رحيل الأماني..
مشهد إضطراري:
سأترك المساء يعيش عالة على رحيلي
سأترك صمتي يعض صباحكم
وأسحب أسئلتي عن كاهلي الكلمات… وأمضي معي
تعب الكلام ..و قهوتي باردة..بعد وجهي
تعب الكلام ..قصف اليأس آخر قلاعنا يا طائري الذي لا يهدأ
و لا مكان لك على غصن الجدوى
قهوتي باردة ..يشربها السفر
يجلس الحزن قبالتي ..في قطار الخيبة المكتّض باللاشيء
و يجلس الأزرق يبكي نوارسا ..بعد أغنياتي
ولا أحد يعتذر
قهوتي باردة ..قدّموا لأمي ..صلاتي ..و إبتسامتي ..هدية
وقالوا لأسئلتي ..لن أعود
سأمضي معي
سأحمل أشلائي ..أوّدع أشيائي
وأطبع قبّلة على خدي أيلول
وارحل إلى وطن أصفر ..لا وطن فيه و لا أغنيات
إلى مدينة لا مدنية فيها ..ولا أطفال.. ولا ألوان ..ولا وقت
واستلقي حيث ..أزرع بذرة الأمنية
و لا أستيقظ..وقد حاصرتني ظلال شجرة الجرح
حيث لا يوجد.. غدا..أو بعد قليل
حيث لا يوجد..غربة و برد و رصاص
حيث لا يوجد.. حبر أوراق
حيث لا تفضحني مرآة أو يلاحقني ظّل
حيث لا يهدأ نرد الحكاية على وداع أو وداع..أو ضياع
حيث لا يوجد السقوط الحر
على عتبة المستحيل
أو الغرق في قطرة…المألوف جدا..الممكن جدا
أين الهواء يا أزرق؟
قهوتي باردة .. ماذا يساورني يا أنت..حتى تفتقد القهوة حضوري؟
قهوتي باردة..لماذا أشربها ؟
و أنا أشيع جنازتي إلى اللاجدوى ..ألف مرة..في المرة
كيف أشربها ؟
و لا أحد يستطيع أن يعيدني إلى طفل كنته
لن يطارد فراشه..لن يركض خلف حلم..و لن يطمع في نجمة
و يضع أصابعه في أذنيه حتى تروي أمه – قبل النوم –
حكايات عن إنتصار الحب و الخير و العدالة.
و يستيقظ –قبل النوم-
و قد نامت أمة على وسادة سفره و ظلال حقيبة
لا تذكر شيئا عن العودة
قهوتي وحيدة..و الآن أغتسل تحت أغنية المطر
و حيث لا شيء غير لا شيء
تبدأ حريتك..حين ينتهي الآخر ..أقصد الغياب
و ينتهي جنونك..حين تكون الفارق البسيط
بين الموت و الموت .. اقصد..لا أعرف
سفير الحب
العرض الشجري
