نتكلم اليوم عن المذنبات والنيازك والشهب والاجرام السماوية وقبل ان ابد بالمذنبات تأملوا معي هذه الآية
قال تعالى :( رب المشرقين ورب المغربين )وتأملو ايضا في هذه الآية( فلا اقسم برب المشارق والمغارب انا لقادرون )الآية تتكلم عن مشرقين ومغربين والآية الثانية تتكلم عن اكثر من مشرق ومغرب علماء السلف فسروها بمشرق بالصيف ومشرق بالشتاء الفرق بينهما ان المشرق بالصيف يختلف عن المشرق بالشتاء بدرجة وزاوية قليلة وكلامهم صحيح ليس غلط ولكن نظيف عليهم ايضا بأن العلماء اليوم اكتشفوا شئ عجيب وجدوا كوكب يدور على شمسين ويقول العالم ان هذا الكوكب له مشرقين ومغربيت واكتشف ايضا كوكب له ثلاثة شموس اي ثلاثة مشارق وثلاثة مغارب وكوكب باربعة شموس حتى وصلوا الى كوكب له ستة شموس ولم يكتشفوا كوكب اكثر من ستة شموس.
فسبحان الله و الله أكبر فالله اقسم قبل الف واربعمائة سنة عن هذه المشارق والمغارب
يقول تعالى ( وانا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا , وانا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا )
نحن يالمسلمون نعلم ان الجن سبقت وكالة ناسا الى السماء بزمان بعيد فعلماء الفلك يشعرون بالرعب من هذه المذنبات وان الفضاء يعج بالاجرام السماوية والنيازك المحمولة بطاقة جبارة تفوق كل مخزون العالم من السلاح الننوي
الباحثون يمتلون رعبا من هذه المذنبات المحتشدة حول الارض وفي حالة ارتطامها ينتج وكانة سحابة من جهنم وسرعتها تبلغ مائة مليون ميجا تون من مادة شديدة الانفجار
في عام 1908 في سيبيريا سقطت حصاة كونية بقوة تفجير 2 ميجا تون فقط فا حرقت دائرة محيطها 70 كيلو متر ونيران اضاءت لها قارة اوروبا انظرو اسفل الى الصورة
ويعتبر هذا الحجر صغير ورغم ذلك احرق الناس على بعد 60 ميلا فحفر حفرة 700 ميلا وكان قطرة مابين 30 -300 قدما
وتأمل في هذا الآية يقول تعالى ( وانا لا ندري اشر اريد بمن في الارض ام اراد بهم ربهم رشدا )
ويقول تعالى ايضا ( أأمنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمور . ام امنتم من في السماء ان يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير )
اللهم احفظنا ولا تورينا قوتك .
ان الشهاب الثاقب هول بوب يندفع بسرعة 43,000 ميل في الساعة وهو اعظم مذنب قد يعترض الارض !
الشهاب المرعب سويفت تاتل قد شوهد المرة الماضية في عام 1862 وانة سوف يعود في عام 2126 بعد طول عمر ان شاء الله واذا ارتطم في الارض يمسح كل اثر على وجة الارض
والله تعالى قد اقسم على المذنبات في قوله تعالى ( فلا اقسم بالخنس الجواري الكنس )
الخناس / هو الاشياة اللتي تغيب فمثلا الشيطان يوسوس ولكن لا نراه يوسوس وهو مختفي
الكنس / هي المذنبات هو شي الذي يكنس فمثلا مذنب هالي يذهب الى مسافات بعيدة لا نراها ثم يظهر مرة اخري بعد كل 76 سنة يبلغ طولة 100 مليون ميل وينتشر في الفضاء وكأنة يكنس فعندما نرجع الى الآية ونتأمل فيها بأن هذه الكنس يختفي وفي نفس الوقت يكنس الفضاء
وقد يكون المذنب في بعض الحالات طويلا جدا , فمثلا المذنب الذي ظهر في عام 1843 كان له ذيل يبلغ في طوله المسافة ما بين الشمس والمريخ والتي تقدر بـــ 228 مليون كيلو مترا لكن عندما يبتعد المذنب عن المجموعة الشمسية فهذا الذنب يتلاشي قليلا قليلا حتى يختفي تماما
القمر والشمس
وجدوا العلماء أن القمر يسير بسرعة 18 كيلو مترا في الثانية والواحدة والأرض 15 كيلومترا في الثانية والشمس 12 كيلومترا في الثانية .. الشمس تجري والأرض تجري والقمر يجري
قال الله تعالى ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) عليّ يجري ومحمد يسير بمنازل وعليّ لا يدرك محمدا ما معنى هذا ؟معناه أن عليّا يجري ومحمد يجري ولكن عليّا لا يدرك محمدا الذي يجري
الله يقول : ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ) ثم قال : ( لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ ) يكون القمر قبلها أم لا ؟ .. القمر قبلها وهي تجري ولا تدركه وتجري ولا تدركه لأن سرعة القمر 18 كيلومترا والأرض 15 كيلو مترا والشمس 12 كيلومترا فمهما جرت الشمس فإنها لا تدرك القمر ولكن ما الذي يجعل القمر يحافظ على منازله ؟وكان من الممكن أن يمشي ويتركها ؟وجدوا أن القمر يجري في تعرج يلف ولا يجري في خط مستقيم هكذا ولكنه جري بهذا الشكل حتى يبقى محافظا على منازله ومواقعه تأملوا فقط في هذه الحركة القمر , الشمس , الأرض , النجوم تجري لو اختلف تقدير سرعاتها.. كان اليوم الثاني يأتي فنقول : أين الشمس ؟نقول والله تأخرت عنا عشرين مرحلة !ويجئ بعد سنة من يقول : أين الشمس ؟نقول : والله ضاعت !من أجرى كل كوكب ؟( وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) يسبح ويحافظ على مداره ويحافظ على سرعته ويحافظ على موقعه صنع من؟ذلك تقدير العزيز العليم !هل هذا تقدير أم لا؟وهل يكون التقدير صدفة ؟
.. لا إن التقدير يكون من إرادة مريد .. هذا التقدير من قويّ .. من قادر سبحانه وتعالى وضع كل شئ في مكانه وأجراه في مكانه
ضياء الشمس ونور القمر
لقد فرق العزيز الحكيم في الآية الكريمة ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا ) بين أشعة الشمس والقمر , فسمى الأولى ضياء والثانية نورا . وإذا نحن فكرنا في أستشارة قاموس عصري لما وجدنا جوابا شافيا للفرق بين الضوء الذي هو أصل الضياء والنور , ولوجدنا أن تعريف الضوء هو النور الذي تدرك به حاسة البصر المواد . وإذا بحثنا عن معنى النور لوجدنا أن النور أصله من نار ينور نورا أي أضاء . فأكثر القواميس لا تفرق بين الضوء والنور بل تعتبرهما مرادفين لمعنى واحد . ولكن الخالق سبحانه وتعالى فرق بينهما فهل يوجد سبب علمي لذلك
دعنا نستعرض بعض الآيات الأخرى التي تذكر أشعة الشمس والقمر . فمثلا في الأيتين التاليتين ( وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ) ( وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا * وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا )
نجد أن الله سبحانه وتعالى شبه الشمس مرة بالسراج وأخرى بالسراج الوهاج والسراج هو المصباح الذي يضيء إما بالزيت أو بالكهرباء . أما أشعة القمر فقد أعاد الخالق تسميتها بالنور وإذا نحن تذكرنا في هذا الصدد معلوماتنا في الفيزياء المدرسية لوجدنا أن مصادر الضوء تقسم عادة إلى نوعين : مصادر مباشرة كالشمس والنجوم والمصباح والشمعة وغيرها , ومصادر غير مباشرة كالقمر والكواكب . والأخيرة هي الأجسام التي تستمد نورها من مصدر آخر مثل الشمس ثم تعكسه علينا .
أما الشمس والمصباح فهما يشتركان في خاصية واحدة وهي أنهما يعتبران مصدرا مباشرا للضوء ولذلك شبه الخالق الشمس بالمصباح الوهاج ولم يشبه القمر في أي من الآيات بمصباح . كذلك سمى ما تصدره الشمس من أشعة ضوءا أما القمر فلا يشترك معهما في هذه الصفة فالقمر مصدر غير مباشر للضوء فهو يعكس ضوء الشمس إلينا فنراه ونرى أشعته التى سماها العليم الحكيم نورا .
ومن العجيب!!حقا أننا لم نستوعب هذه الدقة الإلهية في التفرقة بين ضوء الشمس ونور القمر , فكان المفروض أن نفرق بين الضوء والنور ونسمى الآشعة التي تأتي من مصدر ضوئي مباشر بالضوء وتلك التي تأتي من مصدر ضوئي غير مباشر بالنور ولكنا خلطنا لغويا بين الضوء والنور , واقتصرنا في العلوم على استخدام كلمة الضوء ونسينا مرادفها وهو النور والسبب واضح ففي الإنجليزية والفرنسية بل والألمانية - وهي اللغات التي جاءت عن طريقها العلوم الحديثة - لايوجد إلا مرادف واحد لهذا المعنى وهو بالترتيب
ولم يخطر ببالنا أو ببال المترجمين أن اللغة العربية أغـنى منهم وأدق فـفيها مرادفين لهذه الكلمة يجب أن نفرق بينهما تبعا لنوعية مصدر الضوء سواءً أكان مباشراً أو غير مباشر .
فيلما سينمائيا أعدته شركة أمريكية عن الجهود الأمريكية لغزو القمر - وعنوان هذا الفيلم " خطوة عملاقة لاكتشاف جيولوجيا القمر " ومن أول الفيلم إلى آخره يعرض كيف تمكن العلماء الأمريكان من أن يكتشفوا أن القمر كان مشتعلا من قبل , وأنه كان كتلة مشتعلة ثم بردت , وكيف دللوا على ذلك بأن أرسلوا أجهزة إلى القمر لقياس الموجات واحدثوا موجات صوتية وتحركت الموجات في باطن القمر ,
وأن قلبه مازال مشتعلا حتى الآن وأخذوا عينات الصخور من باطنه ومن المرتفعات ومن الجبال والوديان التي بالقمر , وحللوا ودرسوا فوصلوا إلى نتيجة أن القمر كان يوما ما مشتعلا وأنه انطفأ فـقلت في نفسي أحسن ما يكون عـنوان لهذا قول الله سبحانه وتعالى أو هو تفسير قول الله ( وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة ) الإسراء : 13 قال علماء المسلمين منهم ابن عباس وغيره :آية الليل القمر وآية النهار الشمس أما ( فمحونا آية الليل ) فقال لقد كان القمر يضيء ثم محي ضوءه ( فمحونا آية الليل وجعلنا آيةالنهار مبصرة ) لذا يقول الله جل وعلا ( تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا )
لو كان هذا القرآن من عند محمد .. من عند بشر لقال وجعل فيها : سراجين . سراج بالنهار وسراج بالليل . سراج حار وسراج بارد , ومن يكذبه ؟ولكنه من عند العليم الحكيم قال : وجعل فيها سراجا . أي الشمس وقمرا منيرا وذكر إنارة القمر بعد ذكر السراج يدل على أن القمر يستنير بنور السراج . فسبحان الله العظيم
الشمس نجمنا العجيب
تعد الشمس اقرب النجوم إلينا وتحوي من الأسرار والغرائب اكثر بكثير مما اكتشف , وان طبيعة شمسنا ككرة غازية ملتهبة بدلا من أن تكون جسما صلبا جعل لها بعض الحقائق العجيبة منها : إنها تدور حول محورها بطريقة مغايرة تماما لطريقة دوران الكواكب الصلبة , فوسط الشمس " خط استوائها " يدور حول المحور دورة كاملة في 25 يوما بينما تطول هذه المدة في المناطق شمال وجنوب خط الاستواء حتى تصل إلى حوالي 37 يوما عند القطبين , أي أن الشمس في هذه الحالة تدور وكأنها تفتل فتلا وطريقة دورانها تسمى
ولعل هذه الحركة التي وصفها ابن عباس عندما قال عن الشمس إنها تدور كما يدور المغزل , وهذا بالتالي يؤدي إلى تداخل خطوط القوى المغناطيسية الموجودة على سطها بطريقة معقدة جدا وهذه بدورها ومع مرور الزمن تؤثر بشكل قوي على ظهور بعض الظواهر الشمسية مثل الكلف الشمسي
وتنتفض الشمس وتهتز مثل " الجيلي " جاء هذا الاكتشاف في دراسة أعدت سنة 1973 عندما حاول العالم
قياس قطر الشمس بين القطبين وعند خط الإستواء ليتأكد اذا كان هناك أي تفلطح للشمس , أي أن قطرها عند القطبين أقل منه عند خط الاستواء والعكس صحيح فأطلق التعبير أن الشمس تهتز مثل " الجيلي" إلا أن هذا الاهتزاز مسافته لا تزيد عن 5 كيلومتر وبسرعة 10 أمتار في الثانية وهذه بالطبع تحتاج إلى أجهزة بالغة في الدقة والتعقيد لاكتشافها ثم اكتشف بعد ذلك فريق من العلماء الروس والبريطانيين سنة 1976 بان هناك " اهتزازات " أخرى
للشمس إحداهما تحدث كل خمسين دقيقة والأخرى تحدث كل ساعتين وأربعين دقيقة , واصبح الان ما يسمى بعلم " الزلازل الشمسية " ذا أهمية قصوى في علم الفلك لتعلم أسرار الشمس والتي مازال هناك الكثير لفك اسرارها وخفاياها
انسلاخ النهار
لقد كشف العلم الحديث أن الليل يحيط بالأرض من كل مكان , وأن الجزء الذي تتكون فيه حالة النهار هو الهواء الذي يحيط بالأرض , ويمثل قشرة رقيقة تشبه الجلد , و إذا دارت الأرض سلخت حالة النهار الرقيقة التي كانت متكونة بسبب انعكاسات الأشعة القادمة من الشمس على الجزئيات الموجودة في الهواء مما يسبب النهار , فيحدث بهذا الدوران سلخ النهار من الليل والله يقول : ( وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ )يس : 37
إن القرآن الكريم لم يأت بالدلائل التي تؤكد لنا أن الأرض كروية في آية واحدة ... بل جاء بها في آيات متعددة .. لماذا ؟.. لأن هذه القضية كونية كبرى .. ولأن الكتب القديمة التي أنزلها الله قبل القرآن الكريم قد حرفت بشريا .. فأوجدت تصادما بين الدين والعلم .. ولذلك يأتي القرآن الكريم ليعطينا الدليل تلو الدليل على كروية الأرض :
يقول الله سبحانه وتعالى : ( لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) سورة يس : 40 .. الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة يرد على اعتقاد غير صحيح كان موجودا عند العرب وقت نزول القرآن .. ويجئ الحق ليصحح هذا الاعتقاد الخاطئ فيقول : ( اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ) أي أنكم تعتقدون أن النهار لا يسبق الليل .. ولكن الله يقول لكم : إن الليل أيضا لا يسبق النهار .. ومعنى أن النهار لا يسبق الليل وأن الليل لا يسبق النهار .. أنهما موجودان معا على سطح الكرة الأرضية ..
وحيث إنه لم يحدث تغيير في خلق الكون أو في القوانين الكونية العليا بعد أن تم الخلق .. بل بقيت ثابتة تسير على نظام دقيق حتى قيام الساعة .. فلو كانت الأرض على شكل هندسي آخر مربع أو مثلث أو غير ذالك .. لكان في ساعة الخلق وجد النهار أولا .. ولكن لا يمكن أن يوجد الليل والنهار معا في وقت واحد على سطح الكرة الأرضية .. إلا إذا كانت الأرض كروية .. فيكون نصف الكرة مضيئا والنصف الآخر مظلما .
ولكن الله سبحانه وتعالى أراد أن يؤكد هذا المعنى .. فذكر آية أخرى تحدد معنى كروية الأرض ودورانها فقال جل جلاله : ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ) سورة الفرقان : 62 .. ما معنى خلفة ؟ ... معناها أن الليل والنهار يخلف كل منهما الآخر .. فمثلا في الحراسات المستمرة .. تأتي نوبة حراسة لتخلف نوبة سبقتها ثم تأتي النوبة الثالثة لتخلف الثانية وهكذا .. وإذا فرضنا أن مصنعا يعمل أربعا وعشرين ساعة متوالية .. فأنه يكون هناك أربع ورديات تخلف كل منهما الآخرى .. ولكننا لا بد أن ننتبه إلى أنه في كل هذه النظم .. لا بد أن تكون هناك وردية هي التي بدأت ولم تخلف أحدا .. فإذا قررنا وضع الحراسة على مكان فإن الوردية الأولى التي تبدأ الحراسة لا تخلف أحدا لأنها البداية . وإذا بدأنا العمل في المصنع فإن الوردية الأولى التي افتتحت العمل لم تخلف أحدا لأنه لم يكن هناك في المصنع عمل قبلها .. وهكذا في كل شيء في الدنيا .. يخلف بعضه بعضا ..
تكون البداية دائما وليس هناك شيء قبلها تخلفه .. ولكن الحق سبحانه وتعالى قال : ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً ) ومادام الله هو الذي جعل فلا بد أن يكون ذلك قد حدث ساعة الخلق .. فأوجد الليل والنهار خلفة على الأرض ولكننا كما أوضحنا .. فإن ساعة البداية في كل شيء لا يكون فيها خلفة .. أي لا يخلف شيء شيئا قبله .. فهذه هي البدايات .. ولكن الله يقول لنا : إنه في ساعة البداية كان الليل والنهار خلفة .. إذن فلا بد أن يكون الليل والنهار قد وجدا معا ساعة الخلق في الأرض .. بحيث أصبح كل منهما خلفة للآخر .. فلم يأت النهار أولا ثم خلفه الليل .. لأنه في هذه الحالة لا يكون النهار خلفة بل يكون بداية .. ولم يأت الليل أولا ثم يخلفه النهار لأنه في هذه الحالة لن يكون الليل خلفه بل يكون بداية ولا يمكن أن يكون الليل والنهار كل منهما خلفة للآخر إلا إذا وجدا معا ونحن نعلم أن الليل والنهار يتعاقبان علينا في أي بقعة من بقاع الأرض ..
فلا توجد بقعة هي نهار دائم بلا ليل .. ولا توجد بقعة هي ليل دائم بلا نهار .. بل كل بقاع الأرض فيها ليل وفيها نهار .. ولو أن الأرض ثابتة لا تدور حول نفسها .. ووجد الليل والنهار معا ساعة الخلق فلن يكونا خلفة ولن يخلف أحدهما الآخر .. بل يظل الوضع ثابتا كما حدث ساعة الخلق .. وبذلك لا يكون النهار خلفة لليل ولا الليل خلفة للنهار .. ولكن لكي يأتي الليل والنهار يخلف كل منهما الآخر .. فلا بد أن يكون هناك دوران للأرض لتحدث حركة تعاقب الليل والنهار .. فثبوت الأرض منذ بداية الخلق لا يجعل الليل والنهار يتعاقبان .. ولكن حركة دوران الأرض حول نفسها هي التي ينتج عنها هذا التعاقب أو هذه الخلفة التي أخبرنا الله سبحانه وتعالى بها إذن فقول الحق سبحانه وتعالى : ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً ) يحمل معنيين المعنى الأول : أنهما خلقا معا .. فلم يسبق أحدهما الآخر .. وهذا إخبار لنا من الله سبحانه وتعالى بأن الأرض كروية .. والمعنى الثاني : أن الأرض تدور حول نفسها .. وبذلك يتعاقب الليل والنهار.
الله اعلم منقول
وإن شاء الله عن قريب سوف اذكر اعجاز خلق البشر وارجوا من الله العلي القدير ان يوفق بما في الخير على امة محمد صلى الله عليه وسلم
دعواتكم