ندرك أن البعض قد يرى تقنية نقل الإحساس باللمس عبر أرجاء الأرض بالإنترنت ضرب خيال، لكن عندما يشطح بنا الحديث عن إنترنت بين الكواكب "Interplanetary Internet"، يصعب أن نتصور ما الذي يمكن تذهب إليه أذهان هؤلاء.
فعندما سمع الدكتور أدريان هوك -وهو عالم متخصص في معمل الدفع النفاث لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" بكاليفورنيا- عن مسألة نقل الإحساس باللمس عبر الإنترنت، أثارته وتحمس لها.
فالدكتور أدريان يرأس فريقا يبذل جهودا لتطوير معايير قياسية يمكن باتباعها بناء شبكة إنترنت بين الكواكب تربط الأقمار الصناعية السابحة حول الكواكب Galaxy Wide Web، وكل إنسان يدب فوقها، وسفن الفضاء، وأي معدة فضائية أخرى، واستقبال كافة البيانات الواردة من تلك "الفضائيات" عن هوائيات "antennas" عملاقة، طبعا لأغراض علمية.. وعسكرية.
ويقول الدكتور هوك بأن مفهوم التواجد في الفضاء سوف يسود خلال الـ15 عاما المقبلة، ونحن نستقبل بيانات بشكل ما من إنسان يدب فوق المريخ مثلا، لكن باستخدام تقنية الإحساس باللمس، سوف ننتقل لآفاق أخرى، فبدلا من الصورة التي ينقلها "الروبوت" أو حتى الصوت، يمكننا أن نحس -إحساسا- ونحن فوق الأرض بجولاته فوق سطح المريخ و"دبيبه"، نحس بالتضاريس.. صحيح سوف نكون أقرب لبيئة الخيال، ونحن في بيئة تقترب من الخيال الافتراضي، وهي خبرة لها فوائدها العلمية الجمة.
وقد يدفع البعض مثلا 6 دولارات ليمسك بحجر من المريخ "على سطح المريخ" وهو يقف بقدميه على الأرض.
نعود للتحديات التي تعترض المصممين والمبرمجين وهم يخطون خطواتهم الأولى على ذلك الطريق، وأولها "الفروق الزمنية" أو لنقل ببساطة عامل "الزمن"، فالبيانات سوف تنتقل عبر الفضاء السحيق من نقطة إلى أخرى في زمن وليس في التو.
وللتقريب فإن البيانات التي يتم تبادلها على الأرض بشكل "آني" أي في "اللازمان" تقريبا، سوف تحتاج لما يقترب من ثمن ثانية للوصول للقمر، وقد تأخذ دقائق للوصول لكواكب أخرى، وقد تمتد لساعات كلما بعدت هذه الكواكب خاصة التي يتعدى منها مجرتنا؛ مجرة "درب التبانة"، وهذا الوضع يخلق فرصا متزايدة لحدوث أخطاء عديدة أثناء انتقال البيانات.