..
(الحاجة الى الحب )
لعل الناظربعين العقل إلى عالمنا اليوم ، وإلى تفاصيل ودقائق حياتنا،
يدرك على الفور، أن أهم ما ينقصه هو الحب .لقد ساربنا الزمان شوطاً كبيراً
في متاهات هائلة وباتت علاقات ببعضنا خالية من العواطف .صار اعتمادناعلى
التقنيات الحديثة كبيراً فسرقت منا بساطتنا ووقتناالحميم ، الذي كنا نقضيه
مع أهلنا وأصدقائنا.حقا لقد سكن بعض الناس في بيوت كبيرة فخمة، لكنهاباعدت
بينهم،حتى في البيت الواحد فبات الأخ لايدري اين يجلس أخوه .وبات على الأم أن
تبذل جهداً كي ترى كل أولادها .كانت البيوت في مامضى أحلى وأقرب ، وكانت تتعانق
في حميمة رائعة .كان الجار يسمع صرخة الجار المتألم فينجده، وكان أولاد الحارة
كأنهم أولاد عائلة واحدة .مجلس اليوم تشعر فيه وكأنك في حاجة إلى مكبر صوت أوإلى
أن تصرخ ،حتى يصل صوتك إلى الآخرين البعدين عنك ،قلباً و قلباً.
يقول عالم النفس الجليل فاخر عاقل:في مطلع القرن العشرين، كان هناك عالم نفس
اسمه ماكدوغل يقول:إن للإنسان أربع عشرة غريزة، مقابل كل غريزة انفعال ،وهناك
عوائق أمام كل غريزة .الغرئز التي تعرف بأنها صناعة فكرية كاملة منذالولادة لا
توجد عند الإنسان.
إن للإنسان حاجات، للشرب وحاجة للأكل وسواها .وهذه الحاجات تسبب له اندفاعاً وحافزاً
ولذلك ، فان الإنسان لا يمتلك الغرائز وإنما يمتلك الدوافع والحوافز،وأنا أفرق
بينهما لأن الدوافع فيزيولوجية،والحوافز نفسية ، وهي التي تدفع الإنسان إلى العمل
والسعي ، وإلى قضاء الحاجات، التي تبقى مادامت الحياة .فأنت تجوع وتعطش مادمت
حياإن الحاجة الأولى والكبرى للإنسان في قناعتي هي إلى أن يُحبَ أويحب .
وهذا ينطبق على كل أشكال المحبة وأنواعها :
الأب والأم والوطن .إن الدوافع إلى الحب هو الحافز الأول .والأهم في الحياة أن تكون
محبوباً من الآخرين .
لا يكفيك أن تكون غنياً أو صاحب نفوذ بل تريد أن تحب وأن تكون محبوباً ومحترماً..
العرض الشجري
