السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
(( الليبراليون الجدد (!) و المجتمع المدني ..!!))
كثيرة هي تلك الشعارات الجوفاء التي يدعي أصحابها ـ جهلاً أو زوراً (!) ـ أن الحرية و العدالة و المساواة و تكافؤ الفرص و إستقلال السلطات لا يمكن لها و لا ينبغي بها أن تتمثل واقعاً ملموساً إلا من خلال (تمدين المجتمع) (!) و (لبرلة الألباب) ..!! ، و الثوران على العقائد (!) و التقاليد ..!! ، و تخضير الخطوط الحمراء (!) سواء كانت دينية (!) أو سياسية (!) أو إقتصادية (!) أو إجتماعية ..!!، فأي معمعة يـُراد لنا (!) ـ و لو من على ظهور الدبابات الأنجلوأمريكية (!) ـ أن نـُدخل فيها ..!!.؟
و الليبراليون الجدد و إن زعموا بأن الليبرالية كانت سبباً في نهضة الغرب و تحقيق الحريات و فصل السلطات فإنهم لا يعيرون إهتماماً لخصوصية الشعوب الإسلامية (!) بما فيها تلك المبادئ التي تقوم عليها عقيدتهم الإسلامية (!) إلا من خلال الطعن في كل ما هو إسلامي ..!! ، أو من خلال تقديمهم للشكر و العرفان للإسلام الذي أخرج الناس من جاهلية القبيلة و ضيقها ، مذيلين عرفانهم هذا بأنه حان وقت الليبرالية (!) التي ستخرج الناس من ضيق الإسلام (!) إلى سعة الليبرالية ..!! ، و من عبادة رب العباد (!) إلى عبادة النفس و الهوى و الشهوات ..!!
و هؤلاء الليبراليون الجدد و إن كانوا ينظرون نظرة إجلال و إكبار لليبرالية الغربية (!) فإنهم لا يراعون العدالة و المساواة ـ التي يدعونها! ـ بيننا و بين الغرب ..!! ، فالليبرالية السياسية أو ( الديمقراطية ) التي تطبق في الغرب ، لا يريد الليبراليون الجدد أن يقبلوا بنتائجها في مجتمعاتنا إلا بعد أن يتم لهم (تمدين المجتمع) (!) و (لبرلة العقل المسلم) بالكامل ..!! ، و لنا في تجربة حكومة حماس ـ أيدها الله ـ مع السلطة و موقف الليبراليون الجدد منها (!) خير شاهد على هذا التناقض الكبير بين الليبرالية كفكرة و الليبرالية كتطبيق ..!! ، الأمر الذي يزيح الستار عن الوجه البشع لهؤلاء العملاء ..!! ، و أنا و إن كنت أربأ بنفسي و بكم من أن يكون الغرب الكافر معياراً نقيس عليه أنفسنا إلا إنها لم تكن سوى محاولة لتقصي شعارات الليبرالية الجوفاء ..!!
أطال الله بقاءكم .