العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > الإبداعات الأدبية
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 19-06-2010, 04:07 AM   رقم المشاركة : 1
جسوور
( ود جديد )
 
الصورة الرمزية جسوور
 






جسوور غير متصل

وتتبدل الأشياء

يُصر صديقي على أن يصطحبني إلى أي مكان يُريدُ أن يذهَب إليه ..
بالرغم من أنني رجلٌ بيتوتي يعشَقُ حياة المنزل ! ..
رجلٌ يتهمُه الآخرون بالغُرور .. والبعض الآخر يصفُه بالإنطوائية , والإنعزال عن البَشَر ..
وكأنّ كُلّ مَن لم يَحضُر سهراتهم الليلية قد أصبح بمنأى عن الحياة .. وعن العالم ! ..



أعلم أنهم يصفونني بذلك , و أنني قد أكون وجبةٌ دسمة ينهشونها غيبةً ونميمة ..
وكل ذلك لا يهُمني .. على الأقل أنا أعلم أنني لستُ كذلك .. ولن أكون ! .. وإن كنتُ , فالأمر أيضاً لا يهُم ..
كل مايهُمني أن صديقي هو أفضلهم .. _وإن تظفر بالأفضل دائماً , فإنك ذو حظ عظيم ..
بل أظن أيضاً أنْ لو اكتفى الإنسان بصديقٍ واحد في هذه الحياة عند فساد الكثير لاستراح !_ ..



أجدُني أُحِبُّ أن ألبي رغبات صديقي .. وأؤثِرُها على الكثير من رغباتي ..
حتى أصبَحَ يشغَلُ من فراغي حيزاً كبيراً , أظن أنه يستحقه ! ..
وقد أصبحتُ أمضي الكثير من الوقتِ مُستمِعاً فقط ..
وصديقي لا يَمَل , يُعيد على مسامعي قصةَ حياتِه .. وكثيرٍ من الذَّكريات اللتي لم تطمِسها عجلة النسيان بعد ..



وكم هوَ جميلٌ جداًّ _صدقوني_ أن يكون وجُودَكَ في حياة شخصٍ _يستحق_ أمرٌ مُهم ..
أن تشعُر أن أحداً ما يتنفسُ من خلالِك .. وأنه يتعاطاكَ ليُسكِـنَ بك الآلام .. وأنه يهرُبُ فيك من عالمِهِ الموحش ..
وأن ابتسامة تفاؤلٍ كبيرة ترتسِمُ على وجهِهِ ساعةَ إصغائِك ..
وأنّـكَ تنفُخُ في يأسِهِ من رَوحِ قلبِك الصبور إيماناً بأن القادم أفضل .. وإن لم يكن , فكُل هذه الدنيا لا تستحق ! ..



لقد أدمنتُ ذلك الإصغاء الذي بدى مُمِلاًّ .. وكم حاولتُ أن أُقنعَ صديقي بـ أني أسْعَدُ دائماً بـ "فضفضاتِه" ..
وأنني لم أعُد أهتم هل تصدُق الدنيا في كلامها معي , ووعودها لي أم لا ؟! ..
لم أعُد أستعجلُ أن تتبدل الأشياء من حولي .. فالأشياء ستتبدل حتماً , .. لا محاله ! ..
وستبقى ( متى ) مُعلقَةً بآجالٍ مُسمّـاة في لَوح الغَيبِ المحفوظ ..



وأما أنا , فـإني _من الأعماق_ راضٍ عني تمام الرضا ..
فقد وجدتُ "ذاتي" اللتي كنتُ أبحثُ فيها عنها ! ..
وجدتُها .. وها أنذا أحاولُ _فقط_ أن يجدَ "ذاتهُ" من خِلالي .. ليس إلا ... !
وإنْ يجدْها .. و تتبدل الأشياء .. فـقد وافَقَتْ صفتي إسمي ! ..






التوقيع :


وَامَتُهِنَتْ الْإِنْتِظَارْ يَا أَبِيْ
حَتَّىَ بَدَتْ الْسَّاعَاتِ كَعَجُوزٍ مُنْهَكَةٌ
وَ لَا أَحَدٌ ..

 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:09 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية