في كل مناسبة يتم فيها الحديث عن ظاهرة تأخر سن الزواج بالنسبة للشباب من الجنسين في مجتمعنا، يتم فيها الحديث عن رفع المهور من جانب أولياء أمور الفتيات باعتباره أحد المسببات الرئيسية لتأخر الشباب في الزواج وبالتالي ارتفاع معدلات العنوسة بين الإناث، وما يتبع ذلك من مشكلات نفسية واجتماعية تضرّ بشريحة الشباب وبأهاليهم في الوقت نفسه.
لكن في مقابل وجهة النظر السابقة السائدة بقوة في أوساط مجتمعنا، يحذّر البعض من مخاطر التراخي في تحديد المهور نظراً لما يولده ذلك، في وجهة نظر البعض، من إحساس بالاستخفاف لدى الشبان حيال الفتاة ذات المهر المنخفض وتجاه أهلها أيضاً.
ويعتقد البعض أن المهر المنخفض يوحي للشاب الخاطب بأن أهل الفتاة متعجلين على زواجها مما يولد لديه شعوراً بالتعالي على الفتاة وأهلها، ويسبب ذلك في مستقبل الحياة الزوجية الكثير من المشكلات التي يكون سببها الرئيس تعالي الشاب وقناعته بأن أهل زوجته كانوا في أمس السرور لأنهم تخلصوا من همّ ابنتهم وألقوا بهذا الهمّ على كاهله، بل إن بعض الشبان، نتيجة المعاملة الحسنة من أهل الزوجة، يطمع مادياً بأهل زوجته ويبتزهم للحصول على دعمهم المادي كي يؤمن حياة كريمة لابنتهم.
وتسود وجهة النظر الأخيرة لدى الكثير من أفراد مجتمعنا حيث يصرّ أهالي الفتيات على مهور مرتفعة وشروط صعبة للزواج كي يشعر زوج ابنتهم المرتقب بقيمة الفتاة ويصعب عليه لاحقاً خسارتها، عبر الطلاق، بسبب ما بذله في سبيل الزواج منها.
هل تعتقد حقاً أن المعاملة الحسنة وتخفيض المهور وتسهيل شروط الزواج على الشبان تجعلهم يبخسون من قيمة زوجاتهم ويطمعون بأهالي الزوجات؟
أم تظن أن الرأي السابق يجعل مجتمعنا يدور في حلقة مفرغة فرفع المهور يعيق الزواج مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات العنوسة، وخفض المهور يؤدي إلى التعالي على الزوجات وبالتالي، غالباً، ارتفاع معدلات الطلاق؟
ننتظرأراؤكم الكريمة