الأشخاص ؟!..
يؤدي الشك الذي لا يستند إلى أسباب واقعية إلى تدمير العلاقة الزوجية ، حيث قد يدفع هذا الشعور صاحبه إلى أن يتعامل مع شريك حياته كما لو أنه أحد ممتلكاته التي يحق له التحكم فيها ، من دون أن يلاحظ أنه بغيرته المريضة يؤذي مشاعر شريك حياته وينغص عليه .. فهو يقيده بأحكام جائرة ويتجسس عليه ويتحين الفرص ليقبض عليه متلبساً بجريمة الخيانة .
ولأن الخيانة أمر قد يحدث أحياناً في بعض الزيجات فقد تؤدي اتهامات الزوج المرتاب إلى إثارة الشكوك حول الزوجة البريئة وتلويث سمعتها ظلماً ، وقد يقود الشك الأعمى في الحالات المتطرفة إلى العنف الذي قد يصل إلى قتل نفس بريئة .
وللشك أسباب عديدة .. منها :
الإحساس بعدم الأمان والخوف من فقدان علاقة مهمة .
ضعف الثقة بالنفس والشعور الدفين لدى الشخص المرتاب بأنه غير جديرا بالحب ذاته.
التعرض لخبرات مؤلمة أدت إلى زعزعة الثقة بمن كانوا يمثلون أهمية كبرى في حياة الفرد.
سيطرة مشاعر التملك والاستحواذ وعدم الوعي بحقوق الطرف الآخر وخصوصياته.
الإصابة بـــ " البارانويا " وهو مرض نفسي يعاني صاحبه من الشك المستمر والشعور بالاضطهاد وبأن الآخرين يتآمرون عليه وتوهم العظمة والأهمية .. وهذا يمكن علاجه بالعقاقير النفسية.
وقد تظهر حالة الشك في حالة الشيخوخة أو سوء الظن وتوهم الخيانة وسرعة الغضب والتي تعتبر سمات ثابتة لدى الإنسان الشكاك.. حيث أن المسن يتعرض للعديد من الضغوطات كتدهور الصحة والضعف الجسمي وتقلص العمل والكسب المادي وانحسار شبكة العلاقات الاجتماعية. فإن انعزال المرء عن الآخرين يجعله معرضاً للاضطرابات النفسية
على أية حال فإن الشخص الذي يعاني من الشك المستمر بحاجة إلى الحب والرعاية والاهتمام وعلى المرأة التي تساعده أن تكون هادئة وثابتة وتتجنب الحدة في التعامل معه ، محاولة طمأنته وإحاطته بالحب والابتعاد قدر المستطاع عما يثير ريبته وعليها أن تعاتبه بالحسنى بعد أن يهدأ موضحة له الأضرار النفسية والاجتماعية التي تلحق بها وبمشاعرها وبالأسرة ككل من جراء سلوكه وأن تطلب منه أن يضع نفسه مكانها ويتخيل كيف سيشعر لو أنها تعاملت معه بشك وسوء ظن .
ومن المفيد تشجيعه على شغل وقت فراغه بأنشطة وهوايات نافعة حيث سيساعده ذلك على صرف ذهنه بعيداً عن الوساوس والأوهام ، كما أن قيامه بنشاط نافع سيجعله يشعر بأهميته وفائدة وجوده .وربما يمكن الاستعانة بأحد من الموثوق بهم والمقربين من الزوج للتأثير فيه وإقناعه بخطأ تصرفاته .
وفي حالة فشل هذه الجهود فإنه ينبغي للزوجين التوجه إلى الطبيب النفسي و وشرح الحالة ومعالجتها ، وقد يرفض الزوج فكرة الطبيب النفسي خاصة وأن الهدف منها هو علاجه من الأوهام التي يؤمن بها هو ويصدقها .. وهنا يجدر بالزوجة استخدام شيء من التحايل لإقناعه بأن الهدف من الزيارة هو فحصه للاطمئنان على صحته وللكشف عما يحتاجه من المقويات والفيتامينات ولتصبح أعصابه أكثر هدوءاً .
منقووووووووووول
العرض الشجري
