ما زلتُ لا أعلم ما مشكلة هذا العالم الذي يعبرني طريقاً دائرياً لا أنتهي ولا ينتهي بيَّ !
ما مشكلة كل تلكَ الأشياء والكائنات التي تعبرني بصخب يصيب عقلي بصداعٍ نصفي دائم لم يجد أي علم من العلوم حل لهُ ولن يجد , ولِمَ يحدثُ أن يتشاجر سائق الشاحنة مع مراهقٍ كُل ما قام بهِ هو ممارسة حقه في السرعة إلا أن أرتطم بالشاحنة ! وما ذنب عامود الإنارة ليتلطخ بدماء ذاك المراهق المسكين , هكذا يقولون مراهقْ ولا أدري حقيقةً ما يقصدون بهذا الوصف لأنه وصف تافه حد أنه لا ينتمي لقبيلة الأشياءْ و لم يكن شيئاً بعد أرى الإنسان في العجورِ التي تمارس التسول مهنةً أمام الإشارات الضوئية الحمراء و أمام طفلٍ يُحس بألمِ عصا المعلم لأنه لم يستطع حل مسألة حسابية من النوع البسيط أو في شابٍ يمارس حقه في التوقيع والرسم على ظهر الشوارع المعجبة كثيراً بمهاراته العالية والعالية جداً في القيادة حتى صمتَ وقالوا : تخاصم مع الطريق !
ما مشكلتهم حقاً و لِمَ لا يعبرونَ بصمتٍ ؟
ألا يخشون أن أقفل أبوابي وأخذ إجازة غير منقطعة للأبد و يتوقفون و تتوقف أدوارهم البائسة في هذه المتراكمة التي تأبى إلا أن تجعلهم عابرون وعابرون فقط !
لِمَ كُل شيء يدورْ هنا ؟ يدور هُناك ؟ يدور على الحافة و في المحيط وعلى مقعدٍ في حديقة مهجورة حد الموتْ أو في مشط فتاةٍ أضاعتهُ في ركامِ " الإكسسوارت " لِمَ يدور شيء كهذا ؟ !
أيستحق كُل هذا الألم حقاً ؟!
أكثر الأشياء أحقية في الشكر لا تشكر مع أسفٍ شديد على حالٍ تافه وصل إليه الإنسان الذي يمارس العيش على ظهر تلك الأشياء بلا كلمةٍ شكر واحدة وهي حقاً لا تنتظر منهُ جزاءاً ولا شكورا !
إلا أنه شيء غير لبقْ .. فعلاً !
الحذاء يستحق منا شكراً لأنه يقينا الأرض والرصيف !
الورقة تستحق منا شكراً لأنه تموتُ في حروفٍ ملعونة تولدها أناملنا لتموت ولا تجد طعماً للحياة ولا متعةً للموت !
السيارة التي ننتعلها التي تنقلنا إلى الجامعة إلى الجامع إلى كثير من الأشياء والكائنات , بلا أي تذمر ماذا يحصل أن حدث يوم أضرب فيه وسائل النقل عن العمل إحتجاجا على معاملتكم ما كنتم ستفعلون ؟ " لا أستثني البغال والحمير والخيول " !
كيف ستمارسون حياتكم ؟ و كيف ستمارسكم الحياة ؟ !
ماذا لو كنتم أنتم الطريقْ ؟ ما هذا الدور الذي ستمارسونه ! وكيف ستمارسونهُ ؟
ليس عليكم إلا أن تفعلوه لأن كُل شيءٍ توقف الآن ولن يعمل أي شيء عليكم أن تكونوا كُل شيءٍ لم تكونوه و كل تلك الأشياء التي لم تكنكم هيَّ أنتم اليومْ !
هيَّ تمارس حقها في العيش عليكم كما فعلتم كثيراً جداً وسابقاً جداً وحتى الأمس والآن !
.
ترتديكم هذه الحياة معطفاً ..
ترتديكم هذه الأرض معطفاً !
و أنتم شيء لا تعرفه الأشياءْ
هنيئاً ..هنيئا !
الآن أنتم تعبروني نبضاتٍ لا تنتهي و إن إستترتم خلف كنية زائر أو أي شيء آخر !
إحذروا
العرض العادي
