الرسالة الصوتية التي بثها الإعلام للناطق الرسمي لتنظيم القاعدة المجاهد سليمان أبو غيث والذي أعلن فيها بدء نشاط للقاعدة داخل فلسطين المحتلة حقيقية .. وقد أحدثت هذه الرسالة بلبلة لدى فئات كثيرة من الناس والسبب في ذلك ما سبق إعلان الرسالة من أحداث أعلنت فيها السلطة الفلسطينية القبض على جواسيس ينسبون أنفسهم لتنظيم القاعدة مع أنهم في الحقيقة يعملون لصالح إسرائيل ... وقد كشفت السلطة أدلتها من خلال الرسائل الالكترونية التي تتلقاها تلك الفئة من داخل إسرائيل ...
اللافت في الأمر أن المرجفين استغلوا خطاب القاعدة باعترافها بتواجدها حاليا داخل فلسطين وربطوا بين ما قامت به السلطة الفلسطينية وما ردت به إسرائيل .. فاستوحوا.. أو ربنا قادتهم عبقريتهم الفذة في سبر أطوار المؤامرة وفك رموزها لينتهوا في نهايتها إلى النتيجة الدائمة التي يحورون كل الأحداث لخدمتها وهي أن تنظيم القاعدة يعمل لصالح الموساد وأمريكا !
نعم هذه هي النتيجة في أبحاثهم وتحليلاتهم السياسية الفذة والعبقرية !!
في حين إن تنظيم القاعدة يرى أن رسائله التي يبثها تذهب إلى قلوب وعقول المؤمنين ولا يراقب أعضاء التنظيم التأويلات التي تشاع ... فهم يعملون متى ما رأوا ؟ ويبثون ما يريدون من أشرطة ورسائل إلى العالم دون أن يترقبوا حدثا معينا أو ينتظروا انتهاء حادث منشغلٍ العالمُ به ... لا .. بل إن التنظيم لا يتحين الفرص أبدا ولكن هناك جدولة معينة لما يريد صنعه وبثه لا تتحكم في وضعه أو تغيير هذا الجدول أطراف أخرى ... وعلى ( الكيِّس الفطن ) وليس ( كيس القطن ) معرفته ... بل إن من يعتقد بصدق القاعدة لا ينتظر رأي أطراف الأخرى ... فالفسطاطان منقسمان ولا رأي لأحدهما على الآخر ..
حقيقة تنظيم القاعدة في فلسطين
وهناك شيء ربما يبعث التساؤل عن وجود أعضاء لتنظيم القاعدة داخل فلسطين ... والجواب نعم .. أصبح تنظيم القاعدة موجوداً داخل فلسطين وبأعداد هائلة وهذا الوجود ليس معنويا بل فعلياً وليس رص كلمات أو لعب بالعواطف وهذه هي الحقيقة ... وقد فكرت قبل كتابة هذا الكلام هل ينفع أم يضر ؟ ولكنني لن أذكر أسماء بل معلومات وطرق لم تعد تستخدم الآن ولكني ممن يعلمها علم اليقين ليس لأني أحد المجاهدين ــ جعلني الله منهم ـــ ولكن بحكم علاقاتي في هذا الموضوع ... وبعد طول تفكير رأيت أنه لا ضرر من كشف حقيقة وجودهم الآن فهم داخل فلسطين وهم من أهل فلسطين ... ولكن كيف ؟
منذ عام 97م وكثير من شباب فلسطين يذهب إلى أفغانستان للتدرب على الأعمال العسكرية المنظمة وغير الارتجالية ... والأعمال الاستشهادية ــ بل كثير ممن قام بالعمليات الاستشهادية منذ أكثر من عامين قد تلقى تدريبا في أفغانستان أو تحت يد أحد الأعضاء في فلسطين ــ آلاف الفلسطينيين خرجوا من الأردن ومصر والسعودية واليمن والبحرين والإمارات وعمان خلال عامين وأكثر وأكثرها من 1998 إلى 2001 خرجوا من فلسطين إلى هذه الدول ومنها إلى باكستان وإيران أو مباشرة إلى أفغانستان بدون تأشيرات وكثير منهم وهم الفئة الأكثر تلقوا التدريبات في معسكرات القاعدة بباكستان وكثير منهم شارك في كشمير كاختبارات أولية لمن طالت فترة تدريبهم ثم عادوا إلى فلسطين بدون أن تختم جوازاتهم ... وأقصر مدة زمنية تدريبية ما بين شهر ونصف والشهرين وكانت دورات مكثفة في حين أن أقل الدورات لبقية الأخوان من الدول الأخرى لا يمكن أن تقل عن ثلاثة أشهر ...
هذه حقائق ليس القصد منها فضح الأخوة المجاهدين وفقهم الله ولا فضح معاونيهم.. ولكن ليعرف من يريد أن يعرف ... ولا تخافوا لن يتضرر أحد من المجاهدين الذين يرابطون داخل فلسطين لأنهم فقط ينتظرون الأوامر من قادتهم داخل الميدان وخارجه ... وليس فيه فضح للطريقة التي خرجوا بها أو لأهل الفضل والخير من المجاهدين الذين يقفون في الصف الثاني ممن أعانهم على السفر جوا وبحرا إلى باكستان ــ وهم فئة من المسؤولين في الأمن وبعض العلماء الأفاضل وبعض رجال الأعمال وغيرهم ــ في السابق لأنه لم يعد بمقدورهم الآن حيث تعقدت الأمور وأصبح من شبه الستحيل لا المستحيل تهريبهم وتنظيم ذلك
والله من وراء القصد
ضحية صمت
المملكه العربيه السعوديه
الرياض
العرض العادي
