حطام القلب **********
دائما تأتين متاخره ، وتأتي نارك وقد صار حطام القلب رمادا ، واكتست الدنيا بفراغ المراحل
المتاخره ، ولبست الأرض عشبها الحافي ، وتمادت السماء بأمطارها الحمضية ، والأشياء الجميلة
تكحلت بالرمد.
يا أنت ، أحلامك الوردية تداهمني، فتتجرد أشجاري من أوراق البهجة، أجاهد كي احبك لكن
بحيرة من المسافات المتشظية بالألم تحاصرني ،فاغرق في توجسي ،تغرقين في الكبرياء
الزائفة ، نغرق في احتمالات ناقصة الجمل ، لا نقبض غير الريح، واحتراقات لهيبها الصمت ، أنت
الوحيدة التي تقصين حكايتي لليل،فتصحو أحلامك ، تضع حبات الالق علي أغصان الكلمات
الغبونه .. أنت الوحيدة، تمارسين عاده السرد، ثم لا تشفعين للتصريح الأخير لناطق هربت
عصافير البوح من فيه ، وانطفأ الوميض .
في هذه الليلة اقتحمت جليد الانتظار ،وداهمت وحدتي ، استحضرتك فصرت أخاطب نفسي ، قلت
يا نفسي ، يا أنت ، هذا الليل العنيد يكاد يكون أشبه بمطية ترخي الصهوة وتمنحني الرؤية،
أراك أمراه تقلب في وحدتها تاريخا وارثا ،وتحرك الجمرات بمخلب انتوي شرس ، ثم تبادر إلي
ذر الرماد في عيون الليل كي لا تنصت الجدران لهمس المفاصل، فاصلة بيني وبينك ، زاوية أضيق
من ثقب ابره، لكنها اشد حماقة من لغة الطرشان ، أجاهد كي أغلق نافذة الحوار ، حتى لا
ينسل الغبار إلي صدر فجيعتي ، يذهلنا السيل الجارف ن وأنا أمارس حق الإنصات ، اشعر بان
كتل الثلج تذوب ، وتغدق الكائنات ، بسياحة في بحر تتوحش أسماكه ، ويفضي الأفق إلي نفق
تنكسر فيه الدماء إلي درجة الأنيميا ، اشعر بأنني أخوض حربا باردة إلي درجة التبلد فلا تنمو
في طريقي سوي أعشاب الشوك..
يا أنت ، ليس الحب سوي عصفور يطير فزعا حين نستغني عن تغريده برمية بحجر. يكاد يبكي
الكون ... فماذا يمكن ان تفعل الأغصان كي تستعيد أليفها ؟
وماذا يمكن ان تفعل الوديان حين لا يكون للحياة من مجري؟
يا أنت ...
ها أنت مملكة من ممالك التاريخ ، نسيت كتابا في زاوية من زوايا الانكفاء ، توارت جم القصائد
إذ يسلبك الظن أجمل ألوان التداخل فتدخلين خارجه من فيض أوهام وألام
...عيدني أنكي لي.. أعدكي بأني لكي من مفصلي حتى مفصلي
******************
******************************
دمتم و دام تواجدكم