أعتقِد إنَّ هذا النَّفر كرَّمنَا بهَذِهِ الجُملَة لأننا والحَق يُقَال لسنا(رخُوم)
بل أسوأ من ( رخُوم ) وإذا كان هناك مصطلح آخَر فأنه يلِيق بنا
وألاّ بماذا تفسِّرِين رفض الرَّئِيس المَصرِي حِينَمَا يصُرُّ بِقُوَّة على رفضه
لفَتح مَعبَر رَفَح المنفَذ الوَحِيد لأهلِنَا فِي غزَّة رمز الشَّرَف والعَزة ..
لكَي ينفذوا بجلودهم من وَيلات الصَّوَارِيخ الإسرائِيليَّة ..
وكأنه يقول لهم ( أحسَن ) تستاهلون كل هَذهِ المَأسَاة وهَذَا المَوت
والدَّمَار الذِي يأتِيكُم؟
بِمَاذا تفسّرِي رَفض الزعمَاء العَرَب كافَّة بالتَّصرِيح للمُجَاهدِين ..
لدخُول فلسطين المحتَّلة فلسطِين الجَرِيحَة فَلِسطِن البَاكِيَة ..
لكَي يقفوا صفاً واحِداً مع محمد نزال وخالد مشعَل وكل القادَة ..
في حَركَة (حَمَاس) ..
لينصروا أطفالنا الذِينَ باتوا يرون المَوت أمام أعيُنهُم دون أن يجدوا
من ينصرهُم أو يُواسِيهُم في ضَحَايَاهُم فإلَى مَتَى؟
إلَى مَتَى تظِل الطَّاحُونَة العَسكَرِيَّة تَطحَن كل شَيء فِي ( غزَّة )..
دون أن تفرِّق بينَ مواطِن عادِي يَبحَث عن الأمن والأمَان زز
وعن مواطِن يحمل سِلاحاً وهذا من حقِّه ليحمِي أرضِه؟
إلَى مَتَى نظِل نشَاهِد من خِلال التِّلفَاز تِلك الأشلاء منتَثِرَة ..
على قَارِعَة الطَّرِيق وتِلك الدِّمَاء التِي تَشَبَّعَت وإرتَوَت الأرض منها
وكأني بِهَا تَقول كَفَانِي دِمَاء فلا أرِيد أكثَر من ذلك ..
ونحنُ لاهَم لنَا سِوَى أن نُدِين ونستنكِر ونشجِب أحياناً فَهَل هَذَا
يُفِيد ( غزَّة ) بِشَيء؟
إلَى مَتَى نَرَى فجُوج المُوَاطنِين في كل عواصِم العالم حتَّى الخارِجَة
عن دِين الإسلام تُنَدد وَتَحرِق العلَمَين الإسرائيلِي وَالأمرِيكِي ..
بينَمَا نحنُ في أرض الحَرَمَين لانجروء على تنظِيم مَسِيرَة وَاحِدَة
نعبِّر بها عن مُعَارضَتنَا لمَا يحصُل وكأنَنَا ( رَاضُون ) ومقتنعُون بذلك؟
بَل إلَى مَتَى نظِل نُشِيح بوجوهنا وَنَمسَح دمُوعِنَا ونطأطِيء رؤسِنَا ..
وَكَأنَّ الله سُبحَانه وَتَعَالَى لم يخلق أبطال فِي العالَم الإسلامِي يترجَّلُون
من أماكِنهُم ويُنَادُون بأعلَى صَوتهُم ( حَيَّ على الجِهَاد )؟
إلَى مَتَى نظِل نسكت لما يحصُل وَحَصَل في ( غزَّة ) ونغض الطرف
كي نبعد عن المشاكل . كَي نعيش في سلام . كَي نَكُون فِي وِئَام؟
اننا نحتاج أحياناً إلى أن نؤنِّب أنفسنا أن نعاتبها أن نعاقبها أن نحاسبها
قبل أن يأتي هذا التأنيب والعتاب والعقاب والمحاسبة من أناس ..
لا يَستَحقُّون أن يحاسبونا..أن ينصِّبون أنفسهم على أنهم أفضل منا
في حين نعلم نحن تماماً أنهم أقل من ذلك بكثير ..
ونحتاج ونحتاج .. نعم نحتاج أن نعرف أنفسنا أكثر وأكثر ..
وأن نَسمُو بتفكيرنا أكثر وأكثر .. أن نرتقي بذوقنا أكثر وأكثر ..
بل الأكثر من ذلك كله نحن بحاجة لمن يحل مشاكلنا ويستهلها ..
بدلاً من ان يزيدها تعقيداً .. ويزيد الطين بلة؟
نريد من يخفف من آلامنا ومعاناتنا لا من يزيدها إيلاماً ..
ويفتح جراحاً جديدة نحن في غنى عنها أو ينبش جراحاً قديمة ..
كادت ان تلتئم؟
نحنُ بإختصار لدينا ما يكفينا من الهموم والمشاكل والمعاناة ..
البعض منا بالطبع .. ولا نريد من يأتي ويكمِّل الناقص أليس كذلك؟
وقد يقول البعض ولكنك بطريقتك هذه وفتحك لموضوع كهذا ..
تكون كمن يكمِّل الناقص فينا !!
إذا كنا بالفعل نشعر بحدة المشكلات وشدة الألم وقسوة المعاناة
وقد يكون هذا صحيحاً وربما ورطت نفسي بالفعل دون أن أدري
ولكن حسبي أنه نوع من المصارحة والمكاشفة مع النفس ..
التي نحن بحاجة إليها كي نعرف من نحن .. وما هي الأرض ..
التي تطأ أقدامنا عليها إلى غير ذلك .. من الأمور الأخرى الهامة ..
أو ربما أعتقد بأنني أمون قليلاً عليكِ أستَاذَة ( وِد )؟
ونحن حينما نستخدم سياسة الإنحناء والتنازل والسّكوت وغيرها ..
من تلك السياسات التي نضطر معها إلى خفض رؤوسنا أمام العاصفة
أو التنازل عن جزء غالِ من أحلامنا وطموحاتنا وحقوقنا ..
فهذا يعني أننا انهزاميون أو سلبيون أو أننا أصبحنا ضُعفاء للدرجة ..
التي تمنعنا من المواجهة .. وتجعلنا نتخلَّى عمَّا نملك بإيدِينَا ..
وَحِينهَا لا أجِد وَصف يَلِيق بِنَا سِوَى إنَنَا(رخُوم) وأكثر من(رخُوم)؟
/
/
/
إنتـَــر
أرجوك..
يكفيني ما لدي..
لا أقوى تحمل المزيد ..
فلستُ بناقص ..
لتكمِّل همِّي ..
لتعجِّل بنهايتي ..
/
/
كل ما أطلبه منك ..
أن تترفَّق بي ..
ألاّ تقسو علي ..
ألاّ تصدمني ..
بتصرفات ..
لا أستطيع تقبلها ..
منك أنت؟
وبقرارات ..
لا أقوى عليها بمفردي؟
/
/
وإن أردت أن تكمِّل الناقص ..
فقل لي خبراً لا أريده ..
خبر لا أطيق سماعه؟
أو قل لي قراراً قاسياً؟
لا طاقة لي به..
لم أهيِّئ نفسي له..
لا أعرف كيف أتعامل معه؟
/
/
وإن أردت نهايتي ..
فقل إني لا أريدك؟
لا أريد الإستمرار معك؟
يكفي إلى هنا؟
ولاتُزِيد أكثَر؟
/
/
قل لي إن شئت..
إني راحل عنك..
إلى غير رجعة..
فهذا آخر ما بيننا..
هذا آخر عهدنا..
آخر يوم لنا..
/
/
فإن لم يكن من أجلي..
فمن أجل ما أكنه لك..
في نفسي..
من ود صافِ؟
من أجل ما أحمله لك..
في قلبي.
من حُب صادق؟
من أجل ما اختزنه لك..
في روحي ..
من مشاعر حِلوَة؟
ومن أجل ما أحتفظ به لك ..
في ذاكرتي..
من ذِكرَيات لا تُنسَى؟
ويكفِي مَاخَسَرنَاه؟
.