ريكلمي بسيط ولكن غيابه يعقد الامور.......

[الخالدي الهلالي]

ريكيلمي استحق بجدارة أن يحمل الرقم ) 10 ( في منتخب الأرجنتين
يستطيع الآن مدرب منتخب الأرجنتين ألفيو باسيلي أن يرد على منتقديه حول اصراره على مشاركة صانع ألعاب بوكا جونيورز خوان رومان ريكيلمي مع منتخب «التانغو»، بعد أن اتضح تأثير غيابه على الفريق في لقائه أول من أمس مع تشيلي ضمن تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة للمونديال والذي انتهى بفوز الأخير بهدف نظيف وهي الخسارة الاولى للأرجنتينيين أمام تشيلي منذ 35 عاماً. وأصر باسيلي على اشراك ريكيلمي في جميع لقاءات الفريق في التصفيات رغم الانتقادات التي تعرض لها لاعب برشلونة وفياريال السابق بسبب عدم ثبات مستواه ، بيد أن اللاعب غاب عن لقاء أول من امس بسبب حصوله على الانذار الثاني ، فلم ينجح المهاجم ليونيل ميسي ورفاقه في زيارة الشباك التشيلية. وعانى ريكيلمي كثيرا قبل موسمين من قرارات مدرب ناديه فياريال الإسباني التشيلي مانويل بيليغريني الذي فضل ركن اللاعب على مدرجات المتفرجين وعدم الاستعانة بخدماته ليصبح اللاعب منبوذا رغم الدور الكبير الذي لعبه بوصول فريقه إلى الدور نصف النهائي ببطولة دوري أبطال أوروبا قبل أن يخسر الفريق أمام أرسنال الإنكليزي بمجموع المباراتين 1-0 في موسم 2005/2006.
وأصر المدرب بيليغريني على تجاهل ريكيلمي رغم الانتقادات الواسعة التي تلقاها من الجماهير ووسائل الإعلام وأبرزها من الأسطورة دييغو مارادونا الذي وصف قرار المدرب بـ «الغريب» طالبا منه الذهاب إلى مصحة نفسية لعلاج العقد والمشاكل النفسية التي يعاني منها. ويعلّق ريكيلمي على قرار بيليغريني باستبعاده عن المباريات: «أنا إنسان بسيط وكل ما أريده هو اللعب مطلع كل أسبوع».وهو تصريح شبيه بمشهد من مسرحية «شاهد ما شفش حاجة» عندما سأل القاضي (نظيم شعراوي) الشاهد سرحان عبدالبصير (عادل إمام) عن معلومات دقيقة حول مقتل جارته الراقصة عنايات أبو سنة في ظروف غامضة بعد سلسلة طويلة من التحقيقات أرعبت الأخير وأجهدته فصرخ سرحان في وجه القاضي قائلا: «يا بيه أنا إنسان بسيط.. مشاكل العصر بتاعتكو دي متهمنيش».
وأبلغ ريكيلمي الذي حجز لنفسه مكانا في تشكيلة التانغو التي تخوض التصفيات المؤهلة إلى مونديال جنوب أفريقيا 2010 رغم عدم خوضه أي مباراة مع فياريال مسؤولي النادي الإسباني بأنهم غير مضطرين لدفع بقية قيمة عقده الذي يمتد لمدة عام ونصف العام، مشيرا إلى أنه بذل جهدا كبيرا حينما عرض نفسه على بوكا جونيور للعب معهم لمدة عام واحد مجانا لأن الانتقال إلى بوكا هو فرصته الوحيدة للعب في كأس العالم. وقدّم ريكيلمي الذي أكمل عامه الثلاثين في 24 يونيو الماضي النموذج الآخر للاعب كرة القدم فهو محترف عندما يلعب، لكنه هاو عند الحديث عن الصفقات التجارية والمقابل المادي، فهو لا يمتلك الحس التجاري الذي يسيطر على معظم النجوم، حيث ان كرة القدم في حياته خارج الحسابات والعقود والأرقام فهي المتعة التي يبحث عنها، وقال «ريكي» في اللقاء الذي أجرته معه مجلة سوبر الإماراتية في 23 مارس من العام 2005: «في حياتي أمران مهمان الأول الاستمتاع بمداعبة كرة القدم، والثاني قضاء أطول فترة ممكنه مع أسرتي، وحتى عندما سئل عن أفضل «ماركات» الأحذية التي يحب اللعب بها قال: أحب أن أرتدي حذاء اسود تعودت عليه منذ أن كنت في بوكا جونيورز». ويعتبر ريكيلمي هو اللاعب الوحيد في المنتخب الأرجنتيني الذي استحق ارتداء القميص رقم عشرة منذ اعتزال مارادونا في العام 1994، رغم الفارق الكبير في المهارات وأسلوب اللعب إلا أن ريكيلمي هو أقرب اللاعبين إلى الشخصية القيادية التي كان يمتلكها دييغو، بالإضافة إلى دوره الكبير في تنظيم وبناء جميع الهجمات التي تبدأ بلمسته الساحرة، ويستحق ريكيلمي على ما يقوم به مع التانغو بأن يطلق عليه مضيق «ريكي» كناية على مرور جميع الكرات على قدميه الساحرتين، ولعل النقد اللاذع الذي تعرض له مدرب الأرجنتين بيكرمان بعد خروج الفريق من الدور ربع النهائي في مونديال ألمانيا 2006 على يد البلد المضيف بركلات الترجيح يبين أهمية وجود ريكيلمي على رأس تشكيلة التانغو، حيث أرجعت الجماهير الأرجنتينية السبب إلى اخراج المدرب لريكيلمي قبل انتهاء الشوط الثاني وهو ما تسبب في خلخلة توازن الفريق وصعوبة إيصال الكرات الصحيحة للمهاجمين ما منح الألمان حرية كبيرة في فرض السيطرة على منتصف الملعب. وشكل «ريكي» مع مواطنه ليونيل ميسي أقوى ثنائي هجومي عرفته البلاد الفضية بعد الثنائي دييغو مارادونا وكلاوديو كانينجا، حيث يتمتع هذان الثنائي بقدرة رهيبة على زعزعة وتحطيم أي دفاع مهما كانت قوته بفضل التفاهم الكبير بينهما إضافة إلى مهارتيهما الكبيرة في التمرير والتحرك دون كرة وهو ما تجلى خلال أولمبياد بكين 2008 عندما قادا الفريق للاحتفاظ بالذهبية الأولمبية، ووصف لاعب وسط الأرجنتين ونادي ليفربول خافيير ماسكيرانو أهمية وجود ريكيلمي وميسي بالفريق: «نحتاج إلى كليهما في الفريق.. فريكيلمي هو المخرج والعقل المدبر.. في حين يستطيع ميسي بمهاراته الخارقة أن يتخطى جميع المنافسين ويفقدهم توازنهم». ويبدو أن البساطة التي يتخذها ريكيلمي شعارا في حياته أثرت كثيرا على طريقته وأدائه داخل الملعب، حيث يعتمد ريكي على أسلوب اللعب البسيط أو «الكلاسيكي» وهو تمرير الكرة بكل سهولة ودقة إلى زميل آخر، وتكرار ذلك وصولا إلى مرمى الخصم. وسأل ريكيلمي ذات مرة عن سبب عدم ثبات مستواه طوال زمن المباريات التي يخوضها فقال: «دلني على لاعب يؤدي 90 دقيقة بالمستوى نفسه بنسبة مئة في المئة، أعتقد أن هذا حدث فقط مع مارادونا.. أما أنا فسعيد بالأسلوب الذي ألعب به».
يبحث ريكيلمي عن البساطة في حياته الشخصية وفي طريقة أدائه داخل الملعب، لكن غيابه عن الأخير غالباً ما يعقد الأمور.








مقالة الكاتب الكويتي غازي شريف الذي يكتب بجريدة النهار الكويتية عن الساحر و الرسام اخوان رومان ريكلمي...


واللة يستر على التاجو الاسبوع القادم والمقالة قديمة شوي في عهد باسيلي مدرب الارجنتين اللي قبل ماردونا لكن نزلت في الوقت هذا بعد تدهور التانجو بغيابة