الموضوع: المكــــابرهـ
عرض مشاركة واحدة
قديم 19-07-2010, 08:01 AM   رقم المشاركة : 8
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر

يالله كثيراً ما ( نُكَابِر ) واننا غير دقيقين فيما نقوله أو فيما نسلكه ..


وبالذات في مشاعرنا؟!


الاّ اننا وفي لحظات أو أوقات معينة نصدِّق انفسنا ونتعامل مع هذا الاحساس ..


أو ذاك الشعور على أنه حقيقة .. وهذا يترتب عليه طبعاً أمور كثيرة ومتعبة ..


ليس لنا فحسب .. بل حتى لغيرنا .. ممن هم حولنا .. ممن يتعاملون معنا؟!

ولنأخذ مثالاً بسيطاً جداً .. وهو مشاعر الحب ..

تلك المشاعر التي حينما تتمكن منا فلا يمكننا ان ننكرها أو حتى أن نتظاهر ..

بأنها شيء عادي لا يعنينا .. لأن زمن ( المُكَابَرَة ) قد انتهى .. وقد ولَّى

إلى غير رجعة والكل سوف يرفضه .. بداية من تعابير وجهك ..

إلى جميع تصرفاتك في كل مواقف تتعرض لها؟!

فأنت أحياناً حينما تحب بصدق شخصاً ما .. حينما تشعُر في دواخلك ..

بأنه اضحى كل شيء بالنسبة لك .. وانك لم تعد قادراً على الاستغناء عنه

ولا عن رؤيته..أو سماع صوته العَذب..والإطمئنان عليه..ولو من بعيد

حينما تشعر بذلك كله وأكثر ..

سوف تقول لنفسُك .. خلاص أنا نسيته .. لم أعُد أحبه .. ولن أسعى إليه

أو اسأل عنه .. أو أنه لم يعد يعني لي شيئاً؟!

يعني قرارات من أجل الراحة فقط .. ولأنك غير صادق مع نفسك ..

اقصد مع مشاعرك الحقيقية..اقصد لأنك ( تُكَابِر ) نفسك فسوف لن تلتزم

بحرف واحد من تلك القرارات .. التي اخذتها في لحظة ضُعف وتجلِّ؟!

فإلى أين تقودك هذه ( المُكَابَرَة )؟!

ألستُ تظلم مشاعرك حينما تحرمها ممن تحب .. ألستُ تفوِّت عليك فرصة

الاستمتاع بالحب الصادق .. والمشاعر النبيلة؟!

لابد أن ندرك أن جزءاً من ضعفنا .. جزءاً من تخلفنا .. جزءاً من هواننا

حتى بين الأمم المتقدمة هو تلك ( المُكَابَرَة ) التي نتعامل بها كشعوب

تلك (المُكَابَرَة) التي أفقدتنا الكثير من حقوقنا التي ما زلنا نطالب بها حتى اللحظة

دون جدوى؟!

لابد أن ندرك جيداً ونعي حقيقة واحدة وهي أن البقاء للأقوى وان منطق القوة

هو الذي يجعلنا نحقق ما نريد .. ونصبو إلى ما نتمنى تحقيقه ومن هذا المنطلق

لابد أن نكون أقوياء .. ولعل أولى مراحل وصولنا لتلك القوة

هي أن نعترف بأننا ضعفاء في كل شيء لابد ان نخفف من حدة ذلك ( الكِبرِيَاء )

الذي لم يوصلنا سوى للضُّعف والتأخر؟!

هذا ( الكبرياء ) المتمثل في أننا افضل الناس .. وأننا لسنا في حاجة لأحد ..

وأننا وأننا؟!

كل هذا لابد أن نضعه خلف ظهورنا .. أن ندرك حقيقة واحدة وهي إن أردنا

أن نكون وإن أردنا أن يكون لنا موطِيء قدم .. وإن أردنا أن يكون لنا كلمة

أمام الآخرين وأمام شعوب العالم .. وإن أردنا أن يكون لنا تأثير واضح

وقوي على من حولنا ..

والاهم من ذلك .. إن أردنا أن نصل لحقوقنا المسلوبة لابد أن نكون أقوياء

لابد أن ننزل من بُرجنَا العَاجِي .. لابد أن نتخلص من تلك الانانية ..

والشعور بالعظمة .. لابد أن نعترف بأنه ما زال امامنا الكثير لنصبح أقوياء

وليصبح لنا دور واضح في رسم خارطة العالم .. والتأثير فيه؟!

فيالحالنا المسكين .. اننا شعوب عاطفية مسكينة .. مغلوبة على امرها ..

شعوب يؤثر فيها كل شيء ..

وتصدق كل شيء فلا بد من الخروج من هذا النَّفق المُظلم الذي وجدنا انفسنا فيه

لابد من المصارحة مع النفس حتى تتجلَّى لنا الحقيقة واضحة كشَمس القوَايل

لا يخفيها شيء ابداً؟!

فلِمَ إخفاء مشاعرنا الحلوة ..

والتظاهر بأننا لا نُحِب بينما نحن غارقون في بحر من الحب .. لِمَ إخفاء الصدق

وهو أعز وانظف واشرف ما نملك وغيرنا لِمَ في حالة إليه ..

لمَ ( نُكَابِر ) وندّعي أننا نملك كل شيء .. ونحن لا نملك شيئاً .. لِمَ نخجل

بالاعتراف بما نريد ومن أمامنا قد فتح لنا قلبه وذراعيه لنقل ما نريد

لِمَ ( نُكَابِر ) ونقول بأننا حققنا كل شيء ولسنا بحاجة لشيء ..

بينما نحن بحاجة للكثير والكثير الذي يريحنا ويسعدنا ويزيد من ثقتنا بأنفسنا؟!

ما يهم أن نعرفه ان هناك فرقاً رفيعاً بين ( المكابرة ) والثقة بالنفس ..

فـ ( المَكَابَرَة ) شعور نحن نوجده للتخلص من شيء ما لا نريده أو نرضاه

كالنقص والعجز أوقِلَّة الحِيلَة .. في حين أن الثقة بالنفس حينما تكون موجودة

ومتأصلة فينا فلأننا فعلاً راضون عن انفسنا .. ومقتنعون بما لدينا ..

وبما قسمه الله لنا؟!

ولم تكن ( المكابرة ) يوماً نوعاً من الثقة بالنفس أو طريقاً لها.

/

/

إنتـَــر