لكن في بيئة الخلايا المتعطشة للزنك لدى مرضى النوع الثاني للسكري، ليس هناك حارس يكبح الأميلين، فيتكتل بحرية مع جزيئات أخرى.
وتؤدي عملية التكتل هذه، في المحصلة، إلى تشكيل تكوينات شريطية الشكل تسمى
لويفات fibrils، (مفردها لويفة)،
سار الاعتقاد طويلا بأن ذاتها سامة نظرا لارتباط تكوينها بأمراض عدة.
لكن تراكم الأدلة يشير إلى أن مسببات الأمراض الفعلية ربما هي كتل صغيرة تتجمع في عملية تكوين اللويفات الكاملة،
لذلك من المهم فهم عملية التكتل بكاملها، وليس فقط بنية اللويفة النهائية.
وهذا ما حدا برامامورثي وزملائه محاولة فهم أفضل لكيفية تفاعل الزنك مع الإميلين تحديدا،
لعلهم يجدون سبلا لعلاج أو منع النوع الثاني للسكري، وأمراض شيخوخة أخرى.
وكان الباحثون قد توصلوا بالسابق إلى أنه بتقييد الزنك
إلى الأميلين قرب منتصف جزيء الأميلين، يتلوى جزيء الأميلين، مما يعرقل تشكيل كتله السامة.
لكن الدراسة الجديدة أظهرت أن تقييد الزنك بمنتصف جزيء الأميلين يجعل إحدى نهايتي الجزيء،
وتسمى
(ن-ترمينوس) أكثر انتظاما.
ووفق الباحثين، يتطلب بدء الأميلين بتكوين أشرطة اللويفات طرد الزنك من مواقعه،
وهذا الطرد مكلف من حيث متطلبات الطاقة، مما يثبط تشكيل اللويفات.
والزنك -كالأميلين- له طبيعة مزدوجة، ففي أحوال تماثل الظروف خارج خلايا جزر البنكرياس المنتجة للأنسولين
حيث يتكتل أي قدر ضئيل من الأميلين لحظيا، يستطيع الزنك أن يثبط تشكيل اللويفات.
علاجات بالمعادن لكن الظروف داخل الخلايا، تضعف قدرة الزنك على التثبيط، كما تنافسه
عوامل أخرى كالأنسولين مثلا في واجباته كحارس أمن.
وهذا الأمر دفع الباحثين لقول إن سبب ذلك وجود موضعين لتقييد جزيء الأميلين بالزنك،
ويفضل الزنك أولهما بمنتصف جزيء الأميلين، حيث يثبط التقييد تكوين لويفة الأميلين.
لكن عندما تكون مواضع التقييد بمنتصف جزيئات الأميلين مشغولة، يضطر الزنك الطليق للتقييد بالموضع الثاني من جزيء أميلين،
مما يبطل تأثير التقييد بالموقع الأول المانع لتكوين كتل ولويفات الأميلين المؤدية لتلف خلايا جزر البنكرياس المنتجة للأنسولين.
وأمل الباحثون أن تؤدي نتائج هذه الدراسات إلى تسهيل العلاجات بالمعادن للنوع الثاني من السكري،
تماثل علاجات واعدة للزهايمر والأمراض العصبية التنكسية الأخرى المطورة باستخدام المعادن أيضا.
"أهم المأكولات التي يحتوي عليه الزنك:
اللحوم وخاصة الحمراء والمكسرات وثمار البحر والمحار
والبيض والخبز ومنتجات الألبان والحبوب "ويعد الزنك عنصرا أساسيا لحياة البشر والحيوان والنبات.
فهو حيوي بالنسبة للكثير من الوظائف البيولوجية، ويؤدي دورا حاسما في أكثر من ثلاثمائة من الإنزيمات في الجسم البشري،
حيث تحتوي أجسام البالغين ما بين اثنين وثلاثة غرامات من الزنك.
ويوجد الزنك في جميع أجزاء الجسم كالأعضاء الحيوية، الأنسجة، والعظام، الخلايا،
السوائل، كما تحتوي العضلات والعظام على معظم مخزون الجسم من الزنك (90٪).
وينصح الطب بتناول الأطعمة بطريقة متوازنة باعتبارها أفضل طريقة لإمداد الجسم بالزنك،
أما بالنسبة للنباتيين، فإنهم يحتاجون لضعف كمية الزنك أكثر من غيرهم،
ويمكن التحكم في أعراض النقص البسيط في الزنك عن طريق تناول كميات كافية من الزنك يوميا.